اخبار العراق الان

عيد الحب في بلاد ” مابين النارين ” بحث عن الحنان في زمن الكراهية

عيد الحب في بلاد ” مابين النارين ” بحث عن الحنان في زمن الكراهية
عيد الحب في بلاد ” مابين النارين ” بحث عن الحنان في زمن الكراهية

2019-02-14 00:00:00 - المصدر: عراق برس


عراق برس / خاص

بغداد – عراق برس – 13 شباط / فبراير : يستعد العديد من العراقيين للأحتفال بما يسمى بعيد الحب او ‘الفلنتاين ‘ برغم كل مايحيط بهم من ألم وخوف وجوع وعطش وفقر وبطالة وفساد مالي وادراي وسياسي ونار مشتعلة هنا او  هناك ولسان حالهم يقول ‘نرفه عن انفسنا قليلا كي لاننفجر كالعبوات الناسفة والسيارات المفخخة ‘ وبصرف النظر عن قناعاتنا بالأحتفال من عدمها أستطلعنا آراء المواطنين بشأن الفالنتاين لنقف على مايمثله هذا التقليد الذي انتشر في العراق بعد ان لم يكن له وجود وبدأنا بمحمد محمود ، 50 سنة ،وهو صاحب محل لبيع الهدايا ولعب الأطفال في الأعظمية وسألناه عن البضائع الأكثر رواجا في هذا اليوم فأجابنا قائلا :

لاشك ان الورود الحمراء والدببة الصغيرة وصور القلوب  والأغلفة الملونة وألبومات الصور الموسيقية هي الأكثر رواجا، إضافة الى دواوين الغزل الصغيرة والتي تتضمن مقاطع يمكن ان تستعمل كمسجات سريعة عبر الوات ساب والفايبر فضلا عن الفيس بوك وتويتر ليس اليوم فحسب وإنما منذ عدة أيام ، لقد نفدت جميعها ولم يبق سوى النزر اليسير منها إن شئت أهديتك إياها ، وإن أبيت فسأبيعك بعضها بسعر الجملة إكراما لزيارتك .

وليس ببعيد عنه وتحديدا في منطقة الصليخ سألنا سالم عزيز 30 سنة وهو صاحب محل لبيع الأقراص المدمجة عن أكثر مايستهوي الشباب بعيد الحب ،فأجاب قائلا : *بكل تأكيد أغاني ، كاظم الساهر ، على رأس القائمة “،ثم أخذ يترنم بمقاطع من إحدى اغنياته “عيد وحب هذي الليلة الناس معيدين “ثم تأتي بعدها وبالدرجة الثانية أغنيات ماجد المهندس وراغب علامة وأليسا ونانسي وغيرهم . ذهبنا بعدها الى منطقة الكرادة داخل وسألنا عادل أحمد 25 سنة ،وهو عامل في محل لصناعة الحلويات والمعجنات عن رأيه بالفالنتاين فبادرنا بالقول :

نحن نبيع في هذه الأيام مالا نبيعه طوال شهر ، بدءا باللحم بعجين والبيتزا والكريم باف والكنافة والقطايف والبسبوسة والكيك بأنواعه وبالأخص تلك القوالب المصنوعة على شكل قلوب متجاورة وفي وسطها سهم – كيوبيد – .

حقيقة الفلنتاين

أما عن حقيقة الفالنتاين فأجابنا الباحث الميثولوجي خالد الكاظمي بالقول : *الفالنتاين أو عيد الحب تعود قصته الى العام 269 بعد الميلاد ,وتحديدا الى القس فالنتاين الذي كان يعيش في مدينة روما الواقعة تحت حكم الامبراطور الروماني كلاوديس الثاني آنذاك وإذ كانت الوثنية سائدة عند الرومان آنذاك فيما كان القس المذكور يدعو الى النصرانية ما تسبب بإعدامه .

إلا ان رواية أخرى تقول أن ” الإمبراطور أكتشف أن العزاب أشد صبراً وثباتا في الحرب من المتزوجين فأصدر أمراً يمنع بموجبه عقد أي قرآن ، غير أن القسيس فالنتاين عارض هذا الأمر واستمر بعقد الزيجات في كنيسته سراً حتى اكتشف أمره فأمر الامبراطور بإعتقاله و إعدامه. وفي السجن تعرف فالنتاين على إبنة لأحد حراس السجن وكانت كفيفة فطلب منه أبوها أن يشفيها بدعائه فشفيت ووقع في غرامها ، وقبل أن يعدم في 14 شباط أرسل لها بطاقة مكتوباً عليها (( من المخلص فالنتاين))، و هكذا أصبح 14 شباط مناسبة تجمع بين كل اثنين تربطهما علاقة حب، مستدركا بالقول ” ولكنني لا استطيع أن اجزم بصحة الروايتين من عدمها ،هكذا قيل “.

