تقرير : روحاني في بغداد لتخفيف وطاة العقوبات الاميركية وتعديل اتفاقية الجزائر
بغداد -عراق برس-11آذار/ مارس: وصل الرئيس الإيراني حسن روحاني العاصمة العراقية بغداد اليوم الاثنين، في زيارة هي الأولى له إلى العراق منذ تسلمه الرئاسة عام 2013، حيث
يلتقي نظيره العراقي، برهم صالح، ورئيس الوزراء، عادل عبد المهدي، والمرجع الديني الاعلى في النجف السيد علي السيستاني.
روحاني هاجم في تصريحات من المطار خلال توجهه إلى العراق، في أول زيارة له منذ توليه رئاسة الجمهورية عام 2013، الولايات المتحدة الأمريكية، واصفًا إياها بـ ”الدول الغازية للعراق“.
ونقل التلفزيون الإيراني عن روحاني وهو في مطار مهر آباد الدولي قوله في معرض حديثه عن الزيارة السرية والمفاجئة التي قام بها الرئيس الأمريكي إلى العراق في أواخر العام الماضي، ”العلاقة بين إيران والعراق لا تمكن مقارنتها مع دولة محتلة مثل الولايات المتحدة، أمريكا مكروهة في المنطقة، القنابل التي أسقطها الأمريكيون على الشعب العراقي والشعب السوري ودول أخرى في المنطقة لا تنسى، وأخوة إيران تجاه دول المنطقة أيضًا لا يمكن أن تنساها شعوب المنطقة“.
وشدد روحاني على أن زيارته للعراق مهمة، وقال إن ”إيران تستطيع توفير الكثير من احتياجاتها عن طريق العراق، ولدينا خطط مهمة لهذه الرحلة، وبالنسبة لنا، فإن مسألة العبور مهمة للغاية ونحن مهتمون بتطوير طرق للتواصل بين إيران والعراق“.
ووصل وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى العاصمة العراقية بغداد، مساء السبت، تمهيدًا لزيارة روحاني ، اليوم الاثنين، حيث التقى ظريف وزير الخارجية العراقي محمد الحكيم.
وأعلن ظريف أنه من المحتمل الإعلان عن أخبار جيدة بشأن تيسير الإجراءات ذات الصلة بتأشيرات الدخول بين البلدين على هامش زيارة الرئيس روحاني إلى العراق.
وأضاف ظريف خلال مؤتمر صحفي أمس الأحد ”لقد اقترحنا على الإخوة في العراق إلغاء التأشيرات بين البلدين، أو إصدارها مجانًا أو كحد أدني خفض قيمتها“.
وطأة العقوبات الأميركية تشتد
وتكتسب الزيارة أهميّتها لتزامنها مع تصاعد تأثير العقوبات الأميركية على طهران، ومساعي إيران لتقليل آثارها، عبر البوابة العراقية، التي شكّلت على مدار الأشهر الماضية إحدى أدوات إيران للخروج من مأزق العقوبات الأميركية.
ووجّه ظريف، شكره للحكومة العراقية على عدم ”التزامها“ بالعقوبات الأمريكية ضد طهران، وهو ما شكّل حرجًا للحكومة العراقية التي تعلن على الدوام أنها تتخذ سياسة متوازنة، ولا تريد أن تُحسب على جهة محددة، وإن كان لها موقف من العقوبات الأميركية على طهران. بحسب مراقبين.
وذكرت وسائل إعلام إيرانية، أن الزيارة التي تستغرق ثلاثة أيام، تشمل اجتماعات مع الرئيس العراقي ورئيس الوزراء وجولات إلى مواقع شيعية مقدسة، واجتماعًا مع المرجع الاعلى في النجف السيد علي السيستاني.
وتعتمد إيران في الغالب على شخصيات كبيرة أخرى في التعامل مع العراق، الذي تشترك معه في حدود يصل امتدادها إلى نحو 1500 كيلومتر، ومن أبرز هذه الشخصيات قاسم سليماني، قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، الذي كان له دور حاسم في توجيه المعركة ضد داعش في العراق وسوريا.
لكن ومع سعيها لمواجهة الضغط الناجم عن العقوبات الأمريكية، تسعى إيران لتعزيز نفوذها السياسي والاقتصادي على امتداد ممر تسيطر عليه فعليًا بدءًا بطهران وانتهاء بالبحر المتوسط، مرورًا بالعراق وسوريا ولبنان.
اتفاقية الجزائر
ورجح مراقبون عراقيون طرح تعديل على اتفاقية الجزائر التي أبرمت بين العراق وإيران عام 1975، حيث سيحمل روحاني تعديلات على هذه الاتفاقية تقضي بتنازل إيران عن مساحتها التي تشغلها من خط التالوك لصالح العراق، الذي سيكون قادرًا على إرساء البواخر.
لكن النائب عن محافظة نينوى، أحمد الجبوري قال إنه ”ليس هناك إمكانية لتعديل الاتفاقية، وصعب جدًا في الوقت الحاضر، بسبب عدم وجود أرضية سياسية لمناقشتها أو تعديلها، حتى وإن طلب ذلك الجانب الإيراني“.
وأشار الجبوري في تصريح، إلى أن ”العراق بنظامه الحالي السياسي البرلماني لا يمكن لشخص اتخاذ قرار فردي لتعديل اتفاقية الجزائر، وحتى رئيس الجمهورية برهم صالح، فهو يحتاج إلى توافق بين الحكومة والبرلمان“.
لكن مصادر سياسية أخرى تحدثت أن ”روحاني سيطلب من العراق عكس ذلك, وهو تنفيذ الاتفاقية، الموقّعة بين الجانبين، إذ إن العراق ما زال غير مطبق لتلك الاتفاقية بشكل كامل لأنه يرى فيها إجحافًا بحقه“.
وأعلن السفير الإيراني في بغداد، إيرج مسجدي، أن الرئيس حسن روحاني سيلتقي المرجع الديني علي السيستاني خلال زيارة روحاني.
لكن مراقبين للشأن العراقي يرون أن زيارة روحاني إلى السيستاني تأتي في سياق إضفاء طابع ديني وروحي على الزيارة التي تهدف بالأساس إلى تخفيف وطأة العقوبات الأميركية على طهران، ومحاولة الخروج بمكاسب أكبر من العراق، خاصة فيما يتعلق بملف التحويلات المالية، التي أعلن العراق التزامه فيها.انتهى (1)