اخبار العراق الان

بإدارة طالوت الشروكي وصالح العراقي … سجال “فيس بوك” بين أتباع الصدر والخزعلي وتأكيد على “الأخوة”

بإدارة طالوت الشروكي وصالح العراقي … سجال “فيس بوك” بين أتباع الصدر والخزعلي وتأكيد على “الأخوة”
بإدارة طالوت الشروكي وصالح العراقي … سجال “فيس بوك” بين أتباع الصدر والخزعلي وتأكيد على “الأخوة”

2019-05-30 00:00:00 - المصدر: النور نيوز


النور نيوز/ بغداد

تصاعدت حدة الخلافات زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر وحركة عصائب أهل الحق، إثر “الإساءة ” التي تعرض لها الصدر من قبل النائب عن الحركة سعد الخزعلي، وسط تحذيرات من آثار هذا التصعيد، فيما ذكرت مصادر مطلعة أن زعيم تحالف الفتح هادي العامري دخل على الخط ويستعد لرعاية مبادرة صلح بين الجانبين. 

وقادت صفحتا ”صالح محمد العراقي“ و”طالوت الشروكي” هذا السجال الحاد، ونشرا بيانات ومنشورات تحدثت عن الأزمة وطالبت أتباعهما (العصائب والتيار) بما يجب عليهم فعله.

نواب العصائب يسخرون من مقتدى الصدر

وبدأ السجال عندما تداولت أوساط سياسية على نطاق ضيق محادثة لعدد من نواب العصائب، وهم يسخرون من مقتدى الصدر، حيث صدر بيان من صفحة ”صالح محمد العراقي“ التابعة للأخير تحدث فيه عن مجريات الحادثة.

والعراقي هو شخصية غير معروفة يدير الصفحة، ويعتقد على نطاق واسع أن الصدر يديرها بنفسه.

وجاء في البيان: ”قمتُ بإطلاع سماحته (الصدر) على ما فعله السياسيون في الديوانية وحديثهم ضده فأخذ يقرأ المحادثات.. ثم تَبسم قائلًا: منين ذوله؟ قلتُ له: يمكن من (المصايب)، فأطرق برأسه طويلًا، ثُم قال: وشنو ردة فعل (قيس)!؟ قلت: لحد الآن لم يقل شيئًا“.

وأضاف ”العراقي“ أن الصدر أخبره بأن ”من يعشق السياسة والدنيا أكيدًا ينسى (آل الصدر)، ومن يبدل (مرجعه) بمرجع آخر أكيد يبدل ابنهُ بآخرين“.

وعلى الجانب الآخر، نشر زعيم العصائب قيس الخزعلي تغريدةً مقتضبة قال فيها: ”الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها“، دون أن يوضح ما إذا كان يقصد السياسيين الذين تم تسريب محادثاتهم المسيئة للصدر، أم صفحة صالح العراقي التي جددت إثارة القضية.

لكن صفحة مقربة من الخزعلي وتحمل اسم ”طالوت الشروكي“ نشرت إيضاحًا قالت فيه إن ”هؤلاء المتهمين بأنهم تكلموا ضد سماحة السيد مقتدى الصدر، واحد منهم فقط من (المصايب) واثنان من (بدر) فلماذا ردة الفعل فقط ضد العصائب وعدم التحسس من نواب بدر رغم أنهم أكثر“.

وأضاف الشروكي في منشوره أن “ سماحة الشيخ الأمين (الخزعلي) قام بنفس الليلة بتحويل النائب سعد الخزعلي إلى المكتب التنظيمي للتحقيق معه واتخاذ العقوبات الانضباطية بحقه في حالة ثبوت تقصيره، وكذلك أبلغ سماحته النائب كلاماً قاسياً تمحور حول عدم السماح لأي أحد داخل العصائب بالتكلم ضد السيد مقتدى الصدر لأنه هذا خطأ كبير يمكن أن يستغله من يريد إيقاع الفتنة.

وتابع: “نرجو من الجميع الانتباه إلى خطورة الوضع الذي يعيشه بلدنا الحبيب، وأن الأعداء يريدون به الشر وأفضل سبيل لذلك هو إيقاع الفتنة بين أبنائه وإيجاد الاقتتال الداخلي فلننتبه إلى كلامنا ومواقفنا”.

من جهته أكد النائب عن حركة “صادقون” التابعة للعصائب ثامر ذيبان أن “الحركة ترفض استهداف الرموز الوطنية، بكل طوائفها وقومياتها، فضلاً عن السيد مقتدى الصدر، وقد كان موقفنا واضحاً وصريحاً بشأن رفض أية إساءة تبدر من اي شخص، وقد رفضنا الإساءة التي بدرت من وزير الخارجية البحريني”.

