اخبار العراق الان

338 سجيناً يكملون دراستهم من داخل السجون الإصلاحية بإقليم كوردستان

338 سجيناً يكملون دراستهم من داخل السجون الإصلاحية بإقليم كوردستان
338 سجيناً يكملون دراستهم من داخل السجون الإصلاحية بإقليم كوردستان

2019-03-17 00:00:00 - المصدر: رووداو


رووداو – أربيل

ترتفع سنوياً نسبة الراغبين في إكمال الدراسة بين نزلاء الإصلاحيات في إقليم كوردستان، لكن إدارات هذه الإصلاحيات غير مرتاحة بسبب عدم توفر المرافق الدراسية الملائمة في الإصلاحيات، ويقول مدير واحدة من الإصلاحيات إنهم طلبوا مراراً توفير هذه المرافق لكن طلباتهم لم تلق الإجابة.

توجد في إقليم كوردستان ست إدارات إصلاحية تشهد عملية التعليم، وتظهر بيانات المديرية العامة للإصلاحيات في إقليم كوردستان بأن 338 من نزلاء السجون الإصلاحية يواصلون الدراسة حالياً.

وتعد إصلاحية الكبار في أربيل الوحيدة في العراق التي توفر الدراسة الجامعية لنزلائها، وأعلن مديرها، زريان عزيز، لشبكة رووداو الإعلامية: "استطعنا أن نقدم صورة جميلة للإصلاحية، ونحن الإصلاحية الوحيدة على مستوى العراق التي تتوفر فيها الدراسة الجامعية والإعدادية الاعتيادية، ولدينا تلاميذ من المرحلة الأولى حتى التاسعة للتعليم الأساسي، في حين أن التعليم في سائر الإصلاحيات يعتمد طريقة التعليم المُسرّع".

كان عدد الطلبة للعام الدراسي 2017-2018 في إصلاحية أربيل للكبار 163 طالباً لجميع المراحل الدراسية، منهم 35 طالباً في المرحلة الثانية عشرة الإعدادية نجح 10 منهم في الوصول إلى الدراسة الجامعية، و19 طالباً في المرحلة التاسعة الأساسية، و16 طالباً جامعياً وثلاثة طلبة معاهد.

وعن عدد النزلاء الطلبة الذين تم قبولهم إلى الآن في الجامعات والمعاهد، يقول عزيز: "خلال الفترة 2010-2019، تم قبول 43 نزيلاً في الجامعات والمعاهد وحصل قسم منهم على الشهادة الجامعية".

أغلب هؤلاء النزلاء الطلبة، وعددهم 28، تم قبولهم للدراسة في الجامعة اللبنانية الفرنسية، حيث يأتي الأساتذة الجامعيون لإلقاء المحاضرات عليهم في الإصلاحية.

ويضيف عزيز: "توفد الجامعات والمعاهد، وحسب الإمكان، أساتذة لإلقاء المحاضرات إلى الإصلاحية، ويذهب بعض النزلاء الطلبة إلى الجامعات والمعاهد لأداء امتحاناتهم، وخلال العام 2018 زارنا أساتذة من جامعة واحدة، أكثر من 350 مرة لإلقاء محاضرات".

أحد النزلاء، وهو الآن طالب في المرحلة الثانية بقسم علم الاجتماع، قال لشبكة رووداو الإعلامية: "أعادتني الدراسة الجامعية إلى أحضان المجتمع، ولو أني بلغت هذه المرحلة الدراسية من قبل لما أقدمت على الجريمة التي عوقبت عليها، بل لم أفكر فيها".

فاطمة كمال، باحثة متقدمة ومشرفة على المدارس الإصلاحية في إقليم كوردستان، تحدثت لشبكة رووداو الإعلامية عن مستوى التعليم في الإصلاحيات، وقالت: "ارتفع عدد الطلبة داخل الإصلاحيات، ويوجد الآن 338 طالباً منهم، 325 منهم رجال و13 منهم نساء".

يوجد في إصلاحية النساء والأطفال في أربيل 22 تلميذاً في المرحلة الأساسية وستة في المرحلة الإعدادية، ويوجد 16 من تلاميذ المرحلة الأساس وثلاثة من طلبة المرحلة الإعدادية في إصلاحية نساء وأطفال السليمانية، وفي إصلاحية دهوك للنساء والأطفال يوجد 14 طالباً، وفي إصلاحية الكبار بالسليمانية يوجد 44 تلميذاً في المرحلة الأساسية و20 طالب إعدادية، وفي إصلاحية دهوك للكبار يوجد 48 تلميذاً في المرحلة الأساسية و19 طالب إعدادية.

العقبة الرئيسة في سبيل الدراسة داخل السجون الإصلاحية تتمثل في الافتقار إلى بنايات مخصصة للدراسة، وتقول مديرة إصلاحية السليمانية للنساء واليافعين، أوميدة محمد، في تصريح لشبكة رووداو الإعلامية: "نعاني من مشكلة الافتقار إلى مبنى، فأغلب الذين بلغوا المرحلة الإعدادية يؤدون الامتحان الخارجي بسبب الافتقار إلى مبنى، وقد وجهنا طلبات عديدة لوزارتي التربية والعمل والشؤون الاجتماعية لتوفير مبنى دراسي لنا، لكننا لم نتلق منهم إجابة".

وأضافت: "يوجد عندنا طلبة أكملوا الدراسة الجامعية، ويحضرون الماجستير حالياً. ويوجد طلبة أكملوا دراستهم في الإصلاحية عندنا وهم الآن يدرسون في الجامعة".

وعن مشكلة المباني الدراسية في الإصلاحيات، تقول المشرفة على المدارس الإصلاحية في إقليم كوردستان، فاطمة كمال: "هذه تمثل مشكلتنا الرئيسة، الدراسة الإعدادية متوفرة في إصلاحيتي الكبار في أربيل والسليمانية فقط، وتعاني إصلاحية النساء في دهوك من عدم توفر بناية مدرسة، وكان مقرراً بناؤها وتم تجهيز خريطة للمبنى، وكانت هناك أرض متاحة، لكن لم يحصل شيء بعد. كذلك طلبت إصلاحية النساء والأطفال في أربيل مدرسة إعدادية، لكن التربية لم توافق، لأن عدد الطلبة كان قليلاً جداً".

وعن عدد المحاضرين في الإصلاحيات، قالت فاطمة كمال: "تم توفير محاضرين لكل الإصلاحيات، ويوجد حالياً 92 منهم، 65 على ملاك وزارة العمل والشؤون الاجتماعية و27 على ملاك وزارة التربية، وهناك محاضرون أجانب من بينهم هنود وبريطانيون ومدرسون في الجامعات الأهلية يلقون محاضرات في الإصلاحيات".

وأضافت كمال: "نفكر في فتح قسم محو الأمية، لأن هناك نزلاء تقدم بهم العمر ولا يصح جمعهم مع الصغار في الدراسة".