اخبار العراق الان

عاجل

تسلم مصر للإرهابي العشماوي يمثل ضربة قاضية للارهاب العابر للحدود

تسلم مصر للإرهابي العشماوي يمثل ضربة قاضية للارهاب العابر للحدود
تسلم مصر للإرهابي العشماوي يمثل ضربة قاضية للارهاب العابر للحدود

2019-05-31 00:00:00 - المصدر: وكالة الصحافة المستقلة


المستقلة – القاهرة – بقلم وليد الرمالي

في ضربة ناجحة لصالح مصر في حربها ضد الاٍرهاب قامت  السلطات الليبية بتسليم الإرهابي هشام عشماوي لمصر على هامش الزيارة الموفقة التي قام بها رئيس جهاز المخابرات المصرية، اللواء عباس كامل خلال زيارته إلى ليبيا، التقى خلالها المشير خليفة حفتر يوم الثلاثاء الماضي .

وعشماوي كان مطلوبا بقوة في مصر لضلوعه في أعمال إرهابية، نفذتها جماعة “أنصار بيت المقدس” التي ينتمي إليها وكان الجيش الوطني الليبي ألقى القبض على الإرهابي المصري، في مدينة درنة شرقي ليبيا، في أكتوبر العام الماضي، في عملية أمنية حاول خلالها تفجير نفسه ولكن محاولته باءت بالفشل .

وقالت قيادة قوات الجيش الليبي في بيان إن تسليم عشماوي جاء “في إطار عمليات مكافحة الإرهاب في شمال أفريقيا وفي ضمن التعاون المشترك مع جمهورية مصر العربية الشقيقة للحرب على الإرهاب”.

ولكن بعد تسلم مصر، مساء الثلاثاء، الإرهابي هشام عشماوي من السلطات الليبية، يطرح المتابعون سؤالا مهما وهو ما الذي ستسفيده مصر منه؟

اولا من هو هشام عشماوي؟
ولد هشام عام 1978 في مدينة نصر في القاهرة، وتخرج من الكلية الحربية عام 2000، كان يعرف بتشدده الديني ونشر عبارات تحريضية ضد الجيش المصري.
فصل من الخدمة العسكرية عام 2009، ثم بدأ في تكوين خلية تابعة لأنصار بيت المقدس الإرهابية عام 2012. وبعدها بسنة، سافر إلى تركيا ومنها إلى سوريا.
في عام 2013، اتهم عشماوي بمحاولة اغتيال وزير الداخلية السابق محمد إبراهيم، كما اتهم بالتخطيط لتنفيذ مذبحة كمين الفرافرة في 2014.
ويواجه أيضا اتهامات أخرى من بينها اغتيال النائب العام السابق هشام بركات، والإعداد لاستهداف الكتيبة “101 حرس حدود” واستهداف مديرية أمن الدقهلية والهجوم على حافلات الأقباط بالمنيا.
وكانت آخر عملية إرهابية لعشماوي، قبل هروبه إلى ليبيا، الهجوم على دورية أمنية في أكتوبر 2017.

ثانيا ماذا ستستفيد مصر من عشماوي؟

وصف محللون القبض على عشماوي حيا بالإنجاز الكبير للأمن المصري بالنظر إلى “الأهمية البالغة” للضابط المتمرس السابق، الذي يعتبر “كنز معلومات”، مما جعله المطلوب الأول لدى قوات الأمن المصرية.
وتكمن أهمية عشماوي في الأسرار الكثيرة والمعلومات الوفيرة التي يخزنها بشأن التنظيمات الإرهابية والتهديدات القائمة، إلى جانب إلمامه التام بما يدور عبر الحدود مع ليبيا، حيث تهرب مجموعات مجهولة الأسلحة إلى داخل الصحراء الغربية.
ويتوقع أن تسفر التحقيقات التي ستجرى مع عشماوي عن مجموعة من الإفادات، بشأن الهجمات الإرهابية التي حصلت في وقت سابق، إضافة إلى معلومات بخصوص المخاطر الذي تحدق بالبلاد، كونه كان إلى وقت قريب على صلة بالمقاتلين والجماعات الإرهابية، وبالتالي فإنه على
دراية بمخططاتهم .

