عراقي يفقد ابنتيه بغرق عبارة الموت: بت بلا عائلة
"صعدت العبارة بعائلة وخرجت من الطرف الآخر وحيداً دون أولادي"، بهذه الكلمات استهل عبد الجبار الجبوري، كلماته بشأن حادث غرق العبارة في مدينة الموصل.
وروى الجبوري للعربية اللحظات الأولى لغرق عبارة الجزيرة السياحية، شمال الموصل، التي راح ضحيتها 100 شخص الخميس، قائلاً "ذهبت وعائلتي في نزهة إلى المدينة السياحية في الموصل، وبعد أن ركبنا العبارة وسارت بنا أمتارا قليلة، دخلت المياه إلى المركب بشكل طفيف في البداية، ثم جاءت موجة كبيرة، فامتلأت العبارة بالماء".
عندها أدرك الجبوري، بحسب قوله، أنه ومن معه باتوا في عداد الأموات.
وتابع "حين انقلبت بنا العبارة، لم أستوعب ما حصل، شعرت بتلك الثواني وكأنها سنوات، لم أفكر بنفسي بل كان همي زوجتي وبناتي الثلاث".
وأضاف "بعد انقلاب العبارة بكل من كان عليها لم أستوعب ما جرى ولم أجد نفسي سوى تحت الماء، متمسكاً بأحد أذرع العبارة، إلى أن ارتطمت بعد مسافة 30 متراً بزورق".
وأشار إلى أنه تمسك بالزورق، محاولاً الصعود إليه، لتبدأ عندها رحلة أخرى مع الموت لأن المئات من الغارقين تشبثوا به محاولين الصعود والخلاص من الغرق، حتى كاد الزورق ينقلب بنا مرة أخرى.
إلى ذلك، أكد الجبوري أن زورقا واحدا كان سبيل إنقاذ عشرات الغرقى.
وأضاف سحب الزورق معه نحو عشرين غريقاً، حتى وصلنا إلى الطرف الآخر. وتابع "وصلت إلى اليابسة، على الطرف الآخر من النهر بلا عائلتي التي كانت قبل دقائق بسيطة تضج حياة. "
وتابع ان "أسرتي كانت بجانبي على ظهر العبارة، لكنها لم تصل إلى الضفة الأخرى من النهر الذي أفقدني أحبابي وتركني وحيدا أصارع أحزاني".
وعن أسرته وأقاربه الذين كانوا برفقته، قال "كنا 8 أشخاص، زوجتي وبناتي الثلاث وأخت زوجتي وبناتها، وقد قضوا جميعاً باستثناء ابنة واحدة."
إلى ذلك، أكد أنه ظل واقفا عند ضفة النهر، يصرخ بأعلى صوته منادياً زوجته وبناته، دون مجيب.
وقال "بحثت عن زوجتي وبناتي، فوجدت ابنتي الكبرى في منطقة خارج مدينة الموصل بحوالي 10 كيلومترات في منطقة تسمى يارمجة بعد أن تعلقت بجثة إحدى النساء الغارقات، ظناً منها أنها أمها، فشاء القدر أن تبقى على قيد الحياة."
كما أشار إلى أنه ظل يبحث عن أسرته حتى الساعة العاشرة والنصف مساء، وكانت المستشفيات أمله الأخير في العثور على أسرته.
فراح ينتظر في الطب العدلي إلى أن جاءت سيارات الإسعاف بجثث العديد من النساء والأطفال، عندها وجد جثة زوجته وأختها وابنتيه.
وختم مؤكداً أن حزنه وألمه كبير جداً، مطالباً بمعاقبة المقصرين الذين استرخصوا حياة الناس بهذه الطريقة التي وصفها بأنها أسرع طريقة لقتل الأبرياء.
يذكر أن العبارة التابعة للجزيرة السياحية، كانت تحمل نحو 200 شخص عندما غرقت مساء الخميس في الجزيرة السياحية شمال مدينة الموصل، ما أدى إلى وفاة 100 شخص، وأثار غضباً عارماً بين أهالي الموصل الذين حملوا إدارة الجزيرة والحكومة المحلية المسؤولية.