اخبار العراق الان

خمسة أعوام على سقوط الموصل .. ليلة الحدباء المظلمة لم تنته بعد “تقرير”

خمسة أعوام على سقوط الموصل .. ليلة الحدباء المظلمة لم تنته بعد “تقرير”
خمسة أعوام على سقوط الموصل .. ليلة الحدباء المظلمة لم تنته بعد “تقرير”

2019-06-12 00:00:00 - المصدر: النور نيوز


النور نيوز/ بغداد

مرت الذكرى الخامسة لسقوط الموصل بيد تنظيم داعش لتعيد إلى أذهان سكانها ذكرى مؤلمة ومأساة كبيرة، إذ وصف هذا الحدث بأنه تاريخي وعالمي، تسبب بانهيار أركان الدولة العراقية، وسيطرة تنظيم داعش على ثلث أراضي العراق، وخسارة قدرت في وقتها بنحو 23 مليار دولار.

وعود كاذبة

بعد يومين من سيطرة داعش على الموصل خرج رئيس الوزراء الأسبق والقائد العام للقوات المسلحة في وقتها نوري المالكي، وقال “سنستعيد الموصل خلال 24 ساعة”، لكن الأمر تطلب أكثر من ثلاث سنوات بعمليات عسكرية استمرت لأكثر من تسعة أشهر، قتل خلالها الالآف من أبناء المدينة من المدنيين ومنتسبي القوات العسكرية والأمنية، وسحق البنى التحتية للمدينة من مستشفيات وجسور وطرق وجامعات ومدارس ومصانع وأسواق، والآف المنازل.

لجنة تحقيقية

بعد السقوط بأشهر شكل البرلمان العراقي لجنة للتحقيق بالأسباب والأشخاص المتسببين، ورفعت اللجنة بعد انتهاء عملها تقريراً إلى رئيس مجلس النواب السابق سليم الجبوري، تضمن تحميل المالكي ومسؤولين سياسيين وعسكريين سابقين بينهم قائد عمليات نينوى مهدي الغراوي وقائد القوات المشتركة عبود قنبر، وقائد القوات البرية علي غيدان، مسؤولية سقوط المدينة، وصوت البرلمان في وقتها على إحالة التقرير وكامل ملف التحقيق، على القضاء.

وقال الجبوري إن” المجلس صوت على إحالة الملف بما فيه من حيثيات وأدلة وأسماء”، مؤكداً أنه “لم يستثن فقرة من التقرير ولم يستثن شخصاً ما”.

اليوم يتساءل الموصليون أين وصلت عملية محاسبة المتسببين بسقوط مدينتهم، لماذا التستر على النتائج والأسماء التي وردت بالتقرير ولا زالوا حرين طليقين.

ماهي الاجراءات؟

يقول الاستاذ الجامعي ياسر خليلي ” من يتحمل مسؤولية مقتل آلاف المدنيين ودمار مدينتنا، لماذا لا تحاكم الأسماء التي وردت في تقرير لجنة سقوط الموصل، لماذا التستر عليهم وعدم إخضاعهم للقانون”.

وأضاف لـ”النور نيوز” نطالب مرة اخرى بإعلان نتائج التقرير والاسماء التي وردت فيه، وإعلان الإجراءات المتخذة بحقهم، فهل يعقل ان يمر هذا الحدث البشع مرور الكرام”.

وبرز اسم اللواء مهدي الغراوي قائد العمليات في وقتها كأحد المتسببين بسقوط المدينة، ورغم أن الغراوي يواجه محاكمة عسكرية بتهمة التقصير، إلا أن الجهة التي أصدرت أمر انسحاب القوات لا تزال غير واضحة.

يرفض الغراوي الاتهامات بمحاولة الهروب من المعركة، ويلقي اللوم على واحد من بين ثلاثة أشخاص بإصدار الأوامر النهائية: عبود قنبر نائب رئيس الأركان وقتها، وعلي غيدان قائد القوات البرية، ورئيس الوزراء العراقي آنذاك نوري المالكي الذي كان يوجه كبار الضباط بنفسه.

حقائق مرعبة

وكشف الهجوم على الموصل ضعف الجيش العراقي وهشاشة بنيته العسكرية والاستخبارية.

 يشير تقرير سقوط الموصل إلى حقائق صادمة بالنسبة لعتاد وتعداد القوات، حيث غالبية القوات العسكرية كانت تعاني من شحة شديدة بالأسلحة والذخائر، ونقل ومدرعات ودبابات إلى مناطق اخرى من العراق، كذلك الأعداد المتواجدة على الأرض من أفراد القوات العسكرية أقل بقليل مما هو مفترض أن يكون موجود أو مدون في السجلات بسبب تسرب المقاتلين أو ما عرف لاحقاً بالفضائيين.

