خطة امنية مشتركة بين وزارتي "الداخلية والدفاع" للحد من هجمات بقايا "داعش"
دشنت وزارتا الداخلية والدفاع، أخيراً، خطة أمنية مشتركة في مدن شمالي وغربي ووسط العراق للحد من هجمات بقايا "داعش"، حيث تعتمد الخطة على عدة مراحل من شأنها اضعاف التنظيم والتضييق على حركته.
وذكر موقع العربي الجديد نقلا عن مسؤولين في بغداد، اليوم الاثنين (27 آيار 2019)، إن الخطة الأمنية المشتركة تهدف للحد من هجمات واعتداءات، بدت واضحة خلال الأيام الماضية لتنظيم "داعش"، مشيرين إلى أنها "تتضمن مراحل عسكرية واستخبارية تم اعتمادها وستجعل بقايا تنظيم داعش، أكثر ضعفا وأقل حركة".
ووفقاً لقائد عسكري، تحدث، شريطة عدم ذكر اسمه، من مقر وزارة الدفاع في بغداد، فإن الخطة تهدف للحد من عمليات إرهابية لخلايا تتبع تنظيم "داعش"، وتحاول من خلالها إيصال رسائل بأن التنظيم ما زال قوياً على عكس الواقع الحالي.
وأضاف أن "الخطة الجديدة التي جرى إعدادها تعتمد بشكل مباشر على المعلومات الاستخبارية التي يتم الحصول عليها من قوات الأمن بجهود خاصة أو من خلال تعاون المواطنين".
وأكد القائد االعسكري ذاته، أن "القوات العراقية نجحت في بناء شبكة مصادر قوية داخل المدن المحررة، ساعدها في ذلك نقمة الأهالي على التنظيم، وكل من تورط معه أو تعاون بشكل أو آخر معه خلال فترة احتلاله مدنهم".
ولفت في هذا الصدد، إلى "إعادة تفعيل نظام المكافآت المالية لمن يدلي بمعلومات تفضي إلى اعتقال إرهابيين أو إحباط عمليات إرهابية أو ضبط مخابئ سلاح مع التأكيد على سرية هوية المتصل".
وبين أن القوات العراقية نجحت، خلال الأيام الماضية، باعتقال وتفكيك عدد من الخلايا الإرهابية التابعة لتنظيم "داعش"، وتدمير مقرات تابعة لها بصحراء الأنبار، وبادية جزيرة الموصل، وسلسلة جبال حمرين، وهي عبارة عن أنفاق ومخابئ تحت الأرض، وتجويفات وكهوف طبيعية في مناطق جبلية.
بدوره، قال العقيد الركن أحمد الدليمي من قيادة عمليات الأنبار، إن قوات الجيش باشرت بعمليات جديدة في مناطق صحراوية وقرى نائية، بحثاً عن جيوب وعناصر من تنظيم "داعش".
ووفقاً للدليمي، فإن العمليات العسكرية الحالية هدفها إبقاء العنف في أدنى معدل له والمحافظة على ذلك مع استمرار الإيقاع برؤوس التنظيم ومصادر تمويله العسكرية لحين القضاء عليه بشكل كامل.
ولفت إلى أن الكثير من السكان يتصلون ويدلون بمعلومات مهمة حول عناصر التنظيم.
في غضون ذلك، أعلنت قيادة عمليات بغداد، في بيان، اليوم الإثنين، إحباط عملية إدخال سيارة مفخخة إلى بغداد عبر طريق أبو غريب الغربي للعاصمة، مؤكدة تفكيك السيارة دون أي خسائر بشرية أو مادية.
وضربت العراق، خلال الأيام الثلاثة الماضية، هجمات "إرهابية" عدة تسببت بمقتل وإصابة نحو 30 عراقيا غالبيتهم من المدنيين.
وانفجرت سيار مفخخة في بلدة القائم الحدودية مع سورية غربي الأنبار، تلاها تفجير لسيارة مفخخة في بلدة ربيعة غربي الموصل قرب الحدود مع سورية أيضا، عدا عن هجمات مسلحة لتنظيم "داعش" في نينوى وكركوك والأنبار تسببت بمقتل عدد من المدنيين، وكان آخرها، أمس الأحد، إذ تسبب انفجار عبوة ناسفة في بلدة هيت بالأنبار بسقوط ضحايا من أفراد الأمن والمواطنين.
وعدت وزارة الدفاع، أمس الأحد، "هجمات داعش الأخيرة ضمن مساعي التنظيم ليبين أنه ما زال موجوداً على الأرض".
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع، اللواء تحسين الخفاجي، إن "لدى الأجهزة الأمنية معلومات تفيد بوجود مساع لتنظيم داعش للقيام بعملية ضد المواطنين أو الأجهزة الأمنية ليبين أنه ما زال موجوداً على الأرض".
وأشار الخفاجي، في بيان صحافي، إلى "وجود تعاون كبير بين المواطنين والقوات الأمنية"، مبيناً أن "التعاون الحالي وتقديم المعلومة من المواطنين أكبر مما كان عليه عام 2014، وأن المواطن بات يطالب قادة الأجهزة الأمنية والحشد بانتشار قواتهم لحمايته من التنظيمات الإرهابية".
وطالب البيان القوات الأمنية والمواطنين بأخذ الحيطة والحذر والتعاون بالمعلومات لصد أي تعرض يحاول التنظيم القيام به في هذه الأيام أو الفترة المقبلة، مشدداً على أن القوات المشتركة على أهبة الاستعداد لمواجهة أي تحركات لـ"داعش".