الجزائريون يسألون عن مصير رئيسهم؟
يبدو أن الغموض هو سيد الموقف في الجزائر، وأن تظاهرات الاحتجاج والرفض للولاية الخامسة للرئيس الجزائري، لن تهدأ قبل الاستجابة للمطالب الشعبية، وقبل الإجابة على تساؤلات الجزائريين، الذين يبحثون عن «رئيسهم»، وفقا لما طرحته وسائل الإعلام الجزائرية اليوم تحت عنوان: «الشعب الجزائري يبحث عن بوتفليقة».
ثم توالت المعلومات اليوم لتزيد من كثافة سحب الغموض، بنشر أخبار تؤكد أن طائرة رئاسة الجمهورية حطت بالعاصمة السويسرية جنيف.
وترددت تصريحات من مسؤولين جزائريين، بأن الرئيس قادم إلى وطنه (الجزائر)، وبعد دقائق ذكرت المعلومات الصحفية، أن الطائرة الرئاسية التي وصلت صباح اليوم إلى العاصمة السويسرية تحركت لوجهة غير معلومة.
ومع تداخل موجات الشائعات وترويج معلومات عن احتمال مغادرة بوتفليقة للمستشفى في جنيف، تكفل جزائريون بمهمة التأكد بوجود بوتفليقة في المستشفى عن طريق الاتصالات الكثيفة بالهاتف، بل انتقل كثير من أفراد الجالية الجزائرية والدول القريبة، منها إلى المستشفى للحصول على معلومات، إلا أن محاولاتهم باءت بالفشل.
ومن هنا، بدأت تدور أنباء على أن بوتفليقة نقل من جنيف نحو فرنسا، وجهات تقول نحو الولايات المتحدة، وأخرى تشير إلى نقله إلى إسبانيا، ومع كل هذا لم تنف الرئاسة هذه الأنباء عبر بيان رسمي ينقل حقيقة مكان الرئيس ووضعه الصحي، بحسب تقرير صحيفة الخبر الجزائرية.
ويلاحظ أن الرئاسة أشارت في البيان الأول بتاريخ 24 فبراير/ شباط الماضي، إلى «إقامة قصيرة» لأجل إجراء بوتفليقة فحوصات طبية، وجرت العادة أن تكون هذه المدة لا تتجاوز الأسبوع، مثلما حدث في آخر رحلة «فحص طبي» أجراها بوتفليقة بتاريخ 27 أغسطس/ آب 2018 أيضا في جنيف وعاد منها إلى الجزائر بتاريخ 1 سبتمبر/ أيلول 2018.
واللافـت أن هذه «الإقامة» في تلك الفترة رافقها جدل كبير عن عدم عودة بوتفليقة إلى الجزائر، بل انتشرت شائعة وفاته، وهذا ما حدث الآن عبر ترديد الجزائريين لسؤال بشكل كبير: «أين بوتفليقة؟».
ورفع البعض لافتات تحوي نفس السؤال: «ألو مستشفى جنيف، أعطونا الرئيس لدينا انتخابات مهمة في الجزائر».
وفى غضون ذلك، طالبت ساسكيا ديتيشايم، رئيسة الفرع السويسري لمنظمة «محامون بلا حدود» بوضع الرئيس الجزائري تحت الوصاية القانونية، لأنه لم يعد قادرا على الإدراك والتمييز.
وبحسب تقرير الصحيفة الجزائرية، أودعت «ديتيشايم» طلبا بهذا المعنى أمام محكمة جنيف، واعتبرت أن هذه المحكمة تتمتع بالأهلية لإعلان إجراء يحمي بوتفليقة في جنيف للاستشفاء، على حد تعبيرها.
واستندت المحامية السويسرية إلى القانون الفيدرالي في بلدها، الذي يسمح بتقديم هذا الطلب للمحكمة.
وتتوقع الدوائر السياسية في الجزائر، أن يكرر الجيش الجزائري التجربة المصرية بالانحياز صراحة للشعب صاحب الشرعية، وإنقاذ الجزائر من الانزلاق إلى دوامة العنف والفوضى السياسية التي قد تعصف بالوطن، وعدم منح فرصة لتيارات «بعينها»تتربص للقفز على السلطة، كما حدث في مصر حتى تدخل الجيش والشعب لإنقاذ البلاد من الفوضى الأمنية والسياسية.
وكان الجيش الجزائري وجه رسالة إلى الشعب، أكد فيها مدى تماسك الشعب الجزائري مع جيشه وتلاحمهما وترابط مصيرهما وتوحد رؤيتهما للمستقبل.
ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن مجلة الجيش، أن الشعب والجيش ينتميان إلى وطن واحد لا بديل عنه.
ووفقا لتقارير وسائل الإعلام الجزائرية، سافر الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى جنيف في 24 فبراير/ شباط الماضي، من أجل إقامة قصيرة لإجراء فحوصات طبية دورية، حسب بيان للرئاسة.
وجرت العادة أن لا تتعدى الإقامة القصيرة للرئيس أربعة أيام، ومرّ على غيابه إلى اليوم أكثر من أسبوعين، ولا يدري الجزائريون أين رئيسهم بالضبط، هل هو في سويسرا أم غادرها؟ وكيف هي حالته الصحية بدقة؟ ولم تصدر الرئاسة أي بيان يوضح مكان الرئيس في ظل الأنباء التي تتحدث عن نقله إلى دولة أخرى.