اخبار العراق الان

من روائع ما قرأت : حين يعشق الملوك بنات الامبراطوريات

 
                          من روائع ما قرأت : حين يعشق الملوك بنات الامبراطوريات
من روائع ما قرأت : حين يعشق الملوك بنات الامبراطوريات

2019-02-22 00:00:00 - المصدر: العراق اليوم


ثقافة وفن ,   2019/02/22 23:16   , عدد القراءات: 36

بغداد- العراق اليوم:

الخديوي اسماعيل حين كان شابا يدرس في باريس احب فتاة فرنسية ارستقراطية .. و تمر السنين و يصبح هو خديوي مصر و تصبح هي امبراطورة فرنسا ...كان الخديوي له امنيتان الاولي ان تكون بلده مصر واحدة من اجمل بلاد العالم والثانية ان تأتي اوجيني في ضيافته لتري انجازاته ......اما الامنية الاولي فقد حققها بجدارة ... والامنية الثانية وجد في نفسه سببا لتحقيقها "افتتاح قناة السويس" وتكون هي ضيف شرف الحفل .. وتبدأ الترتيبات .. يشتري الخديوي جزيرة على النيل ويستدعي خبراء الجمال المعمارين من اوروبا لبناء قصر الجزيرة ويظهر القصر اجمل مايكون وتأتي المفروشات من فرنسا وايطاليا , وتبني نافورة في وسطه من اجمل نافورات المياه في مصر ويضع الخديوي تمثالين لاسدين من الرخام الابيض على مدخله وعكف على التفكير في انشاء حديقة لا مثيل لها في العالم .. فكانت حديقة الاسماك

 ...طلب الخديوي إسماعيل من مدير متنزهات باريس إحضار أحد الخبراء لتصميم حديقة تكون على شكل جبلاية واستخدم الخبراء الطين الاسونلي والرمل الاحمر في بنائها اصبح المنظر العام للجبلاية فى منتهى الروعة والجمال ولذلك اطلق علي هذه الحديقة اسم حديقة الجبلاية.

وبمرور الهواء داخل هذه التكوينات يصدر منها صوت كموج البحر !...قضت "اوجيني" في مصر 21 يوما كانت كقصص الف ليلة وليلة ولكنها قصة حقيقية حدثت بالفعل بطلها خديوي مصر اسماعيل باشا والذي احبها واحب ان ترى بلده مصر كباريس الشرق واجمل .

  ..وتمر السنين ويترك الخديوي الحكم ويقضي بقية حياته بعيدا عن بلده وتسقط الامبراطورية في فرنسا ...الا ان "اوجينيي" تظل على ذكراها القديمة وتزور مصر مرارا بعد وفاة الخديوي ..

و في احد الزيارات تطلب اوجييني السفر من بورسعيد لزيارة القاهره .. ويشاهدها المصريين وهي تمشي حول قصر الجزيرة و حديقة الجبلاية على الرغم من كبر سنها ..كانت تبكي وهي تسير علي رجليها المتثاقلتين وكأئها كانت تتذكر ان كل هذا الجمال كان من اجلها حين احبها خديوي مصر وعشق جمالها .

وأنشد لها حافظ بك إبراهيم حين رأي شيبة شعرها؛

"ولقد زانك المشيبُ بتاجٍ … لا يُدانيهِ في الجلال مُدانٍ"

وكانت هذه اخر زيارة لها في مصر، وبعدها ماتت اوجييني وهي وحيدة وفقيرة في بلاد غريبة تماما كما مات من احبها وبني من اجلها اجمل واغرب حديقة في العالم انذاك ...

وتظل الحديقة واقفة تحاول جاهدة التماسك .. لتتذكر انها كانت اجمل حديقة لعشاق مصر دون ان يعرف احد قصتها

القصر المذكور بهذه القصة هو قصر عمر الخيام الذي هو حاليا فندق الماريوت بالزمالك.