اخبار العراق الان

إختطافُ الموصل ثانيةً !

إختطافُ الموصل ثانيةً !
إختطافُ الموصل ثانيةً !

2019-05-17 00:00:00 - المصدر: وكالة الحدث الاخبارية


علي الشمري

محافظٌ للموصل من ابنائها الحريصين والنزهين ، هذه هي الفكرةُ المشروعة الاولية التي طرحها رئيس مجلس النواب العراقي السيد محمد الحلبوسي بصفته رئيساً للسلطة التشريعية التي اقالت المحافظ السابق (نوفل العاكوب) المتهمُ بملفات فساد متراكمة كما تبين دوافع اقالته وليس بصفته ممثلاً لجماعة او تكتل او مسار مذهبي او مناطقي.
هذا المقترحُ الذي لايختلف عليه رأيان في العراق ، حاول البعض خلط الاوراق فيه ولجعله عرضة للمساومة والمناورات التي تمس كرامة الموصل واهلها الاصلاء ، حين دخلت على خط ومبدأ اختيار محافظ جديد لها جهاتٌ وشخصيات من مناطق وجماعات وأحزاب أخرى ليست من أرضها ولسيت لها أي دور في ماضيها وحاضرها أو مستقبلها.

كيف تم التآمر وخلط الملفات ؟ ، لقد حدث بالالتفاف على مشروعية انتخابات نزيهة وطنية في الموصل بحجة دخول المحاور والتكتلات المذهبية ، حيث يدعي هؤلاء قدرتهم على فرض شخص على أهل الموصل محافظا يدير شؤونهم بحجج واهية رغم خصوصية الظروف الاستثنائية الحالية التي مرت و تمر بها المدينة الخارجة توا من جحيم داعش والتي كانت عنوانا عراقيا موحدا سالت على ترابها دماء العراقيين جميعاً وعاد اهلها الى ديارهم المحطمة وشتاتهم الشاسع ، فقد استغل هؤلاء هذا (الزاغور السياسي) بتنصيب شخصية وبإنتخابات غير نزيهة داخل مجلس محافظتها و بصفقات مشبوهة ، و مساومة بمصيرها مع اي طرف مهما كان الثمن ودون وجع قلب لانها ليست محافظتهم وليسوا من أهلها و سكانها ، فمالذي يوجع قلب خميس الخنجر الذي ناصر الدواعش يوما ما ، او أبو مازن الذي لاحاجة لذكر تاريخه (النظيف!) أو غيرهم ممن ركب العربة معهم ، مالذي يوجعهم اذا ما حظيت الموصل بمحافظ وفق مصالح و صفقات مهما كانت سيرته ، لاسيما والموصل كما ذكرنا تحتم على الجميع مراعاة التحسسس النفسي والسياسي الذي يشعر به الناس ازاء مستقبل مدينتهم ، خاصة وان الشخصيات المذكورة والذين قدموا معهم بمختلف العناوين معروفون بمشاكل مالية كبرى وتمويل غامض طيلة عملهم السياسي وان الموصل بالمساعدات والتخصيصات المحلية والدولية ستكون غنيمة جاهزة لهم ولذيولهم التي ستحكم المحافظة .
هذه هي كل القصة التي تصرّف الحلبوسي فيها تصرف الشجعان المخلصين لشعبهم وخياره الوطني العام في عموم العراق والمحلي داخل المحافظة الواحدة ، وهو تصرف مسؤول ليس كما تصفه الحملة المسعورة بانه فرضٌ حزبي أو لمصلحة تكتل كما هم يفعلون ، ان افشال المخطط الذي عمل عليه المستوطنون سياسيا لاختطاف المدينة بمرشح عبر رشى مال سياسي مشبوه ، وهم تحديدا من اعضاء تحالف المحور السابق هو السبب في الهستيريا التي افتعلوها واعطوا انطباعا عن قدرتهم على اقالة رئيس مجلس النواب الحالي بحجة انه نقض عهودهم ، وهي عبارة مردودة لهم وحجة عليهم ، بل هي عنوان تميز للحلبوسي في منصبه لانه احترم اللحظة التي انتُخبَ فيها رئيسا للبرلمان وتصرف ممثلا للشعب كله غير خاضع لعهود او اتفاقات مرحلية مع حزبه او جماعته ..
هنا نجح الحلبوسي عراقيا في انه لم يخضع لسطوة تحالف رشحه يوما، وفضل العراق كله على مصلحته الضيقة ، كما انه نجح وطنيا في اقتراحه الموضوعي الصحيح لان يكون لاهل الموصل محافظ يتفق اهلها عليه دون ضغوط خارجية او مساومات او فتح بورصة للمزايدات المالية كما فعلها الفاسدون الذين كشف الشعب كله فعلتهم ودورهم ولصوصيتهم في هذا الملف الصعب.

على هذه القاعدة المتينة سياسيا واجتماعيا ، سيتصدى الموصليون لجميع الوجوه التي انكشفت وخاب ظنها وسينثرون اموالهم التي يعرضونها على اجسادهم وهم راجفون ، كما سيتصدى المناصرون لمنطق الحلبوسي الوطني والمهني لتلك الجيوب التي تتسلل الى ارادة اهل الموصل وتخلط الاوراق وتتهم الشرفاء ، وهو تصدي كبير وقوي ومتسلح بالقانون وقيم المجتمع والدستور ، فهذه المرة لن تمر الكبائر السياسية بسهوله دون وضع حد لها وفضح مرتكبيها من الفاسدين و صُناع الإرهاب .