اخبار العراق الان

كريستيانو رونالدو ويوفنتوس - هل نجحت السيدة العجوز فيما فشل فيه ريال مدريد؟

كريستيانو رونالدو ويوفنتوس - هل نجحت السيدة العجوز فيما فشل فيه ريال مدريد؟
كريستيانو رونالدو ويوفنتوس - هل نجحت السيدة العجوز فيما فشل فيه ريال مدريد؟

2019-02-20 00:00:00 - المصدر: جول



هيثم محمد    فيسبوك      تويتر

الدقيقة 30 من مباراة فالنسيا ويوفنتوس بدوري الأبطال، لحظة جعلت يوفنتوس وجماهيره الشك يتسرب إلى عقولهم حول صفقة كريستيانو رونالدو، اللاعب الذي تم التعاقد معه من أجل التتويج أخيراً بالبطولة جلس أرضاً باكياً بعد طرده في لقطة مثرة للجدل مع جيسون موريو.

ربما كان الطرد قراراً خاطئاً ولكن تصرف البرتغالي هو ما لفت الأنظار، تصرف كشف مدى إصرار رونالدو على إثبات نفسه وأنه الرجل المناسب للمهمة، وأنه لا يقبل أي عائق نحو تحقيق هذا الأمر. 

الأمور لم تتوقف عند لقطة الطرد، فجاء رفض رونالدو حضور حفل الاتحاد الأوروبي لتسلم جائزة أفضل لاعب بعد علمه بتتويج لوكا مودريتش كدليل إضافي على شخصيته التي ترفض الاستبعاد والخسارة. 

يوفنتوس كان يعلم كل ذلك حول شخصية البرتغالي، ودائماً ما كانت تقلباته المزاجية محور الحديث في ريال مدريد والأمثلة عدة، احتجاجه علناً على زملائه بعد الخسارة في الديربي أمام أتليتكو في 2016:"ربما لو كنا جميعاً على نفس المستوى لأصبحنا في المقدمة، لا أقلل من أي أحد، ولكن عندما يغيب أفضل اللاعبين نعاني، أفضل اللعب مع بيل، بنزيما، ومارسيلو، لا أقول إن كوفاسيتش أو فازكيز ليسا جيدين، ولكن ليس بنفس جودة الآخرين". 

بسبب تصريحات مثل تلك تخوف البعض أن يتكرر الأمر في يوفنتوس مع زملاء رونالدو الأقل شأناً، ولكن العكس هو ما حدث، تحول كريستيانو لقائد في الفريق بسبب احتوائه الجميع وشخصيته القيادية وأكبر دليل احتفاله الأخير لمساندة باولو ديبالا بعد جلوسه احتياطياً. 

رونالدو برهن على اختلاف الأوضاع مباشرة بعد وصوله بتصريح قال فيه: "هنا نحن مثل العائلة، الجميع ودود"، التصريح الذي أغضب قائده السابق في مدريد سيرخيو راموس وعقب عليه قائلاً: "دائماً ما شعرت أننا عائلة هنا كذلك، وهو كان منها". 

راموس عاد ووجه أصابع الاتهام نحو رونالدو بعد رفضه حضور حفل الجوائز:"هو يفعل ما يريد، هنا نحن الأهم بالنسبة لنا المجموعة وليس الأفراد"، ولكن في تورينو رونالدو أثبت هذا الأمر، ارتبط بعلاقة قوية بزملائه وتواصل معهم اجتماعياً، كان يسألهم على المطاعم المحلية، وأبدى اهتماماً بتاريخ ناديه الجديد. 

يقول مواطنه وزميله في يوفنتوس جواو كانسيلو: "لم أرى لاعبه مثله، يتدرب وكأنه في مثل عمري"، الأمر الذي أيده دوجلاس كوستا: "من المستحيل مجاراته في التدريبات، عندما نصل يكون هو بدأ بالفعل، وعندما نغادر يستمر ولا يرحل، لم أرى شخصاً مثله". 

دليل آخر على اندماج رونالدو في منظومة الفريق وتفانيه هو السعادة التي يظهرها عند تقديم تمريرة حاسمة لأحد زملائه، إذ وصل حتى الآن إلى عشر تمريرات حاسمة، مما جعله يحطم رقمه السابق في إسبانيا، مع عدم نسيان تصدره لسباق هدافين الدوري بتسعة عشر هدفاً. 

حتى في بداية الموسم عندما عاندته الأهداف لم يتوتر وبقى مبتسماً، والجميع يتذكر اللقطة أمام لاتسيو عندما فشل على بعد ياردتين من هز الشباك وحول ماندزوكيتش كرته للمرمى ولكنه اكتفى بالضحك على نفسه. 

الشعور السائد أن العلاقة بين رونالدو ويوفنتوس تقوم على تبادل المنفعة بالأساس، كلاً منهما يعمل على إخراج الأفضل من الطرف الآخر، مدربه أليجري وصفه بالقائد، وزميله ماتويدي قال إنه يلهم الجميع حوله، حتى القائد جيورجيو كيليني ذكر أنه يتعلم من وجوده وشبهه بنجوم من حجم بولت وفيدرير بسبب شخصيته القيادية. 

ربما يكون رونالدو واحداً من أفضل الرياضيين على مستوى الكوكب، ولكن بفضل يوفنتوس بدأنا في رؤية جانب جديد تماماً له لم نتعرف عليه من قبل.