اخبار العراق الان

سجينتان كورديتان بتهمة "الإرهاب" ترويان حكايتهما لرووداو

سجينتان كورديتان بتهمة
سجينتان كورديتان بتهمة "الإرهاب" ترويان حكايتهما لرووداو

2019-04-13 00:00:00 - المصدر: رووداو


رووداو- أربيل

رفع أذان الظهر واصطف الأولاد إلى جانب أمهم للصلاة. النساء هنا يتصرفن وكأنهن مازلن في ظل خلافة أبي بكر البغدادي، وهن وراء قضبان السجن بانتظار انتهاء مدد محكومياتهن.
توجد 25 امرأة محكومة أو محتجزة بتهمة الإرهاب في سجن إصلاح النساء واليافعين بأربيل، ويوجد مع بعض النسوة أولادهن، وقد روت اثنتان منهن، وهما كورديتان، حكايتهما لشبكة رووداو الإعلامية.

تكتسي (سارا) بالسواد وتصبغ أظافرها باللون الأسود وتنفي أن يكون لباسها الأسود بسبب تأثرها بداعش، بل لأنها في حداد على زوجها وابنتها.

تبلغ سارا 34 سنة، كانت زوجة مسلح في داعش يدعى (كمال) وكنيته في صفوف التنظيم (أبو ناصر)، كان لهما ابن وابنتان، وعندما التحقت سارا بداعش في سوريا زرقت بمولودها الرابع.

سافر بحجة الدراسة

تقول سارا إن زوجها سافر بحجة الدراسة في الخارج لتجده في ما بعد في سوريا "أخبرني كمال يوماً بأنه يريد السفر إلى أوروبا لدراسة الماجستير، فلم أقبل، لكنه كان قد اتخذ قراره، وسافر صباح أحد الأيام بدون علم أهله، وبعد أسبوع عدت إلى دار أهلي".

اتصل كمال بسارا بعد أسبوعين وأخبرها بأنه بلغ مقصده، لكنه لم يبعث لها صوراً له، ثم بعد أربعة أشهر اتصل بها مرة ثانية وقال إنه لم يعد يتحمل فراقها وأنها يجب أن تلحق به في أوروبا عن طريق مهربين، هذا ما تقوله سارا التي تضيف: "لم أوافقه على ذلك فهددني وقال إنه سيأخذ الأولاد رغماً عني، وأنه لن يطلقني ويتركني معلقة طول حياتي".

اضطرت سارا، حسب قولها، إلى إقناع أهلها: "نقلنا أخ لزوجي إلى مكان وسلمنا إلى مهرب عربي، فنقلونا بسيارة إلى مكان يعلوه علم داعش، لم أعرف أين هو، لكنني عرفت أن داعش يسيطر على تلك المنطقة".

تنفي سارا أن تكون قد علمت بأن زوجها انضم إلى داعش إلى أن ناداه المهربون بكنيته (أبو ناصر): "جاء أبو ناصر إلينا وعندما وصل وناداني باسمي عرفت أنه زوجي كمال، فاحتضنني بقوة، لكنني أبعدته وبكيت وأنا أقول له ما هذه الحال التي ورطت فيها نفسك وورطتنا فيها معك".

نقل كمال زوجته وأولاده إلى بيت في منطقة الشدادية بسوريا، وزود سارا بلباس أسود وقال إن عليها أن ترتديه، حسب سارا.

بعد مرور ستة أشهر أبلغت سارا أهلها بما حدث معها: "قلت لكمال إني سأعود، لكنه قال لن تخرجي من هذا البيت إلا جثة، فرجوته على مدى أسبوعين ليسمح لي بالتحدث إلى أمي، فوافق شرط أن لا أخبرها بشيء سوى أني وصلت سالمة، وعندما قلت ذلك أقفل الهاتف النقال، وبعد ستة أشهر أخرى اتصلت بوالدتي وأخبرتها بحقيقة ما جرى".

زوج ابنته ذات الاثني عشر عاماً

أنجبت سارا طفلها الرابع في سوريا، وتقول: "كنت حاملاً في الشهر الرابع عندما غادرت كوردستان، وأنجبت طفلي الرابع في سوريا، وسماه كمال (ناصر)".

كانت ابنة سارا الكبرى في الثانية عشرة وزوجوها لمسلح سوري يبلغ الثامنة عشرة، قتل بعد ستة أشهر، وبعد أربعة أشهر على مقتله زوجوها لمسلح موصلي.

تقول سارا: "اصطحب المسلح ابنتي إلى الموصل، وكنت أسأل عن أحوالها بين الحين والآخر عن طريق جوال والدها، وبعد زواجها بعشرة أشهر طلبت من كمال أن يأذن لي كي أزورها، فوافق كمال، ولكن عندما وصلت إلى الموصل أخبرني زوجها بأنها قتلت في قصف قبل أسبوع من وصولي".

تركت زوجها من أجل داعشي

تقول سارا إنها عادت مهمومة إلى بيت كمال، لكنها فوجئت بامرأة مع ثلاثة أولاد في البيت: "سألته من هذه؟ فقال إنها (نيشتمان) جاءت من كوردستان، غضبتُ وتشاجرت معه، فوعدني بأن يسكنها في بيت آخر".

نيشتمان، التي ذهبت إلى سوريا في العام 2015 وهي الآن في السجن مع سارا، تروي قصة تعرفها إلى كمال: "كنت متزوجة في كوردستان ولي ثلاثة أولاد، وتعرفت إلى أبي ناصر من خلال صفحة تواصل اجتماعي اسمها تطهير الأذهان، فأقنعني بأن علي التخلي عن زوجي في سبيل ديني والوصول إلى الجنة، فلم يكن زوجي راسخ الإيمان، ولهذا قررت الذهاب إلى سوريا مع أولادي الثلاثة والالتحاق بأبي ناصر هناك".

كيف ألقي القبض عليهما

قتل كمال في هجوم في 2017، فقررت سارا العودة إلى كوردستان: "بعد مرور 20 يوماً على مقتل كمال، لجأت إلى داعشية جارة لنا وتوسلت إليها كي تساعدنا على العودة إلى كوردستان، فقالت إن العودة ليست جيدة لأني سأتعرض للسجن، لكني تمسكت بطلبي فاستأجرت مهرباً لينقلنا إلى تركيا لنعود منها إلى كوردستان، لكن المهرب خدعنا وتركنا في سوريا لنقع في قبضة وحدات حماية الشعب، التي أدخلتنا مخيماً في سوريا، ثم عدنا إلى دهوك حيث ألقي القبض علينا، وليس معي الآن من أولادي غير ناصر، أما الآخران فهما عند والدتي".

عادت نيشتمان أيضاً، وألقي القبض عليها، وأولادها عند زوجها الأول، إلا طفلها الذي أنجبته في سوريا فهو عند ذوي أبي ناصر.