اخبار العراق الان

الوقاية والعلاج بالتغذية الصحية

الوقاية والعلاج بالتغذية الصحية
الوقاية والعلاج بالتغذية الصحية

2019-04-13 00:00:00 - المصدر: وكالة الحدث الاخبارية


  كان الناس في قديم الزمان، يأكلون طعام عشائهم بكل بساطة اما ليملؤوا معدة فارغة واما لمجرد الاستمتاع بالطعام.   لم يكن أحدهم يقول ما أكثر السعرات الحرارية في هذا الطعام او يتساءل ان كان رغيف الخبز غنياً بالنخالة التي تسهل الهضم او إذا كان جلد الدجاج قد انتزع للتخلص من الدهون المتكدسة تحته. ولكن الأمور تغيرت وأصبحت مائدة العشاء حلبة صراع بين الصحة والمتعة، فأخذنا نخطط لوجبتنا بدقة وكأن أحدنا قائد عسكري يخطط للمعركة ويوزع قواته على جبهات القتال بحيث غدا الصراع بين أن نأكل ما يناسب صحتنا وبين ما نحبه من الطعام صراعاً ابدياً يستمر طوال حياتنا.  ان الذي يفكر في طبيعة حياة الانسان من ناحية بيولوجية يدرك ان حياته تقوم على قائمتين متلازمتين: الاولى هي قائمة معنوية تضم النواحي الروحية والنفسية والفكرية. والثانية مادية تتصل بكل ما له صلة بالجسد من بناء وصيانة واستبدال وتشغيل والتي تشكل الأغذية مادتها الأولية. وكلهما تحت سيطرة الانسان كما اثبت العلم الحديث.  يمكننا التعميم ان بنية الاجسام واداءها هو تبعاً لما يوفره أصحابها لها من هذه الأغذية، وان النتيجة الطبيعية هو ان كل ما يصيب الانسان من امراض وكبوات وعثرات غير ناجم عن أسباب ميكانيكية كالحوادث وغيرها ما هو الا نتيجة طبيعية لسوء ما يوفرونه لأنفسهم من أغذية.  لذلك فأن معالجة الامراض والكبوات والعثرات لا يكون الا بإزالة أسبابها أي بأصلاح النظام الغذائي الذي اعتادوا تناوله بما يتفق وحاجة اجسامهم الانية اليه مما يجعل من الأغذية دواء فضلاً عن كونه غذاء.  والنتيجة النهائية لذلك اننا نملك بأيدينا ومن خلال ما نقدمه لأجسامنا من أغذية متوازنة (بسيطة وتكلفة زهيدة) أن نضمن لأنفسنا جسماً ذا قوام حسن مليء بالحيوية والنشاط، وجلداً حيوياً ناعماً وعيون براقة لامعة، واسنان سليمة ناصعة البياض، ونوم عميق، وأن ندفع عن أنفسنا الشيخوخة المبكرة سنين طويلة الى الامام والعكس صحيح.  لقد أصبح علم التغذية العلاجية اليوم من أوسع العلوم وأكثرها رواجاً بين الناس فأصبحوا أكثر وعياً وادراكاً لما يتوجب عليهم ان يأكلوا ومتى يأكلوا وكيف يأكلوا وعن ماذا يمتنعوا لتبقى اجسامهم قوية، عن طريق الوقاية من الإصابة بالأمراض او المساعدة في علاج بعضها خاصة في اطوارها الأولى مثل مرض السكري والتي ثبت علمياً ان 50% من المصابين بالسكري النوع الثاني يمكنهم السيطرة او حتى خفض معدلات السكري لديهم عن طريق التغذية العلاجية، وكما ويمكن الوقاية من امراض ضغط الدم وزيادة الوزن وامراض الجهاز الهضمي.  ان اليوم هو فجر مرحلة جديدة في علم التغذية، والتغذية الجيدة أكثر من مجرد تحقيق الحاجة الأساسية من السعرات او الفيتامينات او المعادن فهي تتطلب فهم خواص جديدة للطعام والذي يمكنه ان يمنع او يؤخر بداية امراض عديدة ومزمنة. لم يسبق للبشرية العيش لمدة طويلة دون علل كالتي نعيشها، ولكن مع هذه السنين الزائدة تأتي الفرص الزائدة للإصابة بالأمراض المزمنة والتي يمكن ان تمنعنا من التمتع بصحة اسعد او يمكن ان تسيء لنوعية هذه السنين.  ولنتذكر دائماً ان كل طعام نضعه في فمنا هو خطوة اما الى اتجاه الصحة والعافية او الى اتجاه الضعف والمرض وان صحتنا ناتج ما تعودنا ان نأكله من طعام ولأنها أغلى ما نملك يجب علينا امدادها بالغذاء الصحي المتوازن حتى نميل الكفة لاتجاه الصحة والعافية، فما تأكله يملك تأثيراً مباشراً على الصحة والقدرة الكامنة على التمتع بالحياة.