إضافةً إلى عشماوي كان يبايع ويتبع نهج التنظيم الأب للعنف والفوضى في مجتمعاتنا المسلمة “الإخوان، وتنظيم القاعدة”، حيث وجَّه عددًا من تسجيلاته إلى أنصار الجماعة في أعقاب عزل مرسي يحرضهم فيها على الاستمرار في نهج العنف.

وعشماوي هو أحد أهم المطلوبين لدى السلطات المصرية التي تعتبر تسلمه انتصارا كبيرا وللعلم فقد كان يكني بـ”أبي عمر المهاجر”، وهو أحد قيادات تنظيم جند الإسلام المرتبط بالقاعدة. وأسس قبل ذلك تنظيم “مرابطون” الذي نشط في شمال سيناء.
وبالإضافة إلى عشماوي، تم أيضا تسليم حارسه صفوت زيدان وعناصر أخرى مطلوبة للسلطات المصرية.

وكانت محكمة مصرية قد حكمت غيابيا بإعدام عشماوي إثر إدانته بالهجوم على كمين للشرطة والجيش في واحة الفرافرة في منطقة بصحراء مصر الغربية، الذي أسفر عن قتل نحو 30 جنديا مصريا عام 2014.
ومن المنتظر أن تُعاد محاكمة عشماوي في قضايا تتعلق باستهداف وزير الداخلية السابق والنائب العام والجيش والشرطة ورجال القضاء.
كما يُذكر أن المئات من أفراد الجيش والشرطة قد لقوا حتفهم في هجمات أعلن مسلحون تابعون لتنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليتهم عن كثير منها.

والمؤكد ان استعادة الإرهابي هشام عشماوي ضربة قاضية للإرهاب العابر للحدود الذي لا يعبأ بالتراب الوطني كماان الجهود المصرية الرامية لتجفيف منابع الإرهاب والتطرف في الداخل والخارج لتأمين العمق الاستراتيجي المصري تكللت بالنجاح

وتكشف تلك الجهود المصرية عن رؤية استراتيجية شاملة لمحاربة ومكافحة الإرهاب واستئصاله في المهد، سواء في الداخل “العملية الشاملة سيناء”، أو في دول الجوار ممثلة في دعم الجيش الوطني الليبي .

ويتضح للعيان الان أن جهود الدولة المصرية في محاصرة الإرهاب في الداخل والخارج، وبناء تحالفات إقليمية ودولية لمواجهة التحديات الراهنة والمستقبلة هو أكبر صمام أمان لحفظ أمن واستقرار المنطقة، الأمر الذي يساعد على بدأ دوران عجلة التنمية في المنطقة وازدهار شعوبها بعد سنوات من عدم الاستقرار على أيدي الميليشيات والجماعات الإرهابية التي عاثت في المنطقة فسادًا.

كما أن الرؤية المصرية الثاقبة في التعاون مع الجيش الوطني الليبي وتأمين الحدود الغربية للدولة المصرية وكذلك الحدود الشرقية والجنوبية وغلق الأنفاق وتفكيك الخلايا الإرهابية العنقودية للجماعات الإرهابية تثبت أن الدولة المصرية تسير بخطى ثابتة وواثقة في القضاء على الإرهاب وتجفيف منابعه وملاحقة عناصره داخل الحدود المصرية وخارجها.

وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي إن “الحرب ضد الإرهاب لم تنته”، مثنيا على دور الجيش المصري في هذه الحرب.

وأشاد الرئيس السيسي بتسليم عشماوي. وقال في تدوينة على حسابه بمواقع التواصل الاجتماعي: “الحرب ضد الإرهاب لم تنته ولن تنتهي قبل أن نسترجع حق كل شهيد مات فداءً لأجل الوطن”.
حفظ الله مصر والمصريين

المقال  منشور بالتزامن مع صحيفة الجمهورية المصرية

wlydalrmaly@gmail.com

تسلم مصر للإرهابي العشماوي يمثل ضربة قاضية للارهاب العابر للحدود