اخبار العراق الان

وجهة نظر.(عن مفاهيم ومضامين القوميات والامم والاوطان والاديان)..

وجهة نظر.(عن مفاهيم ومضامين القوميات والامم والاوطان والاديان)..
وجهة نظر.(عن مفاهيم ومضامين القوميات والامم والاوطان والاديان)..

2019-06-19 00:00:00 - المصدر: وكالة الحدث الاخبارية


المؤرخ الدكتور حسن الزيدي

في كثير من الأحيان يخلط كثير من الناس او يختلط على كثيرين اخرين تحديد وتمييز بعض المفاهيم التي تتعلق ب( القوميات والأمم والاوطان والاديان ).
فهناك من يعتقد بأن كل هندوسي هو هندي وكل بوذي هو صيني وكل مسيحي هو اوربي وكل مسلم هو عربي. بينما الحقائق (العنصرية والانثروبولوجية) لاتؤيد لذلك. فمثلا يوجد عربي يهودي (سيفارادي) وصابئي عربي وعربي مسيحي وعربي مسلم وعربي درزي وعربي إسماعيلية الخ. مثلما يوجد مسلم عربي ومسلم ايراني ومسلم تركي ومسلم كردي ومسلم بربري ومسلم الباني ومسلم إندونيسي ومسلم نيجيري ومسلم أمريكي الخ. مما يعني بان الاديان ليست هي القوميات ويعني ايضا بان هناك فروق بين كل من المصطلحات والمفاهيم والعبارات التالية..

اولا. القوميات..تعني أقواما وبشر او شعوبا تجمعهم مشتركات العنصر ( الفسيولوجي) اي منحدرين من ابوين لهما مشتركات بيولوجية -جينية يشتركون بها اينما حلوا وارتحلوا..اي أن المكان لا يغير من صفاتهم الجينية. فمثلا. الافارقة الذين تم شراءهم وتصديرهم بين اوائل القرن الخامس عشر واواسط القرن التاسع عشر إلى عدة دول من أمريكا وتعلمهم اللغات البرتغالية اوالاسبانية او الانكليزية واعتناق اغلبهم الديانة المسيحيةوزواج بعضهم من غير اقوامهم لم يغير ذلك من عنصرهم الجيني حيث تجري بحوث علمية مكثفة في عدة مراكز بحوث في عدة دول في قارة امريكا عن أصول الأفارقة الموجودين في معظم دول قارة أمريكا.مثلما تجري (بحوث سرية) لتؤكد على أن غالبية يهود أوربا الشرقية الذين يطلق عليهم (الاشكينازيون) ليس لهم علاقة بيولوجية -عنصرية مع اليهود الآسيويين الشرقيين الذين يطلق عليهم (السيفاراديون )الذين هم في أغلبهم من دول بلاد الشام (فلسطين وسورية والاردن ولبنان ) ومصر والعراق وشبه جزيرة العرب وبلاد فارس واسيا الصغرى/الاناضول ودول شمال افريقيا ودول البلقان

ثانيا. الامم..شعوب وقبائل تتباين في إعدادها بين كبيرة جدا وكبيرة ومتوسطة وصغيرة وصغيرة جدا تجمعها الجغرافية والمصالح الاقتصادية واللغة التي تهيمن فيه عادة لغة الاكثرية على الاقلية ولكنها لا تلغيها ولا يجب أن تلغيها ولربما الدين الذي هو ليس شرطا لتكوين أمة التي تعتمد اولا على العنصر واللغة والمصالح. فهناك امم تظم عدة أديان تجمعهم وتسودهم لغة رئيسية. فمثلا العرب الذي يعدون 450 مليونا موجودين في أغلبهم في 23 دولة..فهم لايشكلون منذ عام 1258م دولة واحدة لكنهم يشكلون أمة ولو تفرقوا في عدة دول فالعربي يبق عربيا أينما ومتى ما حل وارتحل وحتى لو تهود اوتنصر اوتئامرك اوتفرنس او تئانكلز او تروس او تاترك اوتفرس اوترنن او تهند او تصنن اوتالبن الخ

ثالثا. الاوطان (الارض اليابسة ) .. بقع ومساحات جغرافية متباينة الاشكال والمحتويات بين جبال مخضرة واخرى صماء وبين غنية المحتوى على سطوحها وبواطنها واخرى فقيرة واخرى تقع على محيطات وبحور وانهار واخرى خالية منها واوطان كبيرة جدا او كبيرة او متوسطة او صغيرة او صغيرة جدا تظم شعبا من عنصر واحد او عدة شعوب كثيرة الاعداد او متوسطة او صغيرة او صغيرة جدا.. فهناك اوطان ذات مساحات كبيرة نسبيا تقطنها شعوب كثيرة الإعداد نسبيا واخرى صغيرة نسبيا في مساحاتها وتقطنها شعوب كثيرة الإعداد. وهناك اوطان صغيرة المساحة وقليلة السكان مثلما هناك اوطان واسعة المساحة كثيرة السكان ومتعددة الاعراق.

رابعا. الأديان .ليست عناصرا ولا شعوبا ولا اوطانا بل ثقافات وأحزاب روحية تظهر في امم معينة وتنتشر بطرق متعددة منها التبشير السلمي والتزاوج والفرض عن طريق الحروب .
اما المذاهب الدينية فهي فروع تمثل اجتهادات وفلسفات ومدارس فقهية ووجهات نظر داخل الدين الواحد وكلما كانت كثيرة كلما يعني ذلك تشتتا وتشرذما في الدين الواحد. حيث تشكل في بعض الأحيان عاملا في تهميشه كدين اصلي لحساب فروعه..فالمسلمين مثلا بلغ بينهم الاجتهاد والتمايز المذهبي لمستويات كثيرة وخطيرة لأنها لا تدل على صحة بل على مرض وتخلف فكري حيث يوجد أكثر من مائة فرقة ومذهب اسلاميا مما صار القرآن غريبا ومهمشا لصالح افكار واجتهادات لبعض الخلفاء او الأئمة او الشيوخ او الفقهاء.

ان ( اليابان هي من الأمم النادرة شبه النقية في عناصرها وفي ديانتها حيث لم تتعرض لا لهجرات خارجية كبيرة ولا لغزوات استعمارية طويلة باستثناء الغزو الأمريكي في 5 اب ١٩٤٥ الذي بقي عسكريا كثير الأذى البشري وقليل التأثير على الدين والثقافة اليابانية.