وأضاف في تصريح لـ”النور نيوز” إن “موقف الحركة من تصرف النائب عن كتلة الصادقون مرفوض، وتم تقديم اعتذار من قبل النائب وشُكلت لجنة تحقيقية، التي أصدرت توصياتها وكانت واضحة، وداعية إلى الحوار والتفاهم وبث روح الأخوة والتكاتف ضد أعداء العراق، حيث تعيش المنطقة وضعاً خطراً ولا تحتمل المزيد من التعقيد”.

العامري يقود مبادرة صلح

في الضفة المقابلة، كشف مصدر مطلع أن زعيم تحالف “الفتح” هادي العامري يقود مبادرة صلح وتهدئة بين الجانبين، لوقف التصعيد الإعلامي واحتواء الخلاف بأيسر الطرق، وعدم ترك الخلافات تتصاعد.

وقال المصدر لـ”النور نيوز” أن” مبادرة العامري ربما ستشمل كذلك إجراء صلح بين العصائب وتيار الحكمة، بعد التوترات الأخيرة والسجال الإعلامي بين وسائل الإعلام التابعة لهما على خلفية مقتل صاحب مطعم ليمونة في العاصمة بغداد.

وبحسب مراقبين للشأن العراقي فإن اللجوء إلى الصفحات لإدارة الخلافات يمنح الزعامات السياسية حرية واضحة في التعبير عن آرائهم ومتبنياتهم، دون أن يكون لذلك مسؤولية عليهم، او حرجاً، بداعي أن تلك الصفحات ربما لا يمثلهم.

لكن الصدر أعلن مراراً أن صفحة “صالح محمد العراقي” تمثله وهي ثقته، وأعلن عبرها عدة قرارات تعلق بالحراك الأخير ومساعي الإصلاح التي أعلن عنها الصدر، وكذلك توجيه التظاهرات أو الغائها.

ويرى المحلل السياسي عماد محمد أن “هذا السجال قديم متجدد، بين أتباع وأنصار الصدر، وأنصار حركة العصائب، ومبعثه الأساس الانشقاق القديم الذي قامت به العصائب بزعامة الخزعلي من التيار الصدري، حيث يرفض جماعة التيار الموائمة مع كل الفصائل التي انشقت عن الصدر، وبالتالي فإن الخطأ من غير العصائب ربما سيكون مغفوراً، لكنه لما يأتي من أناس كانوا ضمن التيار فهذا بالتأكيد يسبب احتكاكاً”.

وأضاف محمد لـ “النور نيوز” أن “ما يُخاف من هذا السجال والتوتر بين الجانبين، هو دخول بعض المتطرفين، من الجانبين، أو غير المحسوبين على أحد، أو المندسين، لإضفاء صبغة الصراع المسلح على الواقعة، لا سيما وأن الوقت الراهن من الصعب معرفة حقيقة انتماء الأفراد إلى المجموعات”.

ويلفت إلى “أهمية وقف هذا السجال والاكتفاء بالاعتذار والقبول به، فالساحة العراقية لا تحتمل المزيد من التعقيد والمشكلات الداخلية”.

العصائب تتخذ اجراءات بحق النائب

وفي تفاصيل “الإساءة” ذكر النائب عن كتلة صادقون سعد شاكر الخزعلي أن تلك “المحادثات مفبركة، لكن التحقيقات التي أجرتها حركة العصائب أثبتت صدقيّتها واتخذت إجراءات تنظيمية بحق النائب.

وذكرت وثيقة صادرة من المكتب التنظيمي للعصائب قالت فيه إن تلك العقوبة جاءت بعد مخالفة النائب الخزعلي لضوابط الحركة وثوابتها.

وقررت الحركة معاقبة الخزعلي بالإنذار، وإلزامه بتقديم اعتذار رسمي، إضافة إلى تقديم تعهد خطي أمام المكتب التنظيمي بعدم مخالفة ضوابط الحركة وثوابتها مستقبلاً.

كما قدم النائب سعد الخزعلي اعتذاراً إلى زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بشأن “الإساءة”.

وذكر الخزعلي في تغريدة عبر “تويتر” إنه “إيماناً مني بضرورة درء الفتنة التي يريدها الأعداء للعراق واهله، وامتثالاً لأمر حركة عصائب أهل الحق، واحتراماً وتقديراً لسماحة السيد مقتدى الصدر، فإني اقدم اعتذاراً رسمياً والعذر عند كرام الناس مقبول”.

لكن هذا الاعتذار والعقوبات التي صدرت بحق الخزعلي لم تكن راضية للتيار الصدري، الذي قال إنها “غير كافية ولا مقبولة”، داعيا إلى محاسبته “حسابًا عسيرا”.

وقال النائب عن التيار جمال فاخر في تصريح صحفي إن البيان الذي أصدرته حركة عصائب اهل الحق، بشأن إساءة النائب عنها سعد شاكر الخزعلي لمقتدى الصدر، خجول وغير كافِ ولا مقبول، وكذلك بالنسبة للعقوبة التي اتخذتها بحقه، خصوصا وأن الاعتداء والاساءة صدرت من نائب يمثل العصائب بحق رمز من رموز العراق”.

انشر على مواقع التواصل !

Post Views: 7