رأي غير محايد| أتلتيكو × يوفنتوس - صفعة جديدة للكرة الإيطالية
هيثم محمد فيسبوك تويتر
"إذا أردت الفوز بدوري الأبطال لا يمكنك اللعب هكذا، لا يمكنك دخول الملعب بتلك العقلية وعدم السعي للفوز"، بتلك الكلمات لخص أندريا بيرلو، الحاصل على دوري الأبطال في مناسبتين سابقتين، العرض الباهت ليوفنتوس أمام أتلتيكو مدريد مساء الأربعاء في دوري الأبطال، بل ويمكن القول إنه عنون وضعية الكرة الإيطالية في أوروبا في الأعوام الماضية ككل.
أكثر المتشائمين لم يتوقع ما حدث في ملعب "واندا ميتروبوليتانو" لبطل إيطاليا، ليس فقط على صعيد النتيجة، ولكن الأداء الفني الباهت لفريق تم وضعه كالمرشح الأبرز للتتويج بالبطولة الأوروبية لهذا الموسم.
نعم كان متوقعاً أن يدافع يوفنتوس، ولكن ليس بذلك الشكل الذي عفى عليه الزمان بالاكتفاء بالوقوف في الخلف وانتظار الفرج على أقدام كريستيانو رونالدو، والحظ كان بجانب يوفنتوس بعدم اهتزازه شباكه مبكراً في ظل تكرار المحاولات، والتي لولا حكم الفيديو وتألق تشيزني ورعونة كوستا لاختلف الوضع.
حتى الحيل على الحكم واستنزاف الوقت خدع لا تصلح للتطبيق على هذا المستوى، ومن فريق بحجم البيانكونيري يطمح للفوز بالبطولة، ربما تنجح في الأمر مرة أو اثنين، ولكن العقاب سيكون قاسياً، وهو ما حدث في لقطة الهدف الأول بعدما تجاهل الحكم سقوط بونوتشي بعد رؤيته يستحضر روح سيرجيو بوسكيتس على أرضية الميدان.
Well look at this:
— Tancredi Palmeri (@tancredipalmeri) February 21, 2019
on Atletico’s second goal Bonucci falls down, stays down, keeps watching the action, and then ball goes in then the pain takes him completely.
Best Supporting Actor pic.twitter.com/UjgKnMege9
" نحن لسنا في إيطاليا هنا" ????
— جول العربي - Goal (@GoalAR) February 21, 2019
فابيو كابيلو مدرب السيدة العجوز السابق ينتقد أداء الفريق أمام رجال سيميوني
الوجه الشاحب ليوفنتوس في مدريد هو الصفعة الأحدث للكرة الإيطالية في دوري الأبطال، ليس فقط الموسم الحالي، ولكن على مدار الأعوام التي لا يمكن وصفها بالأخيرة مع تزايد الرقم موسماً بعد الآخر، ولكن هذه المرة الأمر يؤلم أكثر لأن الآمال كانت معقودة على يوفنتوس لفك العقدة وإعادة الكرة الإيطالية لمنصات التتويج الغائبة عنها منذ 2010.
نفس العيوب والأخطاء تتكرر كل عام، مباراة مساء الأربعاء نسخة كاربونية من مقابلة ريال مدريد في ربع النهائي بتورينو الموسم الماضي، تحفظ مبالغ وحسابات تكتيكية زائدة عن الحد اللازم، وبمجرد أن يتلقى هدفاً ويندفع للهجوم يظهر ما كان مأمولاً ويتحسر الجميع على ما فات وما كان يمكن أن يقدم لو لعب الفريق بتلك الطريقة منذ البداية.
قبل يوفنتوس بساعات، عاش لاتسيو مباراة مطابقة ليوفنتوس مع اختلاف الظروف بالدوري الأوروبي. البيانكوتشيلسيتي كان يحتاج للانتصار للعودة في المقابلة، ولكن تلقى هدفاً مبكراً، ثم أتته فرصة ذهبية للتعويض مع تعرض لاعب الفريق الإسباني فرانكو فازكيز للطرد، ولكن سيل من الفرص المهدرة برعونة وبطاقة حمراء مجانية لمدافعه فوتت عليه الأمر، ليتلقى هدفاً ثانياً ويخرج بخفي حنين.
سيناريو يوفنتوس ولاتسيو تكرر هذا الموسم مع نابولي وإنتر وميلان، والسنوات الماضية مع نفس الفرق مراراً وتكراراً، ولازال الإيطالييون يتسائلون عن أسباب تراجعهم وابتعادهم عن القمة في أوروبا، ويرفضون الاعتراف أن ما ينجح محلياً ويساعدك في فرض سيطرتك بلى عليه الزمان أوروبياً وأصبح غير قابل للتطبيق.
يوفنتوس ربما لا يزال يملك الفرصة في العودة، ومباراة ريال مدريد في برنابيو الموسم الماضي تبقى في الذاكرة، كما أن إنتر ونابولي حاضران بالدوري الأوروبي، ولكن الواقع يقول إن أياً من الثلاثة لن يكون قادراً على التتويج باللقب إذا استمر في نفس التفكير والعقلية الإيطالية القديمة بأن الدفاع فقط هو السبيل وكأننا في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي حينما كانت باقي أوروبا تقف مذهولة أمام الكاتانتشيو. وأن حان وقت التغيير حتى لا يطول الصيام عن البطولات القارية.