اخبار العراق الان

عاجل

متى تشرق الشمس ؟؟؟

متى تشرق الشمس ؟؟؟
متى تشرق الشمس ؟؟؟

2019-07-03 00:00:00 - المصدر: وكالة الحدث الاخبارية


نزار المهندس

كلما اشتدت حلكة الظلام ، كلما ازدادت الحاجة الى شروق الشمس ، لتنشر أشعتها الذهبية ، وتبدد مخاوف الظلمة ، وتبشر ببزوغ فجر جديد ، وتعلن عن ميلاد يوم جديد ، يحمل في طياته شيئاً من الأمل ، أمل في ان نحقق اليوم مالم نستطيع تحقيقه بالأمس ، أمال يتعلق بها الكثيرون ، ممن لم ينالوا فرصتهم في الحصول على حياة أفضل ، لذلك يصبح الأمل عندهم مؤجل الى حين بزوغ فجر اليوم التالي ، فنراهم يرددون متى تشرق الشمس ؟
اول شيء نلمسه ونشعر به عند شروق الشمس هو الضياء الذي ينير الكون ، فتتوضح من خلاله الرؤيا ويستدل من خلاله على الطرقات التي نسلكها ، لنرى أيتها أفضل وأقل وعورة وأكثر سلاسة في الاستخدام ، لنئنا بأنفسنا من العثرات التي نصادفها ، سواءً كانت طبيعية أو مصطنعة أي بفعل فاعل تعمد ان يعيق حركة حياتنا ، لهذا نشعر بالأمان والطمأنينة بعد انقضاء ظلمة وظلام الليل الطويل ، رغم ان البعض يحبذونها لأنها تجعلهم يغطون في نوم عميق فينسون هموم الحياة التي عانوا منها خلال النهار ...

كم نحتاج الى أن يتغلغل ضياء الشمس الى داخل العقول المنغلقة لينير لها طريق الحياة ، ويكسر حاجز الظلام الذي يستولي ويخيم عليها ، نتيجة أفكار سوداء يزرعها ويقف ورائها وينميها مجموعة من المتاجرين بالدين ، الذين يعملون على نشر المفاهيم الخاطئة عن علاقة الانسان بالخالق ، ودور المرسلين وألمقربين منهم وذويهم ، واستغلال مسمياتهم في زرع الطائفية بمختلف اشكالها والوانها ، واختراع قصص وروايات واحاديث ملفقة وبعيدة كل البعد عن الواقع ، تحمل في طياتها الكذب والتشويه المتعمد للحقائق وتعاليم السماء جملةً وتفصلا ، الغاية منها نشر الجهل والتخلف وافساد المجتمع ، وكل هذا يجري ضمن مخطط ممنهج لتشويه معاني القيم الدينية والتعاليم السماوية السمحاء ، التي تدعو الى الرحمة والمحبة والخير ، واعتماد مبدأ نشر الفرقة والفتنة وتغليب ثقافة القتل واستباحة دماء الاخرين ...
نعم كم نحتاج الى فهم حقيقي لمعنى الانسانية ، كم نحتاج الى نبذ مبدأ الحقد الكراهية ، كم نحتاج الى نور يتغلغل في عقولنا ، بعيداً عن التعصب الديني والمذهبي ، لكي نستطيع ان نحاكي بعضنا البعض بلغة الانسان المتحضر ، لا بلغة البهائم التي تساق الى حتفها عندما يقودها من لا ضمير له ، بل لا دين له ، لهذا نجد الكثيرون ممن يعتزون بانسانيتهم ، يبحثون عن الأمل في الخلاص مما نحن فيه دون كلل أو ملل ويرددون ، متى تشرق الشمس ؟

لله درك ياعراق الشرفاء ...

متى تشرق الشمس ؟؟؟