اخبار العراق الان

عاجل

غوغل في دماغك!!

غوغل في دماغك!!
غوغل في دماغك!!

2019-04-13 00:00:00 - المصدر: موقع كلمة


حسين عمران

عنواني ليستْ مزحة، ولا أريد استدراجكم لقراءة همساتي، لكن عنواني حقيقة إذ يمكنكم "زراعة غوغل برين" في رؤوسكم، ولمن لا يعرف ترجمة غوغل برين أقول إنها تعني "دماغ غوغل"!.

ربما.. كلماتي أعلاه لم تزل غير مفهومة لدى بعضكم، ولكي أضع النقاط على الحروف أقول ان شركة غوغل تطور حاليا تقنية في الذكاء الصناعي ستحدث "ثورة" بكل معنى الكلمة في مجال التعليم!.

كيف ذلك؟

تسألون فأجيب.. ان تقنية غوغل هذه تتضمن "زراعة" شريحة في الرأس البشري فيها كل المعلومات المتوفرة في برنامج غوغل في الشبكة العنكبوتية للانترنيت!.

ماذا يعني هذا.. انه يعني أول ما يعني ان أي سؤال او أي استفسار يريد الشخص المزروع في دماغه شريحة غوغل برين سيعطيه الجواب في ثوان معدودة وليست دقائق!.

لكني أقول اني قبل اطلاعي على هذا الخبر الخطير، كنت أتساءل عن سبب "الهجمة الإعلانية" في الفضائيات لشركة غوغل، برغم انها لا تحتاج الى أي اعلان مع ملايين البشر الذين يستخدمون "محرك غوغل" للبحث عن أجوبة لأسئلتهم، او يبحثون عن صورة يعود تاريخها الى مئات السنين مضت!.

ربما لم تتوصلوا بعد الى حقيقة مذهلة قالها مؤسس فكرة "شريحة غوغل" نيكولاس كيرينوس حينما اعلن ان التعليم بالحفظ سينتهي من المدارس لان غوغل برين سيكون في رأسك!.

وأضاف في تصريحات صحفية يمكنك أن تسأل "غوغل برين" أي شيء وعلى الفور ستحصل على الإجابة من الذكاء الصناعي المزروع برأسك وتكون قادرا على ترديدها!.

وقال كيرينوس إن الأمر ليس قاصرا على التلاميذ فحسب بل حتى المعملين يمكنهم أن يستفيدوا من الذكاء الصناعي بتقديم دروس خاصة تلبي احتياجات التلميذ التعليمية، بغض النظر عن أسلوب تعلمهم، علاوة على تمكينهم من تقييم إجابات الطلاب على الأسئلة المعقدة التي تختبر فهمهم الحقيقي للموضوع، وليس فقط على الأسئلة متعددة الإجابات.

وقال كيرينوس إن الذكاء الصناعي سيجعل العالم مكانا أفضل بكثير وفي غضون خمس سنوات سيكون الأمر مختلفا تماما عما عليه الآن. ويعمل كيرينوس في مجال الذكاء الصناعي منذ أكثر من 20 عاما وشركته متخصصة في تطوير حلول الذكاء الصناعي للشركات والمؤسسات.

مخترع شريحة غوغل برين هذه أكد انه خلال خمس سنين ستكون الشريحة جاهزة للزرع في رؤوسكم، ونتساءل مرة أخرى هل ستغنينا هذه الشريحة من حفظ الدروس والمعلومات ما دامت شريحة غوغل في رؤوسنا وتعطينا الأجوبة في ثوان معدودات كما هو الحال مع محرك غوغل في الانترنيت!؟.

سؤال يبحث عن إجابة.. لا بل هناك أسئلة أخرى منها مثلا اذا وضع الطلبة هذه الشريحة في ادمغتهم، فهل سيتم اكتشافها؟ واذا ما تم اكتشافها، فكيف سيتم منع الطالب من أداء الامتحان مثلا؟ هل سيجرون له عملية جراحية لاستخراج شريحة غوغل من دماغه؟.

نعم.. العالم يتطور والأفكار الجديدة تملأ المعمورة، لكن هل سيكون مثل هذا التطور في صالح المجتمع؟ مثلا ما دور المدارس والجامعات اذا كانت شريحة غوغل تعطينا الجواب لاي سؤال؟!

رحم الله معلم اللغة العربية الذي كان يضربني دوما لاني غالبا ما "انصب" اسم كان و"ارفع" اسم ان!. وهذا طبعا لاني لم اضع شريحة غوغل في دماغي آنذاك!.

غوغل في دماغك!!