يقول ضابط كان في الخدمة ليلة سقوط الموصل:” في إحدى نقاط الدخول كان عدد الجنود ليلة الخامس على السادس حزيران 2014 40 جندياً فقط، وفي كتيبة 17 تموز لم يبق سوى رشاش واحد.

استولى التنظيم يوم السادس على خمس ضواح من ناحية الغرب وهاجم مركز الشرطة في 17 تموز، وبدأ فرار عناصر الشرطة والجيش من الناحية الغربية.

بعد يومين من هجوم داعش على الموصل اي يوم 7 حزيران 2014، ووصل قنبر وغيدان وتوليا المسؤولية الأمنية، قبل أن يتقدم داعش باتجاه فندق الموصل، مع استمرار تقهقر القوات.

غياب الخطط العسكرية

وبحسب تقارير أمنية وعسكرية وشهادات العديد، فأن تعداد عناصر داعش التي شنت الهجوم قدر بـ 400 مسلح استقلوا 100 عربة بعضهم عسكري، ولم تتمكن القوات العراقية من الصمود أمامها أكثر من خمسة أيام حتى انهارت ليلة التاسع على العاشر من حزيران بعد انحساب عبود وكنبر، وأكثر من 400 مقاتل داعشي، عبروا إلى الموصل عصر يوم الثامن، ووقتها نشطت الخلايا النائمة.

تداعيات السقوط

وكانت تداعيات سقوط الموصل بيد داعش ، سقوط ثلث اراضي العراق تحت سيطرته، قيامه بجريمة بشعة باعدام أكثر من 1400 جندي عراقي بعد سيطرته على قاعدة سبايكر الجوية في تكريت، سيطرته على حقول النفط ومصانع ومصافي، فضلا عن ذخيرة ودبابات وحتى صواريخ وطائرات، ثم انتهج داعش بعد ذلك سياسية إجرامية بحث أهالي نينوى ، تمثلت بتهجير المسيحيين والاستحواذ على ممتلكاتهم، وسبي عدة الالاف من نساء وبنات الازيدات وقتل وتهجير الشبك والتركمان الشيعة، يضاف لها إعدامه لأكثر من 5 آلاف عربي سني بتهم مختلفة، واختفاء أعداد كبيرة منهم بعد اعتقالهم قسرياً، وتدمير البنى التحتية للمدينة.

يقول الناشط ريان الحديدي ” إن أحد أسباب سقوط الموصل بيد داعش، هو معاملة الأجهزة الأمنية للأهالي والمواطنين، وفسادها في إطلاق الإرهابيين مقابل مبالغ مالية والزج بالأبرياء في السجون”.

مطالبات سياسية

وطالبت كتلة سائرون النيابية، بعودة ملف سقوط مدينة الموصل إلى الواجهة، فيما دعت إلى التعاطي مع هذا الملف بروح المسؤولية.

وقال المتحدث الرسمي للكتلة حمدالله الركابي في بيان صحفي إن “خمس سنوات مرت على سقوط مدينة الموصل الحدباء، وما زال جرحها شاخصاً في ضمير العراقيين وذاكرتهم، وما زالت تداعيات الكارثة وآثارها ماثلة للعيان حيث يعاني أهلها إلى الآن من التشرد والتهجير وتدمير البنى التحية، وقبل ذلك معاناة الجرحى وفقدان الأهل والأحبة بين شهيد ومفقود”.

وأضاف الركابي، أن “مجرد الاستذكار لهذه الحادثة الأليمة لا يكفي لمعالجة مشكلتها والتخلص من آثارها، بل يجب علينا أن نعيد ملفها الى الواجهة، سيما وإن هناك تقريراً من لجنة الأمن والدفاع النيابية كان قد توصل الى نتائج مهمة بعد دراسة وتحقيق معمقين لأسباب (سقوط الموصل) تم رفعه الى الادعاء العام في حينها”.

وأوضح، أن “إحقاق الحق وتقديم المتسببين بكارثة الموصل إلى العدالة مقدمة لإنصاف أهالي الموصل الحدباء إضافة الى إعادة المهجرين وتعويض ذوي الضحايا وإعمار مناطقهم المتضررة ومحو آثار الدمار والخراب الذي خلفته الحرب فيها”.

