موعد مع الظلام.. فنزويلا توقف نشاط المدارس والشركات بسبب الكهرباء
دعا زعيم المعارضة الفنزويلية خوان جوايدو يوم السبت الناس إلى السفر إلى العاصمة كراكاس للمشاركة في احتجاج ضد الرئيس الاشتراكي نيكولاس مادورو في الوقت الذي استمر فيه لليوم الثالث أسوأ انقطاع للكهرباء شهدته فنزويلا منذ عشرات السنين.
وقال جوايدو في كلمة أمام أنصاره من فوق جسر في جنوب غرب كراكاس إن حكومة مادورو “ليس لديها وسيلة لحل أزمة الكهرباء التي تسببت فيها”.
وأضاف “فليتوجه كل الفنزويليين إلى كراكاس “دون أن يفصح عن موعد هذا الاحتجاج المزمع.
وقال: “الأيام القادمة ستكون صعبة بفضل هذا النظام”.
واشتبك نشطاء مع الشرطة وقوات الجيش قبل هذا التجمع الذي يستهدف الضغط على مادورو خلال انقطاع الكهرباء الذي وصفه الحزب الاشتراكي الحاكم بأنه عمل تخريبي بإيعاز من الولايات المتحدة ولكن المعارضة وصفته بأنه نتيجة عشرين عاما من سوء الإدارة والفساد.
وحاول عشرات المتظاهرين السير وسط شارع رئيسي بالعاصمة كراكاس لكن شرطة مكافحة الشغب قصرت تحركهم على الأرصفة الجانبية مما أدى لحدوث مناوشات مع الضباط.
وظلت مناطق كثيرة في كراكاس بلا كهرباء صباح السبت ومنها القصر الرئاسي في ميرافلوريس الذي يعمل على مولدات كهربية وفقا لشهود من رويترز.
وقال دايوسدادو كابيلو نائب زعيم الحزب الاشتراكي في التلفزيون الرسمي إن الكهرباء مازالت مقطوعة عن ست من ولايات فنزويلا الثلاث والعشرين حتى بعد ظهر يوم السبت.
وقالت ليليا تروسيل (58 عاما) وهي صاحبة متجر “الشرطة أساءت معاملتنا رغم أن أفرادها يعانون مثلنا من ذات المحنة، ما زال التيار الكهربائي مقطوعا في منزلي مما أدى إلى تلف بعض الطعام”.
وفي مسيرة مضادة نظمها الحزب الاشتراكي للاحتجاج على ما وصفه بالامبريالية الأمريكية أنحى مادورو باللوم في انقطاع الكهرباء على “هجمات كهرومغناطيسية والكترونية توجهها الامبراطورية من الخارج.
“الجناح اليميني،مع هذه الامبراطورية، خرب شبكة الكهرباء ونحاول معالجة ذلك بسرعة”.
وتجمع مئات في وسط كراكاس للمشاركة في مسيرة للتنديد بالضغوط الأمريكية على فنزويلا التي يقول الرئيس إنها سبب الوضع الاقتصادي الحالي للبلاد.
وقال خوليو كاسترو وهو طبيب يرأس منظمة غير حكومية تحمل اسم “أطباء من أجل الصحة” في تغريدة على تويتر إن 13 شخصا توفوا خلال انقطاع التيار الكهربي منهم تسع وفيات في غرف الطوارئ.
ولم يتسن لرويترز التحقق على نحو مستقل من حالات الوفاة وما إذا كانت ناجمة عن انقطاع التيار. ولم ترد وزارة الإعلام على طلب للتعليق.
وسقطت فنزويلا في أتون أزمة سياسية حادة منذ أن فعّل جوايدو بندا في الدستور لإعلان نفسه رئيسا مؤقتا في يناير كانون الثاني رافضا نتيجة الانتخابات التي جرت في 2018 فاز فيها مادورو واعتبرها مزورة. وتعاني فنزويلا بالفعل من تضخم هائل ونقص شديد في السلع الأساسية.
وكتب جوايدو، الذي اعترفت به أغلب الدول الغربية رئيسا شرعيا مؤقتا للبلاد، في تغريدة على تويتر يوم السبت “يعتزمون إرهاقنا لكن لم تعد لديهم وسيلة لاحتواء الناس الذين قرروا وضع حد لاغتصاب السلطة”.
ويقول مادورو إن جوايدو دمية في يد واشنطن ورفض إعلانه لنفسه رئيسا ووصف الخطوة بأنها محاولة من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسيطرة على ثروة فنزويلا النفطية.