اخبار العراق الان

عيد الصحافة غصة وجع غائر

عيد الصحافة غصة وجع غائر
عيد الصحافة غصة وجع غائر

2019-06-16 00:00:00 - المصدر: وكالة الحدث الاخبارية


باسم الشيخ

بوجع غائر في النفس يقحم قسرياً بفرحة عيد صحافتنا ليحيل هذه الذكرى السنوية غصة نتجرعها مكررة مع تقطع معظم السبل التي سلكناها لانقاذ ما يمكن انقاذه من الانهيار المتواصل للمؤسسات الصحفية او الفضائيات مع تسريح آلاف العاملين من زملاء المهنة الذين باتوا عاطلين عن العمل.
ومع الوعود البرلمانية غير المنتجة والاهمال الحكومي المقصود لمنع ايجاد حلول للازمة التي تعيشها جميع مؤسساتنا الاعلامية العراقية لانعدام البنى التحتية المطلوبة لادامة عملها ، تتساقط الصحف ومعها الفضائيات لتغلق ابوابها امام حجم التحديات المادية ، وتغدو مثل اوراق الخريف التي يجف فيها النسغ فتموت وتذروها رياح اللامبالاة والاهمال ويتزامن ذلك مع خشيتنا ان نرى شجرة صاحبة الجلالة وقد ذوت ولم يتبق منها الا اغصان جافة تخلت عن زينة اخضرارها.
ليس غريباً اذا استمر هذا التجاهل لازمة الصحافة العراقية ان تأفل المشاريع الصحفية والاعلامية المستقلة الخاصة وتغادر ركب المسيرة المهنية تاركة وراءها نظاماً ديمقراطياً لم يحترم واحداً من اهم اوتاده ، ولم يكلف نفسه انتاج حلول لانقاذه وهي جميعاً متاحة ومتوفرة وغير مكلفة ، لنقف حينها امام مشهد صحفي تحول فيه الصحفيون الاحرار الى برغي او مفك في آلة الحكومة او عجلة الاحزاب الاعلامية ، وخلت الساحة من صحافة خاصة لاحياة للديمقراطيات بدونها.
قدمنا نحن بحكم مسؤوليتنا المهنية والاخلاقية في اكثر من محفل ولاصحاب القرار ولكل من توهمنا انه ذي رغبة في انجاز مشروع اصلاحي لازمة الاعلام العراقي ، واقترحنا عشرات المقترحات التي لو نفذ احدها كان كفيلاً بحل المشكلة وحصدنا من الوعود ما يملأ خزائن احلامنا لو ان أحدهم اوفى بوعده لكننا في كل مرة نعود محملين بالخيبات.
الصحافة .. مقطع آخر من مقاطع الخراب في بلد ، لايكلف رئيس حكومته نفسه لقاء قادة الرأي فيه ومشاركتهم التفكير في وضع حلول لازمتهم بعد الاستماع اليهم ، في بلد ينفق اكثر من عشر مليارات دينار على الساحات العامة وزينتها لتتحول بعد أشهر قليلة الى مكب للنفايات ، ولايؤسس صندوقاًَ وطنياً للاعلام يجمع فيه ما يستقطع من نسب مخصصة للمنافع العامة من ميزانيات شركات جولات التراخيص والاتصالات بحكم القانون.
وجع كبير وحسرة أكبر ، فلا طعم للعيد ولامكان للفرح ونحن نرى احلامنا تتلاشى ولانقوى على ادراكها.