اخبار العراق الان

أربيل (كوردستان 24)- نأت فصائل شيعية مسلحة مدعومة من ايران بنفسها عن الهجوم الصاروخي على المنطقة الخضراء مساء يوم السبت، وحذرت في الوقت نفسه من أن نشوب أي حرب شاملة بين الولايات المتحدة وايران "ستحرق" العراق بالكامل.

وأُطلق صاروخ كاتيوشا مساء يوم امس على المنطقة الخضراء شديدة التحصين ببغداد والتي تضم مقرات حكومية وسفارات أجنبية لكنه لم يؤد إلى سقوط ضحايا. وسقط الصاروخ في قلب المنطقة الخضراء وعلى مقربة من النصب التذكاري للجندي المجهول.

ويقع نصب الجندي المجهول على بعد نحو نصف كيلومتر شمالي مجمع السفارة الأمريكية التي اطلقت صفارات الانذار بعد الهجوم.

"هجوم مجهول"

لا تُعرف بالضبط الجهة التي اطلقت الصاروخ، لكن مصدراً امنياً ابلغ كوردستان 24 بأن قوات الأمن عثرت على منصة الاطلاق قرب الجامعة التكنولوجية وعلى مسافة قريبة من الطريق السريع ضمن منطقة تنشط فيها الكثير من الفصائل الشيعية المسلحة.

وقال هادي العامري الذي يتزعم منظمة بدر وائتلاف الفتح في بيان إن "المسؤولية الوطنية والدينية والتاريخية تحتم على الجميع ابعاد شبح الحرب عن العراق اولا وعن كل المنطقة ثانيا".

وأضاف العامري، وهو قيادي كبير في الحشد الشعبي، "اذا اشتعلت الحرب لا سمح الله فسوف تحرق الجميع، ولذا فأن كل من يحاول اشعال فتيل الحرب انطلاقا من العراق اما جاهل او مدسوس".

واتهم العامري، اسرائيل بأنها الدولة الوحيدة التي "تدفع" باتجاه اندلاع الحرب.

"غير مبرر"

قالت كتائب حزب الله العراقية، التي تدعمها إيران، في بيان إن قصف المنطقة الخضراء "غير مبرر وتوقيته غير ملائم ولا يصب بالمصلحة العامة".

وقال زعيم جماعة عصائب اهل الحق قيس الخزعلي في بيان "‏نحذر من عمليات خلط الأوراق التي يراد منها ايجاد ذرائع الحرب ويراد منها الأضرار بوضع العراق السياسي والاقتصادي والأمني".

ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية إن الصاروخ الذي سقط على المنطقة الخضراء "ضعيف النوعية".

وأشار المسؤول الامريكي الى إنه لم تعلن أي جهة حتى الآن مسؤوليتها عن الهجوم وإنه لم يؤثر على أي منشأة تشغلها الولايات المتحدة.

وكانت السلطات الأمريكية قد أجلت الأسبوع الماضي الموظفين غير الأساسيين من السفارة الأمريكية ببغداد والقنصلية في أربيل.

"اوامر عليا"

قال مصدر سياسي على صلة بمجريات الأحداث إن معظم الجماعات الشيعية المقربة من ايران لها "مرجعية موحدة" تتمثل بالمرشد الايراني الأعلى علي خامنئي، وإن هناك "أوامر عليا" بعدم استهداف المصالح الاجنبية في العراق على الاقل في "الوقت الراهن".

وأضاف المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه "يبدو أن الذين اطلقوا هذا الصاروخ يريدون أن تنطلق شرارة الحرب من العراق.. هذا امر مستبعد، لأنه غباء. الأمريكيون يدركون ذلك جيداً".

وعندما سُئل عما اذا كان هجوم الأمس قد يفاقم التوتر، قال المصدر لكوردستان 24 "نعم قد يكون له تأثير اعلامي بالدرجة الاساس.

"وقد يحرج الفصائل الشيعية ويحرج (رئيس الوزراء عادل) عبد المهدي".

"نهاية العراق"

قال زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر "لست مع تأجيج الحرب بين ايران وامريكا، ولست مع زج العراق في هذه الحرب وجعله ساحة للصراع الايراني الامريكي".

وأضاف الصدر في بيان نشره على حسابه في تويتر "نحن بحاجة الى وقفة جادة من كبار القوم لإبعاد العراق عن تلكم الحرب الضروس التي ستأكل الاخضر واليابس فتجعله ركاما... اننا بحاجة الى ان يرفع الشعب العراقي صوته منددا بالحرب وبزج العراق بالحرب".

ويعتبر الصدر من اشهد المناهضين للوجود الامريكي لكنه في الوقت نفسه يطرح نفسه منتقداً- ولو بصورة ضمنية- للتدخلات الايرانية في بلاده.

وقال الصدر "إذا لم يقف العراق وقفة واحدة وجادة فستكون تلك الحرب نهاية العراق فيما لو دارت رحاها ولقد اعذر من انذر".

"منصة ايرانية"                                    

تداولت وسائل إعلام محلية صورة لمنصة الصاروخ وبدت تشبه كثيراً تلك المنصات التي كانت تطلق الصواريخ باتجاه المنطقة الخضراء منذ عام 2003. ولطالما تبنت الجماعات الشيعية معظم هجمات المنطقة الخضراء وتحديدا مجمع السفارة الامريكية.

وبحسب موقع (واشنطن إغزامينير) فان صاروخ الكاتيوشا الذي اطلق على السفارة الأمريكية في بغداد هو نفس النموذج الذي تستخدمه إيران.