اخبار العراق الان

الاحتلال يجرّف بقايا مقبرة مأمن الله التاريخية في القدس

الاحتلال يجرّف بقايا مقبرة مأمن الله التاريخية في القدس
الاحتلال يجرّف بقايا مقبرة مأمن الله التاريخية في القدس

2019-02-14 00:00:00 - المصدر: قناة الغد


لم تسلم القبور الإسلامية في مدينة القدس المحتلة من أذى وانتهاكات جيش الاحتلال الإسرائيلي، حيث يواصل تجريفه لمقبرة مأمن الله التاريخية لصالح مشاريع استيطانية وتهويدية جديدة، وبهدف فتح شارع مكانها.

ويأتي قرار بلدية الاحتلال في القدس إزالة وتجريف ما تبقى من مقبرة مأمن الله التاريخية، تعدياً سافراً على حرمة المقابر، وإصرارا واضحا على إثارة مشاعر المسلمين والمقدسيين، حيث نبشت سلطات الاحتلال مؤخرا قرابة 400 قبر خلال الحفريات التي أجرتها في المقبرة لبناء ما يسمى بمتحف التسامح، كما تنوي إقامة مقاهي وفندق ومشروعات سياحية أخرى على أنقاض المقبرة التاريخية.

وقال عكرمة صبري خطيب المسجد الأقصى المبارك ورئيس الهيئة الإسلامية العليا “إن الهدف الإسرائيلي من وراء هذا التجريف لمقبرة مأمن الله التاريخية يأتي لبناء ما يسمى متحف التسامح، على حساب قبور الأموات المسلمين المدفونين فيها، مشددا على أن حق المسلمين في المقبرة هو حق قائم لأن أرض المقبرة هي وقف إسلامي وليست ملك إسرائيل”.

وأضاف صبرى لموقع الغد أن “المقبرة من أقدم المقابر الفلسطينية، وتعمل الحكومة الإسرائيلية بشتى الطرق والوسائل لاستمرار تهويد مدينة القدس المحتلة وصبغها بالطابع اليهودي، من خلال طمس كل المعالم الإسلامية بالقدس، وذلك في إطار استمرار تهويد مدينة القدس المحتلة”.

بدوره، قال الأكاديمي الفلسطيني جمال عمرو الباحث في شؤون القدس “تعود مقبرة مأمن الله التاريخية إلى حقبة فتح بيت المقدس على يد الخليفة عمر بن الخطاب، وهذه المقبرة مدفون بها عدد من صحابة رسول الله عليه الصلاة والسلام، وجثامين عدد كبير من جنود وقادة صلاح الدين الأيوبي فاتح المقدس”.

وأوضح عمرو “أن الاحتلال يشن حربا على كل ما هو مقدسي، وأنه في السابق تم تجريف مقبرة يافا وأقيم عليها “مركز بيرس للسلام”، و الآن مقبرة مأمن الله يتم تجريف ما تبقي منها لبناء ما يسمي” متحف التسامح”. وأضاف “أي تسامح يكون على رفات الأموات”.

من جهتها، نددت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، عزم سلطات الاحتلال الإسرائيلي البدء بتنفيذ مشروع لشق شارع بوسط المقبرة، وإقامة مباني عامة على أرض مقبرة مأمن الله التاريخية.

ودعت الهيئة الإسلامية المسيحية كل المنظمات والمؤسسات الدولية وخصوصاً منظمة (يونيسكو) التحرك العاجل للحفاظ والدفاع عن آثار القدس التاريخية ووضع حد لسياسات الاحتلال القائمة على التهويد.

يذكر أن مقبرة “مأمن الله” تبلغ مساحتها 200 دونم، فيها قبور لصحابة وتابعين وعلماء وشهداء، وعملت إسرائيل على تجريف مئات القبور وتدنيس رفات أصحابها وانتهاك حرمة موتاها، ناهيك عن سرقة مساحات شاسعة من أراضيها وتحويلها لـ”سوق ماميلا” لبناء متحف التسامح، وتم اقتطاع حوالى 70% من مساحتها لعمل حديقة الاستقلال وفندق كبير على قبور المسلمين في الجزء الغربي من المقبرة.

وبنيت مدرسة دينية يهودية على أرض المقبرة في خمسينات القرن الماضي، وبناية للتأمين الوطني في الجزء الشرقي، كما استخدمت بلدية الاحتلال أجزاء في الجهة الشرقية من المقبرة لوضع حاويات النفايات فيها، كما بنيت بنايات ضخمة في الجزء الشمالي من المقبرة، وفتح شارع “بن سيرا”، وموقف كبير للسيارات في الجزء الشمالي”.