تقرير: أردوغان يواجه مخاطر في الانتخابات المحلية في تركيا
سلط تقرير لوكالة "فرانس برس" الضوء على الانتخابات المحلية التركية المقررة الأحد المقبل، حيث أفاد ان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خاض حملة شرسة لتفادي تصويت عقابي ضد حزبه، خاصة في اسطنبول وأنقرة.
وذكر التقرير الذي نشر أمس الأربعاء، 27 آذار 2019، ان 58 مليون تركي سيتوجهون الأحد المقبل 31 آذار إلى صناديق الاقتراع لاختيار رؤساء بلدياتهم ومخاتيرهم، وسط اهتمام خاص بالمدن الثلاثين الكبرى التي تشكل المركز الاقتصادي للبلاد.
وأضاف أن " اردوغان، شارك في حملة الانتخابات المحلية كما لم يفعل أي رئيس من بين أسلافه، فعقد ما قد يصل إلى خمسة تجمعات يومية في كافة أنحاء تركيا، في مؤشر على أهمية هذا الاقتراع بنظره، كما دفع الرئيس التركي في اسطنبول بشخص ذي وزن ثقيل، هو رئيس الوزراء السابق بن علي يلدريم، ليتفادى انتكاسة لحزبه العدالة والتنمية في هذه المدينة التي تعد عاصمة اقتصادية للبلاد".
وحذر محللون واستطلاعات للرأي تنقلها وسائل إعلام، من أن "النكسة قد تأتي من أنقرة حيث التنافس شديد بين مرشح العدالة والتنمية وهو وزير سابق، ومرشح المعارضة".
من جانبه أكد الباحث في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى "سونر كاغابتاي" ان المشهد السياسي في تركيا يمكن تلخيصه بأن "خسارة إحدى هاتين المدينتين ستحمل ضربة رمزية هائلة بالنسبة إلى سلطة اردوغان الذي فاز بكل الانتخابات منذ 2002".
وفيما يتعلق بالوضع الاقتصادي في البلاد أشار التقرير إلى ان " الاقتصاد التركي دخل في مرحلة تباطؤ للمرة الأولى منذ عشر أعوام، فيما أثّر التضخم الذي غذاه تراجع الليرة المحلية، بشدة على القدرة الشرائية للمستهلكين، بخاصة على صعيد الغذاء، حيث أمر أردوغان، بلديتي اسطنبول وأنقرة خلال الشهر الماضي بفتح أكشاك خاصة بها للفاكهة والخضروات والبيع بأسعار مخفضة، وذلك بهدف كبح النقمة."
كما ظهر الرئيس التركي في موقف دفاعي أحيانا بما يخص الاقتصاد، وذهب إلى حد تبرير الصفوف الطويلة أمام الأكشاك البلدية بأنها مؤشر "ازدهار" وليس "فقر".
وبين أن الرئيس التركي، حافظ على تحالف أقامه العام الماضي مع القوميين المتشددين في حزب الحركة القومية الذين يؤيدون مرشحي العدالة والتنمية في اسطنبول وأنقرة، بغية جعل كل الفرص في صفه".
وتابع ان الجبهة المعارضة الرافضة لأردوغان التي تشكلت خلال الانتخابات التشريعية العام الماضي، قدمت مرشحين موحدين في عدد من المدن، خاصة في اسطنبول وأنقرة، حيث يدعم حزب الشعب الجمهوري (اجتماعي- ديموقراطي) وحزب "ايي" (قومي) نفس المرشح.
من جانبه، رمى حزب الشعوب الديموقراطي (المناصر لقضايا الكرد) والذي أضعفته سلسلة من التوقيفات، بآخر قواه في الجنوب الشرقي ذي الغالبية الكردية، داعيا أنصاره في غرب البلاد إلى التصويت ضد العدالة والتنمية والحركة القومية.
ويرى مراقبون أن تصويت ناخبي حزب الشعوب الديمقراطي الذي حصد نحو ستة ملايين صوت في انتخابات العام الماضي، قد يشكل عنصرا مهما في المدن الكبيرة.
جدير بالذكر ان الانتخابات المقبلة في تركيا ستكون في العام 2023، وستكون انتخابات يوم الأحد المقبل نهاية لسلسلة اقتراعات مرهقة، شملت ثماني عمليات اقتراع في خمسة أعوام، وأحدثت استقطابا عميقا في تركيا بسبب الحملات التي اتصفت بجدالات حادة.