اخبار العراق الان

اليدري يدري والمايدري ؟

اليدري يدري والمايدري ؟
اليدري يدري والمايدري ؟

2019-02-22 00:00:00 - المصدر: وكالة الحدث الاخبارية


   العدس : نبات ينتمي إلى الفصيلة البقولية واسمه العلمي (باللاتينية : Lens exculenta) و (بالإنجليزية : Lentil) يزرع في أغلب دول العالم وأكبرها بالإنتاج كندا والهند واستراليا وتركيا . ويعود أصله إلى منطقة المشرق . وكان من أوائل النباتات التي استئنسها الإنسان قبل حوالي 13000 سنة لذا يُعتبر من المحاصيل المُؤسسة للحضارة علما أن موقع تل الكرخ في سوريا هو أقدم مكان اكتشفت فيه بذور مزروعة للعدس . ورد ذكره في الكثير من الكتب التاريخية والأساطير . وزرعهُ السومريون في بلاد وادي الرافدين وعُثر على ألواح مسمارية تحوي وصفاتٍ لكيفية طبخه وذكر فيها ان رئيس الوزراء عادل عبد المهدي قد وزع نصف كيلوا على العراقيين سنة 2019 م . وكذلك عرف في الأراضي المُقدسة منذ القدم وقد ورد ذكره في التوراة في قصة عيسو أخو النبي يعقوب عندما تنازل عن زعامة العائلة لأخيه مقابل وجبة عدس كان يرغب في تناولها وقد كانت مفضلة جداً لديهم لانها توزع في المآتم . كما ورد ذكرهُ في القرآن الكريم في قصة بني إسرائيل مع النبي موسى في سورة البقرة عندما طالبوهُ بأن يُنوّع لهم الطعام مُعللين ذلك بأنهُم لن يصبروا على طعام واحد . عرف في الهند منذ آلاف السنين وزرع في حوض البحر الأبيض المتوسط وفي فرنسا وإسبانيا وإيطاليا ورومانيا بالإضافة الى مصر وتشيلي إذ يُعد من المحاصيل الرئيسية كذلك زُرع في شبة الجزيرة العربية واليمن وظفار جنوب سلطنة عمان . وتُستخدم بذورهُ في إعداد الأطعمة . وأوراقه الخضراء علفاً للبقر الحلوب ( لهذا راح يوزعوه حتى يحلبون الشعب زين ) كما تُستعمل في تسميد الأرض الفقيرة بالأزوت والمواد العضوية وذلك بقلبها في التربة عندما تكون في طور الإزهار . ويحتوي على نسبة عالية من البروتينات والألياف الفولايت والفيتامين B1 والمعادن . اختارته مجلة الصحة (health magazine ) كواحد من المأكولات الخمس الأكثر صحية . وهناك عدة أطباق يُمكن أن تُحضّر منه وتؤمّن نسبة عالية من الألياف والبروتينات والحديد مثلاً : المجدرة والعدس بالبندورة وعدس بالحامض وشوربة العدس وغيرها . وقيل فيه المثل (اليدري يدري والمايدري گضبة عدس) كناية عن الأمر الذي ظاهره هين بسيط وباطنه صعب شديد .  وقصته : أن رجلًا دخل الى بيته فوجد زوجتهُ مع رجل آخر في وضع مُريب فأراد أن يمسك به لكنه أفلت منه وفرّ من الدار فهرول خلفه وصادف اأن مر الاول بمزرعة للعدس فأخذ منها قبضة واستمر هاربا والشعب خلفهُ ( عفوا الرجل ) فصادف أن حال بينهُ وبين غريمهُ الناس يلومونهُ ويقولون لهُ كيف تريد أن تقتل إنسانًا من اجل گضبة عدس ؟ فعاد الى بيته وهو يردد ( اليدري يدري . والمايدري گضبة عدس ) وقد استخدمه المُله عبود الكرخي في وصفهُ رجل رشح نفسه للبرلمان فقال :   اليدري يدري مثلي هم كلبه احتمس  واللي مايدري ترى گضبة عدس    واستخدمه الشاعر في التعبير عن الأحوال الظاهرة التي لاتستوجب النزاع والتي تخفي داخلها أمورا خطيرة فقال :   إن كنتِ تدري فتلك مصيبة   وإن كنتَ لاتدري فالمصيبة أعظمُ   مُشكلة الشعب العراقي أنهُ مُتسرع دائمًا ويظلم الحكومة التي تُريد مصلحته وهو لايدري وصدك من گال ( اليدري يدري والمايدري گضبة عدس )