اخبار العراق الان

هكذا كان العراق قبلة العلم والكرم

هكذا كان العراق قبلة العلم والكرم
هكذا كان العراق قبلة العلم والكرم

2019-05-20 00:00:00 - المصدر: وكالة الحدث الاخبارية


زمان الدراجي

صيام مقبول وافطار شهي بإذن الله،
في رمضان احدى اعوام السبعينيات من القرن الماضي حدثت هذه القصة الحقيقية !
حدثني صديق لي يعيش خارج العراق لانه هارب بسبب انتمائه لجهة سياسية غير الحزب الحاكم ؟ كان يبحث عن عمل والتقى بمدير احدى الشركات طلباً للعمل لانه في فاقة مالية وشرح قصته له وكان ذلك في شهر رمضان وهو صائم ! فعندما عرف انه من العراق وبدون ان يساله عن شهاداته واختصاصه اصدر امر بتعينه وبراتب شهري مميز يدفع مقدماً له ! اثار استغرابه لتصرفه والدمعه في عين المدير ! فاجئه المدير وقال ! انتم من لكم الفضل في الذي انا فيه ومن معي مجموعة اخرى بينهم السفير والوزير ورجل الاعمال من مدينة سراييفوا اليوغسلافية سابقاً ؟ حيث خصصت حكومة العراق في بداية الستينات منحة دراسية مجانية للطلاب الفقراء وكنا اريعة من يوغسلافيا ، سافرنا الى العراق بداية رمضان واعتذرت وزارة التعليم عن استقبالنا او صرف المخصصات لنا لعدم وصول اشعار من يوغسلافيا باوراقنا الرسمية وعلينا الانتظار حتى تاتي الاوراق ! فما كان منا الا ان نذهب الى احدى الفنادق البسيطة في شارع السعدون ! على قدر ما نملك ولمدة يومان فقط ، طالت المدة ولم نحصل على المنحة ! وكنا نتختل من صاحب الفندق حتى حظى بنا واستفسر منا فقلنا له الحقيقة !! حتى اننا اكلنا الخبز فقط في كل الاوقات ، هددنا السيد عدنان صاحب الفندق لمدة اسبوع لحين انتهاء عطلة العيد، ثم اتفق مع صاحب احدى المطاعم الحجي حسين لتناول وجبات الفطور والسحور في مطعمه على حساب السيد عدنان ، واتصل بالخياط سركيس لايجاد بدلات لنا على امل التسديد بعد اسبوع ! صرف السيد عدنان مصرف جيب يومي يكفي الحاجه ! كل هذا حدث في اقل من ساعة ! ونحن في حيرة من امرنا !! جائنا الفرج بعد عطلة العيد بيوم ، واستلمنا المنحة ! وذهبنا الى السيد عدنان فاخذ منا مقدار المصرف اليومي فقط ! وقال من اليوم ستدفعون للفندق ! ثم ذهبنا الى المطعم لدفع الحساب فقال الحاج حسين ستدفعون من اليوم وصاعداً ، وذهبنا الى الخياط فانكر انه يعرفنا ولم يرضى ان يستلم مبلغ البدلات !! خرجنا مذهولين لما يحدث لنا في هذا البلد !! عرفنا وقتها معنى العروبه والاسلام وعرفنا العراق ! ومنذ ذلك اليوم ونحن نتمتع بخير العراقيين ! هكذا كانوا العراقيون اهل طيبة ونخوة وشهامة وكرم ،
اليوم البعض من ابناء البلد يطرد الفقير والمحتاج بل ويسرقه ومستعد ان يسرق البلد كله ، وانا اشاهد رجل كبير يتسوق لرمضان فسرقوا ماله في السوق ! ولم يأبه له احد !! ورأيت عوائل بلا مأوى ولا فطور في شهر رمضان يتصدق عليهم بعض الناس ؟ فلا حكومة لهم ولا رجال دين مسؤولين يدعونهم للصوم والصلاة دون ان يمدوا لهم ذراع المساعدة والرعاية ؟ الله الاكبر والاكرم !