تغيير حكومي مرتقب.. فترة انتقالية تمهد للجمهورية الجزائرية الثانية
حراك الجزائر يزداد زخما مع استمرار وتصاعد الاحتجاجات الرافضة للولاية الخامسة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، الذي عاد بدوره إلى الجزائر من رحلة علاجية في سويسرا.
عودة بوتفليقة تتزامن مع إضراب ودعوات إلى عصيان مدني، تأتي بعد يومين من احتجاجات، وصفت بأنها الأضخم ضمن فعاليات “لا للعهدة الخامسة”، والتي اجتذبت سياسيين ونقابات وشخصيات عامة منهم أعضاء في الحزب الحاكم، ونواب في البرلمان.
فهل يتخمض هذا الحراك المتنامي عن نتائج مرجوة قريبا؟ وما انعكاسات عودة بوتفليقة عليه، وعلى المشهد السياسي عموما في الجزائر؟ وماذا تملك المعارضة أو الشارع من أوراق ضغط أخرى على السلطة؟
وماذا في جعبة الحزب الحاكم أو المؤسسة العسكرية غير مغازلة الحراك الشعبي والطلابي، وفي الوقت نفسه، التحذير من جهات لا تريد الخير للبلاد والعباد؟
وتأتي عودة بوتفليقة في وقت أكد فيه رئيس أركان الجيش، أن العلاقة بين الجيش والشعب قوية ولديهما رؤية موحدة للمستقبل، بينما قال الحزب الحاكم، إنه يعمل مع كل الأطراف السياسية للخروج من الأزمة بأقل ضرر.
وحذر الحزب الحاكم من “جهات متهورة ومجهولة” تريد الزج بالجزائر نحو المجهول.
وفي السياق، قال الكاتب والمحلل السياسي الجزائري، عبد الرزاق بن ققة، إن شيطنة المعارضة الجزائرية مرفوض ويجب تقبل شريحة المؤيدين لبوتفليقة، لافتا إلى أن الديمقراطية يجب أن تكفل للجميع الحق للتعبير عن آرائهم.
فيما يرى المحلل السياسي خبير شؤون الشرق الأوسط، زيدان خوليف، أن عودة بوتفليقة للجزائر لن تغير شيئا في نفوس الجزائريين، مؤكدا أن بوتفليقة قد انتهى وانتهى حكمه، وانتهى نظامه وما هي إلا يويعات حتى يقرر الشعب ما ينوط به، وحمل «المجلس الدستوري» مسؤولية الأوضاع في البلاد
من جانبه، قال القيادي في حزب جبهة التحرير الوطني، وليد بن قرون، إن عودة بوتفليقة للجزائر دحرت الشائعات والمؤامرات، لافتا إلى أن الجميع لديهم الحق في التعبير عن رفضهم للعهدة الخامسة، لكن ما يهمنا ونشدد عليه هو الحفاظ على استقرار مؤسسات الشعب الجزائري.
الباحث الجزائري في الشؤون الجزائرية، عبد الرحمن صالح، قال إن الغموض المحاط بالرئيس الجزائري بوتفليقة يثير الكثير من التكهنات بشأن صحته.
وأضافت الكاتبة الصحفية الجزائرية، آسيا شلبي، أن شح المعلومات آثار الشائعات بشأن صحة الرئيس الجزائري بوتفليقة.
وفي فرنسا خرج الآلاف من أبناء الجالية الجزائرية في تظاهرات حاشدة في ساحة الجمهورية في باريس للأحد الثالث على التوالي، رفضا لترشح بوتفليقة لولاية خامسة.
ودعا المتظاهرون إلى إجراء انتخابات رئاسية نزيهة وشفافة دون ترشح بوتفليقة، وإلى إقامة دولة ديمقراطية.
على الجانب الآخر، عززت جبهة الرفض لترشح بوتفليقة للولاية الخامسة من تحركاتها في الشارع، حيث لاقت دعوات الإضراب والعصيان المدني استجابة من قطاعات عدة كالنقل والتعليم في أكثر من مدينة أبرزها العاصمة الجزائر، التي تشهد احتجاجات للأسبوع الثالث على التوالي، تطالب بإنهاء عشرين عاما من حكم بوتفليقة.