هل تصدّقون: إيران تريد تحويل العراق إلى جنة ولكن..!
هل تصدّقون: إيران تريد تحويل العراق إلى جنة ولكن..!
أوس البغدادي
بعد ستة أعوام من وعد قطعته بلدية طهران على نفسها في لقاء جمع مديرها بمحافظ كربلاء عقيل الطريحي، لم تتمكن من تحويل كربلاء إلى مدينة "تدّهش" زائريها في ستة أشهر فقط كما زعم المدير المؤمن أعلى الله درجاته!
ما أسوقه لكم ليس تجنّياً على الجارة "راعية البيت" و "حامية المقدّس" إيران، بل هو ما أوجزته لكم من تصريحات مدير بلدية طهران محمد باقر قاليباف خلال لقائه بالطريحي.
في عام 2013 تم الإعلان رسمياً عن الاتفاق بين الجانب الإيراني والجانب العراقي الذي مثّله محافظ كربلاء "لتشكيل لجنة مشتركة تضم فريق عمل اختصاصي في مختلف المجالات للمشاركة في عمليات اعادة اعمار كربلاء المقدسة وتطويرها بالشكل الأمثل"، كما جاء في التقرير الذي نشرته وكالة نون الخبرية التي تصدر من كربلاء.
تبدو النبرة جادة جداً، فالسيد مدير بلدية طهران، في ذلك الوقت، كان يتحدث بثقة عالية إذ رسم حينها لاستضافة وفد من الاختصاصيين في كربلاء لتهيئة العمل واجراء دراسات ميدانية لينتهي الأمر إلى «زماط العربي»: "سنضع كافة امكانيات بلدية طهران رهن اشارة اهالي كربلاء ومحافظها خدمة منا لهذه المدينة".
قد يسأل القارئ بعد هذا الارتجاز من السيد مدير البلدية: "ما نوع الخدمات والإمكانيات التي من المفترض ان تكون طهران قد وضعتها بخدمة أهالي المدينة؟".
يجيبك قاليباف على الفور: "إنها (...) مشاريع معمارية وزراعية واستثمارية ومنها النقل جانب تجميل المدينة وتشجيرها"، ثم يزعم أن طهران نجحت في هذا المضمار مع الكثافة السكانية لديها التي تبلغ أكثر من 12 مليون نسمة مقارنة بكربلاء تلك البقعة الصغيرة التي تسعى لالتهامها كالتهام لقمة طرية!
ولكم ان تسألوا الآن أهالي كربلاء هذه المشاريع.. ستجدونها حتماً!
الآن أصبح من حقك عزيزي القارئ أن تواصل سلسلة أسئلتك ومنها: "ما الذي حققته طهران منذ العام 3013 إلى الآن؟".
الجواب: "لا شيء سوى حكومات هشّة ممزقة.. تبادل تجاري بعقود مشبوهة في مجالات مختلفة وصفقات مع أحزاب فاسدة ومليشيات نافذة تستحوذ على مفاصل مهمة من وزارات الدولة العراقية.. تصدير المواد المخدّرة بأنواعها وأدوية منتهية الصلاحية وعتاد فاسد منتهي المفعول!".
هذه أبرز منجزات الجارة إيران في العراق بعد ستة أعوام لا ستة أشهر!!
بعد هذا السرد، تعالوا معي لأطلعكم على وعد جديد للجارة إيران بنفس المستوى السابق، لكن هذه المرة من وزير طاقتها رضا اردكانيان، إذ صرح مؤخراً بأن بلاده لديها خطة على مدى "ثلاث سنوات" لإعادة تأهيل قطاع الكهرباء في العراق.
وعلى طريقة زميله مدير بلدية طهران راح يمنّي "رضا اردكانيان" المواطن العراقي بـ "واقع كهربائي حالم"، ولم يفته أن يذكّرنا بـ "بديوننا" للجارة الشقيقة، حيث تحدث عن آلية تسديدها، غير أنه لم يشر إلى حادثة قطع امداد العراق بالكهرباء في ذروة صيف 2018 بسبب تراكم الديون وتفاقم الازمة على محافظات الجنوب العراقي التي كانت نسبة ليست بالقليلة من أبنائها يقاتلون في سوريا واليمن دفاعاً عن أجنحة "الولاية" هناك!
إذا كانت ستة أشهر مكرمة مدير بلدية طهران ملازمة لدخول تنظيم داعش وسيطرة إيران بفصائلها العراقية الموالية على العديد من الأراضي العراقية بحجة طرد التنظيم المتشدد، فما الذي ستحدثه مدة الـ "ثلاث سنوات" التي وعدنا بها وزير الطاقة الإيراني بتحسين الطاقة الكهربائية في العراق وفق خططه المرسومة؟!
لا يزال الباب مفتوحاً على مصراعيه أمام المسؤولين الإيرانيين في ظل حكومات يكون الآمر الناهي فيها سياسيون ومسؤولون يحركهم "هادي العامري، وقيس الخزعلي، ونوري المالكي ووو...." وغيرهم من الموالين للفقيه السياسي ودولته.
اما فيما يخص الإعمار والخدمات في المدن المقدسة التي تضم مراقد الأئمة سواء في النجف أو كربلاء فلم يصبها من إيران تبرعات للمرقد الحسين بن علي دون أخيه العباس! لأن المشرف على مرقد الأخير يرفض تمددهم ويحاول دائماً إبعادهم.
ولا ذكر لأي مشاريع كبيرة خدمية كانت او معمارية او غيرها في كربلاء التي تسعى إيران منذ ستة أعوام لتحويلها إلى جنة ولكن المانع مجهول عن تحقيق هذا الحلم!
*الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن رأي كلمة