آراء رافضة

الحاج ماجد التميمي70 سنة كان له رأي مغاير لكل من سألناهم قبله حيث باغتنا بوجهه المتجهم قائلا ” وشي بجاره المسكين وقبض الثمن ثم خرج ليحتفل بعيد الحب .. سرق سيارة صديقه ثم انبرى ليحتفي بعيد الحب .. عق أمه وأباه ثم خرج ليتنزه مع أصدقائه بمناسبة عيد الحب .. طلق زوجته المسكينة التي عاشت معه دهرا بحلوه ومره ثم خرج كالحمل الوديع ليتسكع بمناسبة عيد الحب ويبحث عن إمراة أخرى تمهيدا لطلاقها في الفالنتاين المقبل… سب وشتم ،طعن وقذف ، إغتاب ونم ،حرض ثم سهر الليل بطوله يراسل حبيباته عبر الأنترنت بمناسبة عيد الحب ..حطم وكسر ، عبث ودمر ثم خرج هادئا ليحتفل بعيد الحب ويوزع الابتسامات والورود الحمراء والدببة الصغيرة ذات اليمين وذات الشمال بمناسبة عيد الحب ..قتل وفجر، خطف وهجر ثم أصبح مسالما على حين غرة بمناسبة عيد الحب ..انه عيد بغض وبأمياز وليس عيد حب صديقي !!.

– إذن ماهو الحب الحقيقي برأيك ؟

* عزيزي الحب الحقيقي هو أن تحب للناس ما تحبه لنفسك ، أن تبر أبواك ، ان تحترم زوجتك وتكرمها ،أن تحنو على أطفالك وتحسن تربيتهم وتعليمهم ، أن تغيث الملهوف ، أن تطعم الجائع ،أن تسقي الظمآن ،أن تكسي العريان ، أن تأوي المشرد ، ان تنصر المظلوم ،ان تقرض المحتاج قرضة حسنة لا تجر نفعا ،أن تعود المرضى ،أن تسعى على الأرامل ،ان تكفل الأيتام ،أن تخفض جناحك للكبير ،أن تعطف على الصغير ،أن يأمن جارك شرك ،أن تكف لسانك إلا عن طيب الكلام ،أن يسع الحب قلبك حتى لا يبقى فيه مساحة ولو ضئيلة لبغض أحد من الناس لأن احدهم إن لم يكن أخ لك في الدين فأنه ولاريب نظير لك في الخلق (إفتهمت لو أعيد؟ ) .

ولم يكن رأي الباحث الأنثروبولوجي، معن العزاوي ، أقل حدة ووضوحا من رأي التميمي حين فاجأنا بالقول ” الحقيقة الدامغة التي يجهلها الكثير خلاف مايشاع عن عيد الحب وخلاصتها ان بعض النساك أرادوا ان يغلفوا الأعياد الرومانية القديمة بمسحة ايمانية لكي لايصبح وجودهم ثقيلا بين الوثنيين الرومان فقاموا بإبتداع مجموعة من الأعياد في ذات التوقيتات القديمة واخترعوا لها قصصا نحو التي يعرفها الناس بخصوص الفالنتاين والحقيقة ان عيد الحب هو عيد مايسمى بآلهة الحب – كيوبيد – في الأساطير الرومانية .

وقبل أن نقفل عائدين وقع بصرنا على إمرأة تتشح السواد وهي تشتري آخر ماتبقى من ورود حمراء ودببة صغيرة وقلوب متجاورة يخترقها سهم الحب ،فسألتها “الى من ستهدينها ؟” قالت الى ” زوجي الذي كان يهديني مثيلاتها في كل عام ولكن المعادلة قد تغيرت هذا العام “سألتها لماذا ؟ قالت “لأن زوجي استشهد بانفجار عبوة لاصقة وضعت أسفل سيارته قبل سبعة أشهر وسأضع اليوم هدايا على شاهده في مقبرة الشيخ معروف الكرخي وسأقول له “كل عام وأنت الحب ..حبيبي “. انتهى .أح

شارك هذا الموضوع: