اخبار العراق الان

أيام الشارقة التراثية تناقش واقع الحرف التقليدية في العالم العربي والبيئة البحرية تجذب الزوار

أيام الشارقة التراثية تناقش واقع الحرف التقليدية في العالم العربي والبيئة البحرية تجذب الزوار
أيام الشارقة التراثية تناقش واقع الحرف التقليدية في العالم العربي والبيئة البحرية تجذب الزوار

2019-04-12 00:00:00 - المصدر: وكالة الصحافة المستقلة


المستقلة –  القاهرةً – وليد الرمالي

تعتبر البيئة البحرية أحد أهم المحطات التي يقصدها زوار أيام الشارقة التراثية، وتزور فعاليات أيام الشارقة التراثية السابعة عشرة أعداد كبيرة منجمهور وعشاق التراث والمختصين والباحثين، والعائلات والأطفال، ويزدادالمشهد كثافة وحركة في نهاية الأسبوع، يتوزعون على مختلف الساحاتالعامة حيث الفنون الشعبية والرقصات المتنوعة، والموسيقا التي تدخل الأذنبلا استئذان وتلقى ترحيباً وفرحاً من الجمهور، وينتقلون إلى المقهى الثقافي ومجلس الخبراء لمتابعة المزيد، وفي كل بقعة من ساحات الأيام هناك حركة مستمرة من الجمهور والزوار تتجلى من خلالها مشاهد الفرح والبهجة.

وقال سعادة الدكتور عبد العزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، رئيس اللجنة العليا المنظمة لأيام الشارقة التراثية الـ ١٧، إن أيام الشارقة التراثيةالتي تحظى بدعم كبير ومستمر من قبل صاحب السمو الشيخ الدكتورسلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، منذالنسخة الأولى، تعتبر تظاهرة ثقافية مهمة ومميزة زاخرة بالفعاليات والبرامجوالأنشطة التراثية المليئة بالنشاط والحيوية والمعرفة والتسلية، وهي قيمةحضارية وثقافية ومعنوية تقدمها إمارة الشارقة إلى دولة الإمارات والعالمالعربي، وقد أثبتت أيام الشارقة التراثية طوال مسيرتها أنها محفل ثقافيمهم للتراث الشعبي والموروث الحضاري.

الأيام تنطلق في “المدام”

كان عشاق التراث على موعد مع الأيام في منطقة المدام، حيث بدأت فعالياتالأيام في القرية التراثية بمنطقة المدام في المنطقة الوسطى، أمس الخميس، وتستمر ٣ أيام، وذلك ضمن خطة وتوجه اللجنة المنظمة للأيام في أن تكونفعالياتها حاضرة في كافة مناطق ومدن إمارة الشارقة، وفقا لتوجيهات صاحب السمو حاكم الشارقة، وتضمنت الانطلاقة فعاليات وأنشطة متنوعة،من بينها رقصات شعبية وأهازيج وأغنيات تراثية، يعشقها ويتقنها ويبدع فيهاالإماراتيون، وتؤكد في نفس الوقت على مكانة وأهمية التراث في وجدانالمواطنين وحياتهم وذاكرتهم ومستقبلهم، وشهدت الانطلاقة حضوراً كبيراً منالمواطنين والمقيمين في منطقة المدام، وتنوعت فعاليات الافتتاح بين فقراتاستعراضية وأداء متنوع من الفلكلور الشعبي كالرزفة والعيالة، والقاء الشعرالشعبي.

وانطلقت الفعاليات بحضور الشيخ محمد بن معضد بن هويدن، وسعادة الدكتور عبد العزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، رئيس اللجنة العليا المنظمة لأيام الشارقة التراثية الـ ١٧، وسلطان محمد معضد بن هويدن، رئيس المجلس البلدي للمدام، وسالم عبيد الميالة، مدير بلدية المدام، وصقر محمد، مدير الاتصال المؤسسي في المعهد، رئيس لجنة الافتتاحات الخارجية للأيام.

وبدأ حفل الافتتاح بالقرآن الكريم، والسلام الوطني، وكلمة اللجنة المنظمة، ألقاها المهندس خليفة مصبح الكتبي، ومن ثم تابع الجمهور قصائد من الشاعرين علي الشوين، ومحمد الجوهري، وفرقة التراث الحربية، وأطرب شاعر الربابة، أحمد الحاج علي، الجمهور، كما تم تكريم مبادرة عام التسامح، وهي تكريم المتقاعدين من أبناء المنطقة الذين أمضوا أكثر من عشرين عاماً في خدمة المنطقة، وعددهم ٣٣ مواطناً ومواطنة، ومن ثم فقرة السحب والهدايا، وأمسية شعرية. وتميز المهرجان بالجائزة الكبرى، وهي الخيل الأصيل، تمر حنا.

واستمتع الحضور والزوار بالأهازيج والأشعار والرقصات الشعبية، التيتعكس مختلف تفاصيل ومكونات وعناصر التراث الشعبي المادية وغير المادية،وتعرفوا على المطبخ الإماراتي الشعبي، وما يقدمه من أطعمة وحلويات شهيةولذيذة، وتضمنت الاحتفالات عرض صورة شاملة ومهمة عن الماضي بكلتجلياته وعبقه وتراثه وفنونه وأنماط إنتاجه والمهن السائدة.

وأشار سعادة الدكتور عبد العزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، رئيس اللجنة العليا المنظمة لأيام الشارقة التراثية الـ ١٧،.إلى أن مهماتنا في هذهالتظاهرة الثقافية التراثية الكبرى، تركز على ضرورة العمل على تعريف الجيلالحالي والأجيال القادمة بأصالة الماضي، وتمكينهم من استكشاف ذلكالزمن، بكل ما فيه من عادات وتقاليد أصيلة تعبر عن الموروث الشعبيللأجداد، والمساهمة بشكل أكبر في التعريف بتراثنا، والتأكيد على أهميتهوأصالته وضرورة صونه وتقديمه للأجيال الجديدة، والتعرف على الموروثالمادي والمعنوي، وخلق جيل يعتز بأصالته، ويبني عليها ويطورها بما يضمنتميزها وديمومتها وتفاعلها مع واقعه وحاضره ومستقبله.

ولفت المسلم إلى أن أيام الشارقة التراثية تصل الأهالي والأجيال بموروثهمالشعبي، كما أنها حلقة وصل بين الأجيال يلتقي فيها الجميع كل عام.

إندونيسيا حاضرة في الأيام

للمرة الأولى تشارك إندونيسيا في أيام الشارقة التراثية، حيث حلت فرقة“جان رو دانس ستوديو” ضيفاً على الأيام لتقدم عروضاً مختلفة من ألوان الفن الشعبي الإندونيسي في الساحات العامة وعلى مسرح الأيام، وقالت ديان كيرمالا، مديرة الفرقة، إنها المرة الأولى التي تحط الفرقة رحالها في الشارقة وتشارك في فعالية عالمية كبرى كأيام الشارقة التراثية، ما يشكل فرصة لعرض مختلف ألوان التراث الفني الإندونيسي، والاحتكاك بجمهور مختلف.

وتابعت: تتكون الفرقة من٢٠ مبدعاً في عالم الفن الشعبي والموسيقا، منهم ٤ رجال، والباقي من النساء، وكل واحد من أعضاء الفرقة يؤدي دوره كما ينبغي بشكل يتكامل مع الآخر، لنقدم بالنهاية لوحة فنية وجمالية مميزة تعكس عمق وغنى وتنوع الفن الإندونيسي وعراقة الطرب الشعبي.

ولفتت إلى أن جمهور الأيام تفاعل مع ما شاهده من فنون وموسيقا شعبية وحرص بعضهم على التقاط الصور معنا وسجل بلقطات الفيديو بعض المقاطع التي كنا نؤديها في الساحات، وهو ما أدخل البهجة والفرح على قلوبنا وشكل لنا حالة من التحفيز والتشجيع.

وأعربت عن شكرها وتقديرها لمعهد الشارقة للتراث الذي أتاح لهم الفرصة كي يكونوا في أيام الشارقة التراثية، هذه التظاهرة التراثية والثقافية العالمية.

الحرف التقليدية في الوطن العربي

استضاف مجلس الخبراء الدكتور خير الدين شترة، من جامعة الشارقة، الذي تناول واقع الحرف التقليدية في الوطن العربي، حيث تطرق إلى السمات العامة للحرف التقليدية في الوطن العربي، المعوقات التي تواجهها، وطرح مقترحات للحلول.

وأشار إلى أن من بين السمات العامة للحرف التقليدية، المحافظة على التراث هي جزء من ثقافة الحرفي، كما أن الحرفة لم تعطى حقها، وتتسم الحرف بالتنوع حسب الحاجة والبيئة، والحرف سابقاً كانت ملبية لكل احتياجات العربي، والمنتج هنا ليس سلعة بقدر ما هي منتج ثقافي، وتعكس الحرف ثقافة المجتمع.

ولفت إلى أن الصناعة التقليدية في الوطن العربي تعاني من مجموعة معوقات، وصناع هذه الحرف يعانون من المعوقات، حيث شُح الكوادر التي يمكن أن تعمل على ديمومة الحرفة واستمرارها، وقلة دخلها، والافتقار للبيئة المناسبة لظروف العمل، كما أنها تبقى محصورة في فكرة التقليدية، وأن ارتباطه بحركة السياحة يؤدي الى التأثير السلبي على الحرفة، بالإضافة إلى أن عزوف الناس عنها وذلك لوجود البديل الصناعي.

واقترح الدكتور شترة حزمة من الحلول، من بينها أن يكون منتجاً مستداماً وأن يكون مصدر دخل ثابت، والإعفاء من الضريبة كمنتج للتسويق، وتوفير التأمين الاجتماعي للمصنع الحرفي، والتشجيع المادي والقانوني وتشريع القوانين التي تخدم الحرفة، ودعم الجمعيات والنوادي وخلق فضاءات جديدة، وفتح حوار مباشر مع الحرفيين.

التراث الإمارات والشاشة البحرية

حملت محاضرة قيمة في المقهى الثقافي ضمن الأيام التراثية بالشارقة قدمها الباحثان في التراث عبد الله المغني وخالد الهنداسي عدة محاورة تراثية عادت بالحضور إلى عصور قديمة تذكروا خلالها الحرف التقليدية العريقة التي كانت وأصبحت تتلاشى بسبب التطورات الحاصلة على الصناعات اليدوية وقلة العمالة في الأيدي المخصصة لها، إضافة إلى جهود القيادة في الدولة لصون التراث والحفاظ عليه وحمايته.

وتحدث في بداية الجلسة النقاشية عبد الله المغني عن محور التراث الثقافي في الإمارات، حيث أكد أن إمارة الشارقة من أوائل إمارات الدولة التي عكفت على توصيل المعالم التراثية والتاريخية للعالم العربي وللأجيال الحالية، وذلك في إطار رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، التي هدفت إلى حفظ التراث وصونه، إذ اهتم سموه بالتراث كثيرا، في مناطق الشارقة، مما جعل التراث الثقافي عنصرا جوهريا في الشارقة.

وتابع أن صاحب السمو حاكم الشارقة وضع الإطار المؤسسي والقانوني لإنشاء المؤسسات التي تعنى وتحافظ على التراث وتحميه، ووجه بالتنسيق مع المنظمات الدولية لتوثيق تراث الإمارات والشارقة، لإنقاذه من الضياع والاندثار، كونه يعتبر هوية كل مواطن إماراتي وهمزة وصل بين الماضي والحاضر.

وأوضح أن رؤية صاحب السمو حاكم الشارقة تركزت في حماية التراث وصونه عبر ترميم المباني التاريخية والمواقع الأثرية في إمارة الشارقة كافة، إضافة إلى توجيه سموه بالحفاظ على الأسواق الشعبية التي ما زالت مقصد الكثير من الفئات، وإحياء المناطق القديمة بالشارقة.

بينما تحدث خالد الهنداسي عن صناعة الشاشة “القوارب” قديماً التياندثرت اليوم بسبب تطور صناعة القوارب والسفن، مشيراً إلى أن الفجيرة ما زالت محافظة على القوارب “الشاشة” وتشارك فيها في كافة المهرجانات، مشيراً إلى أنه كانت الشاشة وهو قارب صيد مصنوع بالكامل من جريد النخيل، أحد أبرز الوسائل التي يعتمد عليها الصيادون في مناطق الفجيرة، والساحل الشرقي في عمليات الصيد والتنقل بين الأخوار القريبة من الشاطئ في الماضي، نظراً لتكلفتها البسيطة.

وتابع مع مرور الأيام والسنين، وبعد قدوم قوارب الصيد الحديثة المصنوعة من «الفيبر كلاس» توارى دور الشاشة حتى كاد هذا النوع من القوارب، يندثر إلا أن بعض الصيادين في الفجيرة وكلباء ودبا تمسكوا بصناعة الشاشة اعترافاً بدورها الكبير في صيد الأسماك.

وقال إنه خلال السنوات القليلة الماضية انتعش سوق الشاشة، وأصبحت هذه الصناعة جزءاً من حيات بعض المواطنين والصيادين اليومية، وبات عليها إقبالاً جيداً على شراء الشاشة وبالأخص من قبل السياح، فالكثير من هؤلاء يقتنون الشاشة من أجل تزيين مداخل المنازل وواجهات المجالس والمطاعم حتى أصبحت الشاشة تحتل أركاناً أساسية ومساحات واسعة من ديكور هذه الأماكن، حيث ترمز الشاشة إلى التراث البحري الأصيل لأهل الإمارات، بالإضافة إلى منظرها الأنيق الذي تفوح منه رائحة التاريخ، وأصالة الماضي.

وتحدث عن أهم استخدامات الشاشة في الماضي التي كانت تستخدم بشكل أساسي في الضغية، ويطلق اسم الضغية على صيد الأسماك بالشبك، وكانت الشاشة من قوارب الصيد الأساسية في عملية الضغية، مشيراً إلى أن الشاشة تختلف عن بقية القوارب، فهي تعتمد في المقام الأول على مهارة الشخص، ومدى تمكنه من شغله أما جريد النخل الذي نصنع منه الشاشة، فهو والحمد لله متوافر، فمناطق الفجيرة والساحل الشرقي تزخر بشتى أنواع النخيل، وأفضل الجريد هو جريد نخل الشهل، نظراً لقوته وتماسكه ومقاومته للحرارة والرطوبة وملوحة البحر.

وأشار إلى أن هناك أحجام مختلفة للشاشة بعضها يصل طوله إلى سبعة أمتار، وعرضها إلى متر وارتفاعها إلى متر ونصف المتر، وهي من أكبر أحجام الشاشات على الإطلاق، أما الأحجام الأخرى فتتراوح ما بين متر وثلاثة أمتار، ويضم الحجم الكبير أربعة مجاديف والحجم الأصغر مجدافين.

ولفت إلى أنه يتم صناعة الشاشة حاليا حسب الطلب، فمعظم الناس تشتري الشاشة بهدف الديكور والزينة، أو الإهداء والاحتفاظ بها كتحف ورمز من رموز التراث، ويتراوح سعر الشاشة.

الخدمات الإنسانية

تشارك مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية بالعديد من المنتجات اليدوية التي انتجها منتسبوها من أصحاب الإعاقة وأهاليهم، وذلك لتعريف الزوار بأهمية المشغولات اليدوية، ودمج هذه الفئة المهمة بالمجتمع عبر إظهار أعمالهم الابتكارية وأفكارهم الإنتاجية الجديدة التي حافظت على التراث بأساليب جديدة.

وقال حمامة عطية مدرس نسيج في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية فرع الذيد، وذلك عبر اختيار كل سيدة خط انتاج معين، وبعد انتهاء دورتها تعمل من بيتها، مشيراً أنهم يشاركون تحت مسمى زولية، هو مشروع لتمكين نشء المنطقة الوسطى من مهنة النسيج، إذ يعمل فرع مدينة الشارقة لإدارة الخدمات الإنسانية في الذيد على تطوير الورش الفنية والمنتج في قسم التأهيل المهني في المدينة، من أجل مساعدة المعاق على تنمية قدراته الجسدية العقلية، وأيضاً المهنية والاقتصادية، وتتضمن عملية التأهيل سلسلة من الخدمات، هي التقييم المهني والبرنامج التأهيلي الفردي والإرشاد والتوجيه، واستعادة القدرات الجسدية والعقلية والتدريب المهني والتشغيل والمتابعة.

ولفت إلى أنهم يعملون في قسم التأهيل المهني في فرع الذيد للخدمات الإنسانية وفق نظام يبدأ بتهيئة شاملة لذوي الإعاقات للتعرف إلى المجالات، ثم تأتي بعد ذلك مرحلة اكتشاف القدرات والميول الحقيقية وكيف يجب أن توجه، وخلال تلك المراحل يكون الطالب قد تعرف إلى الخامات، ثم يتم البدء بالتدريب حسب منهج خاص بالمجال الفني، ومنها أساسيات الألوان ودمجها ودمج الصور، ويأتي كل ذلك حسب قدرة الطالب.

