اخبار العراق الان

الكلاب والقطط الضالة: مطاردة طويلة في بغداد

الكلاب والقطط الضالة: مطاردة طويلة في بغداد
الكلاب والقطط الضالة: مطاردة طويلة في بغداد

2019-02-14 00:00:00 - المصدر: موازين


04:57 - 14/02/2019

بغداد- موازين نيوز
مع الازدياد المستمر في أعداد الكلاب والقطط الضالة في العاصمة بغداد، واتباع دوائر البلدية حملات الإبادة بالسم وفي بعض الأحيان بإطلاق النار عليها بشكل يثير استهجان الناشطين والمواطنين العراقيين بشكل عام من سكان بغداد، ظهرت عدة حملات بجهود فردية، وأخرى جماعية، تستهدف رعاية تلك الحيوانات والدعوة إلى استنساخ تجارب غربية في التعامل معها.
من بين تلك المشاريع ما يقوم به الدكتور مهند الجبوري؛ وهو طبيب بيطري أخذ على عاتقه مشروعاً لتلقيح وعلاج القطط والكلاب، ومن ثم المساعدة على تبنيها من قبل العائلات المحبة لتربية الحيوانات، أو إيجاد مكان مناسب لها بما يضمن عدم نقلها أي أمراض للإنسان من خلال علاجها ولقاحها، وكذلك توفير حيوان نظيف للعائلة التي ترغب بكفالة (تبنّي) قطة أو كلب.
يقول الدكتور مهند ضياء الجبوري: "بادرنا بمشروع تلقيح القطط والكلاب المحلية الضالة للحفاظ على سلامة الإنسان والحيوان في نفس الوقت، والحصول على بيئة سليمة، فكثرة هذه الحيوانات وانتشارها بطرق عشوائية، ولعدم وجود جمعيات رفق بالحيوان تكون مصدراً فعالاً للأوبئة".
يضيف الجبوري: "بعدما خطرت على بالي الفكرة عرضتها على معارفي، وقمنا بحملة واسعة في مناطق عديدة من بغداد، وبعد تلقيح الحيوانات، نطوّق عنقها بسلسلة للدلالة على سلامتها وحصولها على الرعاية الصحية، وبعد حملات توعوية قمنا بها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي تكوّن فريق متطوع لهذه الحملة".
ويوضح الجبوري: "من المشاكل التي نعاني منها، استيراد الكثير من الحيوانات بطرق غير رسمية عن طريق المنافذ البرية، وبذلك لا تخضع للسيطرة النوعية، ومن خلال هذه الحيوانات انتشر مرض الطاعون في القطط والكلاب بصورة كبيرة خلال السنوات الثلاث الأخيرة، حيث وصل العدد إلى 150 حالة طاعون كلاب أو قطط كشفنا عليها في عيادتنا، بينما كانت لا تتعدى خمس إصابات سنوياً".
ويتابع الجبوري: "لم تقف الحملة عند التلقيح فقط، بل قمنا بمعالجة أمراض توحد الأطفال من خلال تربية الكلاب، فانشغال الأبوين عن الأطفال وانهماكهم في الأعمال، لم يعط الأبوين وقتاً للمكوث فترات أطول مع أبنائهم المتوحدين، ومن خلال تربية الكلب للمريض المصاب بالتوحد حصلنا على نتائج إيجابية كبيرة".
يضيف: "وأقوم بزيارة دور رياض الأطفال، وكذلك ذوي الاحتياجات الخاصة، وأصحب معي عدداً من القطط والكلاب لكسر حواجز الخوف وخلق حالة جديدة لدى الأطفال الأسوياء والمعاقين على حد سواء للتعامل مع الحيوان من دون خوف".
ويقول أحمد الربيعي: "أنا أعمل سائق أجرة، وشاركت في نقل اللقاحات مع الدكتور مهند، ومن خلال هذه الحملة قمت بتربية قطة كانت ضالة، تم تلقيحها والاهتمام بها، وهي الآن في بيتي وأقوم بتلقيحها بحسب البرنامج الذي أعده الدكتور مهند لها".
ولا يوجد تقدير واضح لعدد الكلاب والقطط الضالة في بغداد، إلا أن مهتمين في المجال البيئي يقدرونها بعشرات الآلاف، وعادة ما تكون غير نظيفة وناقلة للأمراض. وبالنسبة للكلاب فإنها تهاجم في بعض الأحيان السكان، وهو ما يعطي ذريعة لدوائر البلدية وقوات الجيش والشرطة في تنظيم حملات قتل توصف بالوحشية وتلاقي اعتراضات واسعة من قبل الناشطين العراقيين. كما أن هناك تسريبات لمعلومات عن قتل قسم منها وإطعامه للحيوانات المفترسة في حديقة الحيوان في بغداد.
ويقول الناشط محمد حسين، إن "استنساخ تجربة بلدية إسطنبول أو باريس مهمة في هذا الإطار وغير مكلفة لأمانة بغداد، لكنهم يعتمدون القتل كالعادة، من دون أن يعرفوا أنها مخالفة للقانون".
ويضيف: "مثل هذه الحملات الشبابية التي تتم بمبادرات مجتمعية يجب أن تخجل منها الحكومة كونها تمتلك إمكانيات أكبر ورغم ذلك لا تستخدمها".انتهى29/ح


اخبار ذات الصلة