اخبار العراق الان

تصاعدت خلال الساعات الماضية وتيرة التوتر في منطقة الشرق الأوسط على خلفية قيام الولايات المتحدة ودول أخرى، بسحب أغلب موظفيها من سفاراتها في بغداد ومستشاريها العسكريين، وتوجيه رعاياها بعدم السفر إلى العراق جراء المخاطر، وسط استعدادات عراقية لمواجهة تداعيات تصاعد الصراع الأميركي الإيراني.

 وذكرت صحيفة "القدس العربي" في تقرير لها نشر امس السبت، 18 أيار 2019، ان هذه الخطوات تعيد للأذهان ذكريات أجواء القصف الأميركي للعراق في مناسبات سابقة وخاصة بعد غزو الكويت عام 1991، مشيرة إلى انه "سيناريو مكرر" عندما سحبت الولايات المتحدة والدول الغربية رعاياها والمفتشين الدوليين من العراق وحشدت قواتها في المنطقة، تمهيدا لبدء الغزو عام 2003 حيث تتسارع الأحداث الآن مع قناعة تامة لدى العراقيين بأن بلدهم سيكون حتما إحدى ساحات المواجهة المتوقعة بين الطرفين.

وأضاف التقرير ان "مخاوف العراقيين وشعوب المنطقة زادت بعد تصاعد الاعتداءات على السفن التجارية للإمارات والسعودية في الخليج العربي مؤخرا إضافة إلى تعرض منشآت نفطية سعودية إلى هجمات بطائرات دون طيار، في ما يبدو انها رسائل إيرانية بأن المواجهة إذا ما وقعت ستكون شاملة في المنطقة".

فيما أكد مسؤولون أميركيون أن "سحب دبلوماسييهم من العراق سببه معلومات استخبارية جديدة عن تهديد وشيك وحقيقي على صلة مباشرة بإيران، حيث أصدرت السفارة الأميركية في بغداد، بيانا دعت فيه مواطنيها إلى عدم السفر للعراق، والإجراء ذاته اتخذته دول أخرى مثل هولندا وألمانيا التي سحبت مستشاريها العسكريين المتواجدين مع الجيش العراقي والبيشمركة".

وأوضح التقرير انه "في ظل المخاوف من تداعيات اندلاع النزاع، تصاعدت في العراق دعوات لمواجهة الحالة المتوقعة، ومنها إعلان حال الطوارئ لمواجهة التداعيات والتطورات على الساحة العراقية، فيما دعت اللجنة المالية في مجلس النواب، وزارة النقل لاتخاذ إجراءات احترازية سريعة لحماية الموانئ والأسطول البحري العراقي، مشددة على ضرورة البحث عن خطط للطرق البديلة للنقل وحركة التجارة في حال نشوب أي تصادم حربي في المنطقة".

وأشارت الصحيفة إلى ان "اجواء من التوجس الحقيقي تسود الشارع العراقي من تداعيات أمنية لأي نزاع أميركي إيراني على الأوضاع الداخلية في البلد الذي أنهى لتوه حربا مدمرة ضد تنظيم داعش، حيث أكدت مصادر عسكرية أن القيادات العسكرية في الجيش وجهت مقاتليها لرفع مستوى الجاهزية وأخذ الحيطة والحذر من استغلال الخلايا النائمة لتنظيم داعش اندلاع النزاع لرفع مستوى هجماتها الإرهابية في مختلف أنحاء البلاد".

وبينت ان "اندلاع اشتباكات في النجف سقط فيها قتلى وجرحى بين أنصار التيار الصدري وبعض قياداته المتهمة بالفساد، أثارت أيضا مخاوف من استغلال بعض التنظيمات المسلحة أجواء الصراع الأميركي الإيراني لنشر الفوضى وتصفية الحسابات وإعادة الصراع الطائفي في العراق".

وكان مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، أعلن في وقت سابق، عن إرسال حاملة الطائرات ابراهام لينكولن ومعها أربع قاذفات استراتيجية من نوع B52s إلى منطقة الشرق الأوسط بهدف ايصال رسالة واضحة وصريحة للنظام الإيراني من مغبة القيام بأي اعتداء ضد القوات الأميركية.

ر.إ