وأشار إلى أن هناك عدداً كبيراً من منتسبي المدينة قاموا بإنتاج الخزفيات المرسومة بتقنية جديدة، وتصميم الملابس وإنتاج النسيج والألعاب، مشيرا إلى أن عملية التأهيل تعمل على الحد من تأثيرات حالات العجز والإعاقة، وتمكن الشخص من الاندماج، ومن الورش التي تساعد في ذلك ورشة الدهان أو الطلاء وورشة التغذية وهناك ورشة الخياطة التي تلقى إقبالاً من الشباب أيضاً وبالنسبة للطالبات فهن يتعلمن تصميم المنتج وتنفيذ العمل وخياطة الفساتين الخاصة بالأطفال والمفارش، وأيضاً ورشة النجارة وتعد ورشة النجارة من الورش المهمة.

واشار إلى أن مشاركتها في الأيام التراثية تعمل على الحد من أسباب الإعاقة بالتدخل المبكر والتوعية المجتمعية، والعمل على مناصرة واحتواء وتمكين الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة بالتعليم والتأهيل والتوظيف.

البيئة البحرية

يستقطب ركن البيئة البحرية في الأيام التراثية العديد من الزوار الذين يدفعهم حب الموروث للتعرف إلى مفردات تراثية عميقة، ومنذ انطلاق الأيام في الشارقة والورش البحرية تتواصل، بخاصة أنها تظهر جانباً مهماً من حياة أهل البحر وطرق صناعة شباك الصيد التقليدية والمراكب القديمة، فضلاً عن التعرف إلى تاريخ الغوص بحثاً عن اللؤلؤ، وهو ما يجعل من ركن البيئة البحرية محطة يتوقف عندها الزوار للاستماع إلى مستشاري التراث، ومن ثم التفاعل مع الأنشطة الحيوية، حيث يتم تصنيع شباك الصيد بشكل مباشر أمام الجمهور ومن ثم المراكب القديمة.

وقال عبد الله المطوع أحد المشاركين في البيئة البحرية أن الأيام في هذا العام تميزت بوجود البيئة البحرية كما في كل عام سبق كونها تمثل أحد أركان البيئات القديمة والتي تحفل باهتمام بالغ، فهي تعبر عن أهمية البحر في حياة أبناء الدولة ومدى ارتباطهم بالصيد ورحلات الغوص؛ إذ تسرد تفاصيل أكثر دهشة عبر الفعاليات اليومية في الأيام التي تحظى برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجل الأعلى حاكم الشارقة.

وتابع: تمثل البيئة البحرية جانباً مهماً في حياة أهل الإمارات، فهي تكتسب أهميتها من حركة الصيد التي ازدهرت في الماضي والتي لا تزال تتوهج في الحاضر بأساليب مختلفة، مشيراً إلى أن البحارة القدامى خاضوا رحلاتهم في الصيد والغوص بحثاً عن اللؤلؤ في ظروف مختلفة، مما ترك للأجيال الجديدة رصيداً زاخراً من هذه الحياة البحرية التي تمتلك حضوراً خاصاً؛ إذ كان الناس يعلمون أبناءهم السباحة في عمر مبكر، وكانوا يعودونهم على تحمل المسؤولية أثناء رحلات صيد الأسماك، موضحاً أن حركة الصيد بأشكالها التي شكلت مصدر رزق نشطت عملية صناعة شباك الصيد التقليدية وصناعة المراكب بأنواعها، وهو ما جعل من الحياة البحرية واحة مضيئة من العمل الجاد، والبحث عن سبل الرزق في عرض البحر الممتلئ بخيرات الطبيعة.


وأشار إلى أن الأيام في كل عام تسهم في الحفاظ على تقاليد أهل البحر، وتترك رصيداً زاخراً من الحكايات التي تغوص في تفاصيل الماضي، مبيناً أن زوار الأيام يتدفقون على ركن البيئة البحرية من أجل التعرف إلى أسرارها، ومن ثم التفاعل الحي مع عملية صنع شبك الصيد التقليدية، فضلاً عن حضور الورش المتخصصة عن طرق صيد اللؤلؤ، الأمر الذي يشكل نوعاً من الحفاوة بقيم وتقاليد الحياة القديمة التي تمثل خطوات الآباء والأجداد في الماضي، مؤكداً أن الأجيال الجديدة في حاجة مستمرة للاطلاع على تراثها الحي الذي يزخر بمقومات حضارية وإنسانية.