من جانبه كشف عضو في لجنة تقصي الحقائق في ملف سقوط الموصل معلومات جديدة حول حقيقة ما حصل في الذكرى السنوية الخامسة للحادثة، لافتاً إلى” التعرض لضغوط سياسية جمدت الملف ومنعت ملاحقة المسؤولين عن ما حصل.

وقال النائب عن محافظة نينوى عضو لجنة تقصي الحقائق في سقوط الموصل حنين قدو في تصريح صحفي “إن ملف سقوط الموصل ترك على الرفوف ولم يقدم المسؤولون عن سقوط هذه المحافظات الى القضاء نتيجة لضغوط سياسية تعرضت لها اللجنة، مؤكدا أهمية دراسة الملف مجدداً من قبل هيئة قضائية مهنية ومحاسبة كل من يثبت تقصيره في هذه الحادثة دون استثناء”.

وأضاف القدو”  أن اللجنة توصلت إلى حقائق وأسباب إلى سقوط المحافظة، إذ كان بعضها سياسي والاخر طائفي والاخر ناتج عن سوء الادارة من قبل الحكومة المحلية والاتحادية في التعامل مع المحافظات الغربية”.

وأوضح” أن السبب الثاني كان بسبب القيادات الأمنية التي لم تكن تنقل صورة دقيقة عن واقع المحافظة الأمني، حيث كشفت التحقيقات وجود ما يشبه بحكومة ظل هي من تدير المحافظة متمثلة بالقاعدة، لافتاً إلى” تعرض اللجنة لضغوط سياسية حالت دون إدراج بعض الأسماء المتورطة في سقوط الموصل حيث تم إدراج شخصيات ثانوية”.

من جانبه أكد النائب عن محافظة نينوى محمد اقبال الصيدلي، أن أوضاع المحافظة حالياً مشابهة لأحداث سقوط الموصل.

وقال الصيدلي في بيان بمناسبة ذكرى السقوط، إن” سقوط الموصل كان نتيجةً لمقدماتٍ خاطئة في شتى نواحي إدارة الدولة”، مبيناً أنه “تم التحذير دوماً من تأثيرات ذلك ولكن دون جدوى”.

وأضاف أن “ما حدث يوم العاشر من حزيران المشؤوم إنما كان اختطافٌ أليم للوطن، وفقدان لآلاف الأرواح الطاهرة وتدمير لأعز وأعرق المدن”، مؤكداً أن “الأمور اليوم تسير بالاتجاه الذي يثير القلق وعلى الجهات المسؤولة سماع هذه التحذيرات كي لا تتكرر المأساة وهو أمر وارد”.

وأشار الصيدلي إلى أن “مقدمات ما كان يحدث في الموصل نراه اليوم من أوضاع مريبة ومثيرة للقلق”، داعياً الجهات الحكومية والسياسية إلى “تحمل المسؤولية والتحرك إلى دفع الخطر عن جسد العراق بشكل عام ونينوى بشكل خاص والحفاظ على مكتسبات التحرير التي جادت بها دماء شهدائنا الطاهرة”.

من جانبه قال السياسي العراقي أسامة النجيفي في تغريدة له “خمس سنوات مضت على سقوط الموصل وتكشفت أسبابها ونتائجها الكارثية ولايزال المجرمون الذين خططوا لها نافذين في الدولة ولم يحاسبوا على جريمتهم ولاتزال الموصل يطويها الإهمال واستمرار الظلم والاستهتار بمكانتها وثوابتها. لابد من موقف شعبي رافض وحراك سياسي ناضج لأهلها لتجاوز المأساة”.

من جهته، قال وزير الدفاع العراقي الاسبق خالد العبيدي، عبر “فيسبوك”، “لقد أكدت وقائع احتلال الموصل وجود خلل سياسي فاضح وتقصير أمني كبير وعدم فهم لطبيعة المجتمع في نينوى أو المحافظات الأخرى التي احتلها داعش”.

واضاف ” من بين أبرز هذه الوقائع الإهمال الحكومي والتصرفات الاستفزازية والمهينة والتي وصلت بعضها إلى مرحلة التعامل بطريقة طائفية مع أهل نينوى والتي كان أبطالها (مع الأسف) مسؤولين حكوميين وقادة وآمرين وضباطا فاسدين كانوا قبل احتلال نينوى يتمتعون بحماية ومساندة أطراف حكومية وسياسية مازالت تمنع خضوعهم للمحاكمة والمساءلة التي مازال الشعب العراقي يطالب بها منذ 5 اعوام”.

انشر على مواقع التواصل !

Post Views: 2