محللون سياسيون: استهداف سفن قبالة سواحل الإمارات رسالة إيرانية للولايات المتحدة
فاد محللون سياسيون، الثلاثاء،أن الهجوم الذي استهدف أربع سفن في مياه الخليج العربي قبالة سواحل الإمارات، تعتبر بمثابة رسالة من إيران للولايات المتحدة وللدول الحليفة لها والمنخرطة معها في الضغط اقتصاديا وسياسيا على طهران، وذلك رغم محدودية الخسائر التي خلفتها العملية.
ونقلت صحيفة "العرب"عن مصادر قولها في تصريح صحفي اليوم، 14 أيار 2019، إن "الطرف الإيراني هو المستفيد منطقيا من تنفيذ الهجوم المحدود على السفن وذلك بالاستناد إلى التهديدات الإيرانية الصريحة والواضحة بالتعرض للملاحة الدولية في حال منعت إيران من تصدير نفطها".
وأضافت الصحيفة ان "الرسالة وجهت بشكل خاص إلى السعودية، العملاق العالمي في إنتاج وتصدير النفط، وذلك عبر استهداف اثنتين من ناقلاتها كانت إحداهما بصدد التوجه نحو ميناء رأس تنورة لتحميل شحنة من النفط موجهة إلى زبائن شركة أرامكو في الولايات المتحدة، بحسب بيان وزير النفط السعودي".
وأوضحت أن دبلوماسيا خليجيا سابقا أكد ان "العملية تحمل البصمات الإيرانية، مذكرا بأن لإيران سوابق في التعرض للملاحة البحرية بهذه الطريقة سواء خلال الحرب ضد العراق في ثمانينات القرن الماضي، أو حديثا قبالة السواحل اليمنية عن طريق وكلائها الحوثيين الذين زودتهم بتقنيات ووسائل استهداف السفن ودربتهم على استخدامها، ومن ضمنها الألغام البحرية والزوارق الصغيرة المفخخة".
ووصف الدبلوماسي "تخريب البواخر" بأنه لعب خطير على حافة الهاوية إذا ثبتت نسبة المسؤولية عنه لإيران، وستكون له تداعيات كبيرة وعواقب وخيمة على طهران، معتبرا أن "لإيران من الدوافع القوية ما يكفي لإقدامها على مثل ذلك العمل الطائش وأهمها الضغوط الاقتصادية الشديدة المسلطة عليها وحالة الاحتقان التي يشهدها الداخل الإيراني جراء سوء الأحوال الاجتماعية".
من جانبه رجح مسؤول أميركي وقوف إيران وراء العمليات التخريبية، التي استهدفت 4 ناقلات للنفط قرب سواحل الإمارات، حيث نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن المسؤول، الذي طلب عدم ذكر اسمه، قوله إن الأدلة المتوفرة حتى الآن بشأن ما حدث ليست قاطعة، وإن فريقا أميركيا يساعد الإمارات في فحص السفن المتضررة.
وكانت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية، أعلنت في وقت سابق تعرض أربع سفن شحن تجارية مدنية من عدة جنسيات لعمليات تخريبية بالقرب من المياه الإقليمية للدولة، باتجاه الساحل الشرقي بالقرب من إمارة الفجيرة ومن المياه الإقليمية وفي المياه الاقتصادية لدولة الإمارات.
وجاء استهداف السفن بالتزامن مع حملة تهديدات شنتها إيران بعد اشتداد الضغوط الأميركية عليها وبعد تصنيف حرسها الثوري كمنظمة "إرهابية"، حيث سبق للحرس الثوري الإيراني أن هدد بإغلاق مضيق هرمز ردا على مساعي الولايات المتحدة لمنع تسويق النفط الإيراني.
يذكر انه يمر عبر مضيق هرمز الذي تهدد إيران بغلقه، حوالي خمس الكمية المستهلكة من النفط يوميا في العالم، والمقدرة بحوالي مئة مليون برميل.