اخبار العراق الان

مقتل التكفيري الفرنسي جان ميشال كلان في شرق سوريا

مقتل التكفيري الفرنسي جان ميشال كلان في شرق سوريا
مقتل التكفيري الفرنسي جان ميشال كلان في شرق سوريا

2019-03-05 00:00:00 - المصدر: قناة الغد


رزحت آخر بقعة لا تزال خاضعة لسيطرة تنظيم داعش في شرق سوريا، الأحد، تحت وابل من النيران، في اليوم الثاني من بدء قوات سوريا الديمقراطية هجومها الأخير ضد التكفيريين المحاصرين في بلدة الباغوز في شرق سوريا.

على سطح منزل مرتفع يطلّ على سهل، توجه القائد الميداني هاجيت قامشلو بالكلام إلى صحفيين في وكالة فرانس برس كانوا يرصدون المعارك الدائرة على الجبهة الأمامية على بعد 800 متر، قائلا لهم “انتبهوا، وصلت!”.

وما هي إلا دقائق حتى سُمع هدير طائرة حربية تابعة للتحالف الدولي بقيادة واشنطن الداعم للفصائل الكردية والعربية، قامت بالتحليق في أجواء المنطقة قبل أن تلقي قنابلها على ما تبقى من مواقع للتنظيم الإرهابي.

وهزّ دوي انفجارات قذائف الطائرة السهل ودمّر منازل عدة متواضعة في أحد أحياء بلدة الباغوز، وسط تصاعد أعمدة من الدخان الأسود في سماء البلدة.

وقال القائد قامشلو عبر جهاز اتصال لاسلكي “عظيم، كان ذلك موقع قناصين”، وطلب من وحدات في قوات سوريا الديمقراطية موجودة في الميدان أن تبلغ التحالف الدولي في حال وجود مواقع عدوة أخرى أمامها.

والحي الذي تمّ استهدافه والأرض المحيطة به حيث يختبئ الإرهابيون منذ أسابيع بين المدنيين، عبارة عن مربع يبلغ طول كل ضلع منه حوالي 700 متر.

وتُعتبر هذه البقعة صغيرة جداً مقارنة بالمساحات الشاسعة التي كان يسيطر عليها التنظيم عام 2014 في سوريا والعراق.

وقبل ساعة، كان طيران التحالف قد قصف موقعاً آخر للتكفيريين  وأصاب مخزنا للذخيرة تحت الأرض.

وأدت الغارة إلى انفجار قوي بدت شظاياه أشبه بالألعاب النارية في الجو، وسط هتافات حماسية من مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية الذين كانوا أطلقوا مساء الجمعة ما يقولون إنه هجومهم الأخير على آخر جيب لتنظيم داعش.

“الأكثر تطرفا”

وبعد استراحة ليلية قصيرة، استُؤنفت المعارك صباح الأحد، عبر المدفعية وقذائف الهاون من جهة قوات سوريا الديمقراطية، وصواريخ صغيرة وأسلحة خفيفة وقناصة وألغام من جانب مقاتلي تنظيم داعش.

غير أن التكفيريين يبدون مقاومة شديدة بعد أن استعدّوا لهجوم قوات سوريا الديمقراطية، التي علّقت عملياتها العسكرية لمدة أسبوعين، متهمة التنظيم المتطرف باستخدام المدنيين “دروعا بشرية”.

كما أوضح القائد الميداني صفقان لفرانس برس، أنهم “محاصرون بشكل كامل، لكنهم زرعوا الكثير من الألغام على الطرق وفي المنازل”.

وقد أسفر انفجار الكثير من هذه الألغام عن إصابة عدد من مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية بجروح خطيرة، في الساعات الأولى من بدء الهجوم.

وأضاف “لقد أعدّوا أيضاً سيارات مفخخة، لكن لم يكن لديهم الوقت لاستخدامها، لأننا عطّلنا عملها عبر ضربات شنّتها طائرات من دون طيار”.

ومنذ أسابيع يؤكد قياديون في قوات سوريا الديمقراطية، أن نهاية تنظيم داعش باتت وشيكةً، وتحدثوا الأحد عن “أربعة أو خمسة أيام إضافية”.

وأضاف القائد الميداني صفقان، “بسبب الأنفاق التي حفروها تحت الأرض، لا نعرف عددهم”.

كما اعتبر القائد قامشلو، أنه لا يزال هناك تكفيريون عراقيون بشكل خاص وأجانب من روسيا وجمهوريات آسيا الوسطى، فضلاً عن أتراك وتونسيين، وسبعة فرنسيين على الأقل.

ومنذ مطلع ديسمبر/ كانون الأول، خرج نحو 53 ألف شخص بينهم عدد كبير من نساء وأطفال التكفيريين من آخر جيب لهم، بعد أن سمح لهم التنظيم بالخروج، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، ونقلت قوات سوريا الديمقراطية النساء والأطفال إلى مخيم الهول شمالاً، فيما أرسلت الرجال الذين يُشتبه بانتمائهم إلى التنظيم إلى مراكز اعتقال.

لكن في الأنفاق التي يتمّ استهدافها في الوقت الحالي، لا يزال هناك نساء وأطفال من عائلات المقاتلين الأجانب، ويؤكد قامشلو، أن “أولئك الذين بقوا هم الذين يريدون القتال أو تفجير أنفسهم، إنهم الأكثر تطرفاً”.