تقارير صحفية: قرار سياسي "خفي" بالتراجع عن فكرة إخراج القوات الأميركية من العراق
كشفت تقارير صحفية، أن هناك تراجعا من قبل القوى السياسية والبرلمان عن مشروع قانون لإخراج القوات الاميركية من العراق، كان من المقرر الإعداد له وطرحه على التصويت.
وذكرت صحيفة "المدى" في تقرير لها، أمس الأحد، 7 نيسان 2019، ان مجلس النواب رمى الكرة بشأن مقترح قانون لإخراج القوات الأجنبية، في ملعب رئيس الوزراء، مشيرة إلى انه "قبل عدة أسابيع، وصل أغلب النواب الى قناعة بأن ليس من مصلحة العراق، الآن على أقل تقدير، أن يدفع باتجاه إجلاء القوات الأميركية".
ونقلت الصحيفة عن عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية، عبد الخالق العزاوي، قوله إنه "ليس من حق أي دولة أن تحدد طريقة تعامل العراق مع وجود القوات الاجنبية، وهذا قرار عراقي".
وأضاف العزاوي، ان "العراق والولايات المتحدة مرتبطان باتفاقية رسمية وقعت من قبل الحكومة العراقية"، مؤكدا أن " لجنة الأمن والدفاع النيابية لم تتسلم حتى الآن أي مشروع حول إخراج القوات الاميركية".
وأوضحت الصحيفة ان مواقف بعض القوى السياسية بدأت بالتراجع تدريجيا، حيث أكد نائب، طلب عدم كشف اسمه، ان "البرلمان مازال ينتظر ردود عبدالمهدي عن الاسئلة حول حجم ومكان القوات الاجنبية وقواعدها وحتى ذلك الوقت سيبقى أمر إجلاء القوات معلقا".
وأشار النائب الى أن "الأسئلة الموجهة لم تحدد بسقف زمني" مبينا ان "أغلب القيادات العسكرية في الجيش والشرطة أكدت لنا حاجتها لبقاء القوات الاميركية من أجل التدريب والإسناد والتصوير الجوي".
وبين أن "القوات الاميركية والاجنبية مازالت تخضع كل القوات الامنية العراقية الى دورات مستمرة، بمعدل 45 يوما تدريب لكل لواء، كما توفر أسلحة وتجهيزات كاملة بعد نهاية كل دورة حتى الآليات الخاصة بنقل الوقود والماء ".
وتوقع النائب بحسب تلك المعطيات أنه في أحسن الأحوال قد يتحول القانون المقترح من "سحب القوات" الى "تنظيم وجود القوات في العراق".
وكان رئيس مجلس النواب، محمد الحلبوسي، أفاد في وقت سابق، ان "إصدار أي قانون لإخراج القوات الأجنبية من العراق يتطلب موقفا من القائد العام للقوات المسلحة عادل عبد المهدي، وأنه سيتم توجيه طلب لعبد المهدي للحضور إلى البرلمان، للكشف عن أعداد القوات الأجنبية المتواجدة في البلاد والدور الذي تؤديه".
فيما اكد الحلبوسي، خلال زيارته إلى واشنطن ان "الوجود الأميركي ضمانة للعراق، والمطالبة بسحب قوات التحالف في هذه المرحلة تصب في مصلحة الإرهاب".
ورد النائب عن تحالف "سائرون" صباح الساعدي، ان تحالفه "لم يسحب المشروع، وقد وقع البعض في هذا الوهم"، داعيا الحلبوسي إلى "إحالة المقترح إلى اللجان النيابية المختصوهي الأمن والدفاع، والعلاقات الخارجية، وفقا لأحكام النظام الداخلي".
جدير بالذكر ان مشروع قانون إخراج القوات الأجنبية من العراق تم التطرق إليه خلال زيارة رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي، الأخيرة إلى طهران، حيث أفادت وسائل إعلام إيرانية ان مرشد الثورة في إيران، علي خامنئي، أخبر عبدالمهدي، انه "يجب التأكد من أن الأميركيين سيسحبون قواتهم من العراق بأسرع ما يمكن ،لأن طردهم يصبح صعبا عندما يستمر وجودهم العسكري طويلا في أي بلد".