اخبار العراق الان

انتصار ايران في سوتشي وهزيمة العرب في وارسو

انتصار ايران في سوتشي وهزيمة العرب في وارسو
انتصار ايران في سوتشي وهزيمة العرب في وارسو

2019-02-15 00:00:00 - المصدر: قناة الغدير


اما الثاني : هو تجمع وزراء 60 دولة بينها عربية ، في مدينة وارسو البولندية لاستهداف ايران، وإظهارها بمظهر الدولة التي تشكل الخطر الاكبر على منطقة الشرق الاوسط والعالم.

ومحور التناقض في هذين المشهدين، هو مؤتمر (سوتشي) يمكن وصفه بانه اجتماع للدول المنتصرة على الارهاب، في حين ان مؤتمر (وارسو) عقد برعاية الدول التي اخترعت الجماعات الارهابية ورعتها ودعمتها وساعدتها على قتل شعوب المنطقة في العراق وسوريا وكذلك في اليمن!

والتناقض الاخر، ان مؤتمر (سوتشي)، لم يتناول اي قضية جانبية سوى القضية التي تشغل ذهنية وعقلية شعوب العالم اجمع باعتبارها الاخطر على الاطلاق، وهي كيفية انهاء الارهاب في المنطقة وبالتحديد في سوريا بشكل كلي، اما مؤتمر (وارسو)، فلم يتطرق للارهاب لا من بعيد ولا من قريب، بل ناقش كيفية استهداف ايران وتحييد "خطرها" المزعوم على المنطقة والعالم.

اذن بالنتيجة ان مؤتمر وارسو اراد ارسال رسالة للعالم اجمع، بان "الخطر الايراني" المزعوم هو اخطر من "الارهاب" الذي ضرب منطقة الشرق الاوسط برعاية ودعم صهيوامريكي.

المفارقة بالموضوع والتي لم يلتفت اليها احد، ان الدول الراعية لمؤتمر وارسو (الكيان الصهيوني وامريكا)، ارسلت رسالة الى ايران قبل يوم واحد من انعقاده، وهي رسالة ارهابية بكل معنى الكلمة، وكانت عبارة عن هجوم انتحاري استهدف الحرس الثوري في طريق زاهدان - خاش وأسفر عن استشهاد عدد من قوات الحرس.

ان الارهاب اليوم لم يعد سبة، واصبح امر مفروض على العالم ، ومحور لتحديد العلاقات الدولية حسب الرغبة الصهيوامريكية ، فمن لا يخضع للارادة الصهيوامريكية ، يضرب بالارهاب الذي ما عاد سرا بانه هو الذراع الامريكي والصهيوني الذي يضرب به كل ممانع ومقاوم لهاتين الارادتين. فهل هناك اخطر من هذا الخطر ؟

هذا الامر يدفعنا الى التساؤل عن "الخطر الايراني" المزعوم الذي يحاول الصهاينة وامريكا ان يقنعا العالم به، ونقارنه مع الخطر الذي يشكله الكيان الصهيوني وامريكا على المنطقة والعالم؟

اولا- ان ايران قدمت نفسها كمتصدي اول على الاطلاق للدفاع عن قضايا الامة الاسلامية والدفاع عن حقوق شعوبها، في حين ان الدول العربية التي تدعي العروبة وترفع راية الاسلام، جلست على طاولة واحدة لاول مرة في التاريخ مع الكيان الصهيوني الذي اغتصب الارض العربية وقتل شعوبها.

ثانيا- ان ايران فتحت ميزانيتها وامكانياتها العسكرية واللوجستية، ومنعت من سقوط العراق وسوريا في اتون الارهاب، وحافظت على امن المنطقة واوقفت آلة القتل الارهابية الداعشية التي صنعتها الايادي الصهيوامريكية واوقفت تمددها .

ثالثا- كان يمكن لايران ان تنأى بنفسها عن كل المظالم التي تجري بالمنطقة، وان تفتح المجال لكل قوى الاستكبار العالمي ان تعبث بأمنها ومستقبل شعوبها، لكن آثرت على نفسها، ولم تجامل على حساب عقيدتها ، ولم تتنصل عن مسؤوليتها ، رغم الخسائر البشرية والاقتصادية التي تعرضت لها وما زالت تتعرض لها.

رابعا- ان الدول التي رعت مؤتمر وارسو، لا تملك اي دليل ملموس على وجود خطر ايراني حقيقي على المنطقة، في حين ان ايران وكذلك الدول التي شاركت بالحرب على الارهاب وخاصة روسيا، وكذلك الدول التي تعرضت للارهاب مثل العراق وسوريا، تملك ادلة واضحة وضوح الشمس بان الخطر الحقيقي على المنطقة والعالم، هما الدولتين الراعيتين لمؤتمر وارسة، الكيان الصهيوني وامريكا، فضلا عن الدول التي تنفذ اجندتها مثل السعودية والامارات.

وهنا نسال ايضا .. لماذا ايران؟ وجوابه بكل بساطة ، لانها الدول الوحيدة الصادقة مع نفسها وشعبها ، والدولة الوحيدة التي لم ولن تساوم على حساب عقيدتها ، والدولة الوحيدة التي تملك مصير نفسها وحافظ على استقلاليتها ولم تسلم هذا المصير بيد الصهاينة وامريكا كما فعلت باقي الدول العربية التي تتودد وتتملق للكيان الصهيوني .

ومن هنا نستطيع ان نقول ونعترف بان مؤتمر وارسو، كان اكبر انتصار للكيان الصهيوني رغم فشله على الصعيد السياسي والعملي، ومحور هذا الانتصار ، بان الكيان الصهيوني عندما رعى هذا المؤتمر اعلن من خلال حصوله على ولاءات جميع حكومات الدول العربية رسميا واعلانهم تخليهم عن القضية (الام) وهي القضية الفلسطينية ، وعبر عن هذا الامر رئيس وزراء هذا الكيان نتنياهو ، الذي وصف المؤتمر بالـ "منعطف التاريخي".

نعم انه منعطف تاريخ ، بان تقوم الدول العربية رسميا باهداء فلسطين الى الكيان الصهيوني بدون اي خجل، ومنعطف تاريخي ان يشتركوا باستهداف كل قوى المقاومة الاسلامية التي ضحت في سبيل هذه القضية العظيمة، ومنعطف تاريخي ، ان يقف العرب مع اعداء العرب ضد القضايا العربية.

انتهى .. م ف