اخبار العراق الان

محلل سياسي: دمشق حريصة على استمرار الحوار مع الإدارة الذاتية وموسكو لن تمانع

محلل سياسي: دمشق حريصة على استمرار الحوار مع الإدارة الذاتية وموسكو لن تمانع
محلل سياسي: دمشق حريصة على استمرار الحوار مع الإدارة الذاتية وموسكو لن تمانع

2019-04-12 00:00:00 - المصدر: رووداو


رووداو - أربيل

نفى المحلل السياسي السوري، طالب زيفة، أن تكون روسيا قد أمرت بإيقاف المحادثات التي كانت جارية بين الحكومة السورية من جهة، والإدارة الذاتية الديمقراطية بكوردستان سوريا من جهة أخرى، مؤكداً أنه لا يمكن للحليف الروسي أن يقرر عن الحكومة السورية ولا عن الشعب السوري، كما لا يمكن أبداً أن يكونَ ضد أي تقارب أو تنسيق مع قوات سوريا الديمقراطية وحزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب.
وقال زيفة، لشبكة رووداو الإعلامية، إن "سوريا تسعى جادةً لأن يكون هناك تواصل وتنسيق لهدفين أساسيين، الأول هو عودة سوريا إلى وحدتها بمشاركة الجميع، والثاني هو التصدي للعدوان التركي الحاصل الآن في عفرين وغيرها من المناطق، وعليه فإن مثل هذا الحديث ليس في مصلحة الحكومة السورية، ولا روسيا".

وأضاف أنه "كانت هناك مفاوضات في العام الماضي، كما حصل تنسيق بهدف إنشاء لجان معينة، وحالياً ساهمت القوى الموجودة في تلك المنطقة في الانتهاء من داعش كتنظيم مسلح، وقد حان الوقت للتنسيق الفوري والعاجل والمباشر، لعدم إعطاء أي ذريعة لتركيا لتنفيذ تهديداتها، فسواء كانت جادةً أم لا، فإن هناك تهديداً واضحاً، لا سيما في ظل وجود عمليات ما تُسمى بـ(درع الفرات وغصن الزيتون)، وكذلك ما يُسمى بـ(الجيش الحر)، وهم يسعون للدخول إلى الشمال السوري".

مشدداً على أن "الحل يكمن في الحوار، وهذا شيء أساسي، لا سيما في ظل تقليص الوجود الأمريكي في سوريا، وعليه فقد حان موعد إجراء محادثات جدية للم الشمل في الشمال والشرق السوري، وأعتقد أنه لن يكون هناك حل عسكري لأنه ليس من مصلحة أحد، لا من مصلحة الحكومة السورية، ولا من مصلحة الإخوة الموجودين في الشمال السوري، سواء قوات سوريا الديمقراطية أو غيرها".

وتابع زيفة أن "تركيا مُحتلة ومُدعية ومخادعة، وهي تحاول التحاور مع الجميع لكسب الوقت، كما تتهم الجماعات الموجودة في الشمال السوري بأنها إرهابية، علماً أن الحكومة السورية لم تصنف أي مجموعة في الشمال السوري بأنها إرهابية، وإنما هذا الكلام من منظور أنقرة فقط".

ولفت المحلل السياسي السوري إلى أنه "ليس لسوريا مصلحة في التعاون مع تركيا، ولا إعطائها الضوء الأخضر، فقد تم رفع العلم السوري فوق عدة مناطق في الشمال السوري، ومنها تل رفعت، وهذا يعني أن هناك تقارب وتنسيق، كما لا يمكن الموافقة على إنشاء ما تسمى بالمنطقة الآمنة تحت الحماية التركية، لا بشروط ولا بغيرها، وإنما اتفاق أضنة هو الذي يحكم الحدود بين سوريا وتركيا، أما الخلافات بين الحكومة السورية والإخوة في الشمال السوري، فيمكن حلها عن طريق الحوار".

منوهاً إلى أن "الحوار مصلحةٌ استراتيجية للجميع، والدول الأخرى، ومنها أمريكا، وإن كانت راغبة بالبقاء في المنطقة، إلا أنه يجب تسليم الإرهابيين، خصوصاً الأجانب، للحكومة السورية كبادرة حُسن نية، كما يجب تسليم تلك المناطق للحكومة بالتنسيق مع القوى الموجودة هناك".

كما أوضح أن "النقطة الأساسية هي أن سوريا لا يمكن أن تُقسم، فالذين يطالبون بالحكم الذين هم قلة قليلة، وإنما هناك مطالبات بإدارة ذاتية ضمن الجمهورية العربية السورية، ويمكن أن تعدل بعض مواد الدستور والتفاهم حول بعض الأمور الثقافية والإدارة المحلية، فلن تمانع الحكومة السورية بذلك على ما أعتقد".

وزادَ قائلاً: "لا شك يجب أن تكون هناك عودة لما قبل 2011، ولكن ليس بنفس الشروط، لأن الكثير من الأمور تغيرت، فهناك حرب في المنطقة، ونحن نقول ذلك للإخوة الموجودين هناك، وهم سوريون ووطنيون قبل كل شيء، كما دفعوا ثمناً باهظاً وحاربوا داعش، إلا أن هناك نقاط خلاف فيما يتعلق بالتعاون مع أمريكا، وكذلك حول بعض المطالب التي لا يمكن تحقيقها، فهناك الكثير من الإثنيات هناك، وليس إثنية واحدة، مثل الأرمن، الآشوريين، التركمان، والعرب، ولكن يمكن أن يكون هناك تفاهم ضمن الوحدة السورية والإدارة المركزية، وهذا يتم بالحوار، فالأمريكان يمكن أن يرحلوا في أي وقت، ولا يمكنهم نقل أو تغيير الجغرافية، أما الإخوة في الشمال السوري، فهم سوريون، وعليه لا يمكن أن يكونوا ضد بلادهم وحكومتهم".

مشيراً إلى أن "الشرطة الروسية انسحبت من بعض المناطق، لذلك كان لا بد من ملئ الفراغ، وقد تم ملؤه من جانب الحكومة السورية بالتعاون مع اللجان الشعبية الذاتية، ورفع العلم السوري في تلك المناطق نقطة إيجابية، كما أنه خطوة لبدء المحادثات حول مجمل المناطق، فلا يخفى على أحد العدوان والاحتلال التركي لعفرين، وقيامه بإحداث تغييرات ديموغرافية، وهو ما نرفضه كسوريين، ويجب عودة عفرين كشرط أساسي حتى لتطبيق اتفاق أضنة الذي أُبرم عام 1998، كما أن سوريا هي أول من تبنت عبدالله أوجلان وحزب العمال الكوردستاني، وعليه يجب تعميم تجربة تل رفعت في عموم سوريا، لأن الجميع سيربحون في تلك الحالة، فلا نريد أن يجرنا أعداء سوريا إلى حرب أخرى، لأن الجميع سيخسرون، وليس فقط الحكومة السورية ومجلس سوريا الديمقراطية، فالإرهاب الظلامي لا يزال موجوداً ويهدد الجميع، ولا سبيل سوى المحادثات العقلانية".