مؤتمر مكة ..الملك سلمان يحذر من محاولات اختطاف المجتمع الإسلامي بعيدًا عن الوسطية
(المستقلة)..حذر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود من محاولة بعض الجماعات اختطاف المجتمع الإسلامي يمينًا ويسارًا بعيدًا عن الوسطية والاعتدال، مؤكدًا على الدور الأصيل للمملكة في التصدي لكل ما يسيء إلى سماحة الإسلام.
وقال سلمان ، في كلمة القاها نيابة عنه الأمير خالد الفيصل في افتتاح أعمال مؤتمر “قيم الوسطية والاعتدال” واللقاء التاريخي لإعلان وثيقة مكة المكرمة، الذي تنظمه رابطة العالم الإسلامي، بمشاركة أكثر من 1000 من العلماء والمفتين وكبار المسؤولين في العالم الإسلامي، أن المملكة أدانت دومًا كافة أشكال التطرف والعنف والإرهاب، وواجهتها بالفكر والعزم والحسم، وأكدت براءة الإسلام منها، وطالبت بأن تسود قيم العدل المجتمعات الإنسانية كافة، وأخذت على عاتقها العمل على نشر السلام والتعايش بين الجميع، وانشأت لذلك المراكز والمنصات الفكرية العالمية”.
كما جدد الدعوة إلى إيقاف خطاب العنصرية والكراهية أياً كان مصدره وذريعته، وضرورة الإصغاء لصوت الحكمة والعقل، وتقبل مفاهيم التسامح والاعتدال، مع تعزيز ثقافة التوافق والتصالح، والعمل على المشتركات الإسلامية والإنسانية.
من جانبه قال رئيس جمهورية الشيشان رمضان أحمد قديروف في كلمته إن المملكة تعمل على توحيد المسلمين، ولم شملهم، وترفع راية محاربة التطرف والإرهاب، وطالب بالوقوف صفًا واحداً مع المملكة العربية السعودية في حربها ضد التطرف والإرهاب، لافتًا الشيشان عانت من حروب طاحنة دمرت وأهلكت كل شيء أتت عليه.
وشدد قديروف على أن الإرهاب لا دين له، وطالب بمكافحة ومحاربة هذا الداء الخطير بشتى الوسائل.
أما مفتي عام المملكة عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، فأكد أن نصوص الكتاب والسنة تضافرت على تقرير مبدأ الوسطية والاعتدال في هذا الدين الذي جاء لهداية البشرية جميعاً، فجاء في كتاب الله عز وجل أن أمة محمد صلى الله عليه وسلم أمة وسط خيار بين الأمم، قال تعالي (وَكَذَلِكَ جَعَلًنّاكُمّ أُمُّةً وَسَطَّا لِتّكُونُوا شُهّدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيّكُونَ الرَّسُولُ عَلَيّكُمُ شَهِيدَّا).
وقال: “إن كان هناك من حاد عن هذا المنهج الوسط قديماً وحديثاً فإنما هم من المتنطعين الذين أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأنهم هم الهالكون والمنحرفون عن الجادة المستقيمة إما بغلوهم وإفراطهم أو بتفريطهم وتقصيرهم، لافتًا إلى أن المؤتمر جاء لتجلية هذا الأمر الهام وبيانه وتسليط الضوء على خفاياه وتفاصيله.
بدوره، أوضح الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد بن عبدالكريم العيسى أهمية المؤتمر بكثرة الأطروحات حول قيم الوسطية والاعتدال، مؤكدًا أنها كانت ولا تزال بحاجة إلى إبرازها ببيان علمي، يستعرض النصوص ويوضح دلالاتها، ويكشف أوهام أو تعمُّدَ اجتزائها، ويُبيَّنُ الأخطاء والمزاعم والشبهاتِ في تأويلها أو التقولَّ عليها.
وأكد العيسى أنه تم حصر أكثر من ثمانمائة مادة لجماعة إرهابية واحدة أرسلتها عبر مئات الآلاف من الرسائل تلقاها كل مستهدف بها عبر وسائل التواصل والاتصال، مؤكدًا أن الفكر الإرهابيً لم يقم على قوة عسكرية، بل على أيديلوجية متطرفة، استغلت المشاعرَ الدينيةَ غيرَ المحصنة فكان من أثر شرورها ومجازفاتها ما أصبح محل اهتمام العالم بأسره، وغير خاف ما نتج عنه في تصور البعض من إساءة خاطئة للإسلام والمسلمين.
وفي السياق، أكد عبدالله بن بيه رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، أن الوسطية هي ناموس الاكوان وقانون الأحكام وهي ميزان الشريعة الذي لا افراط فيه ولا تفريط، ميزان ينبذ الغلو والخروج عن الاعتدال والتجاوز عن المعهود والمطلوب في الأقوال والأفعال ويرفض المبالغة والشدة والتجاوز عن حدود المطلوب”.
بينما تطرق شوقي علام مفتي الديار المصرية، إلى ما تتعرض له المملكة قيادة وشعبًا، والمنطقة بأسرها، من حملات إرهابية إجرامية، وهجماتٍ مغرضة شرسة، على الصعيدين الداخلي والإقليمي، تقف وراءها قوى شر متآمرة، ترفع راية الشر والدمار والإرهاب، وتدعمُ تلك الجماعاتِ الإرهابيةَ بالمال والسلاح.
كما أكد ضرورة الوقوف إلى جانب الحق والخير والوسطية، الذي ترفع رايته السعودية، وكافة دول المنطقة التي لم تتورط في دعم الإرهاب، فرض عين وواجب على كل مسلم، وهو أيضًا واجب أخلاقي ومبدأ إنساني، تدعمه دول المجتمع الدولي بموجب المواثيق والعهود الدولية الداعمة والمؤيدة للخير والسلام.