اخبار العراق الان

باسم الشيخ

مرة أخرى يتسلل العارفون باستدراج اموال المنح الدولية الى كواليس الحكومة ، ليستثمروا في ضعفها وعدم قدرة القائمين عليها من بناء مؤسسات دولة حقيقية تمنع الطامعين وتجار الفرص من تسلق ركام هزائمنا المتلاحقة ليحولوها الى صفقات مربحة على حساب جراحاتنا.
هذه المرة بطل هذه الحكاية ، قادم من بلاد العم سام ، كان يمني النفس الحصول على منصب حكومي يعيد له بريقه الاول ، لكنه وجد نفسه مركوناً في احدى زوايا بلاط الحكومة من دون توصيف وظيفي رسمي ، يحضر اجتماعاتها الاسبوعية ويوحي لمن حوله انه أحد الثقاة ، حتى اذا اشيع عنه وصف المستشار أبعد اللقب عن نفسه وكأنه يدفع تهمة تلاحقه فهو لم يحظ بأمر ديواني ولايتخطى حضوره حدود المجاملات ، لكن ذلك لم يمنعه من المداومة في ديوان الحكومة بغير تكليف يعينه على الاستمرار خجل السيد.
بطلنا خبير في الاستحواذ على المال الذي تدخره المنظمات الدولية لمعونة الشعوب المغلوبة على امرها كحالنا ، خاصة وان منظماتنا المدنية المحلية ما زالت تحبو في هذا المجال ، وهو من الذين يعرف من اين تؤكل كتف الحكومة ، ولايحتاج الامر الى عناء كثير ، لان القضية وما فيها تقديم مشروع مدعوم حكومياً لواحدة من الجهات المانحة تحت مسميات براقة ، تغري الخوض بها وتستغفل الطامعين بنيل نصيبهم من الكعكة ، وتورط شخصيات سياسية واعلامية وناشطين بدعوى الاسهام الوطني في مشاريع يبدو هدفها ظاهرياً مشروعاً مغرياً لكن باطنه الاستحواذ على المال والتكسب على حساب مؤسساتنا وجهد الزملاء من اصحاب النوايا الطيبة.
مبادرة دعم الدولة لاتختلف كثيراً عن مشروع دعم الحكومة السابقة الذي تحدثنا عنه قبل ايام وهي مشروع لايجيب على اسئلة كثيرة لذا يضع اصحابه انفسهم في مرمى الاتهام ، ومن الاسئلة بأية صفقة يتم استغلال مقرات الحكومة لمشروع منظمة مدنية؟ وما هي صفة صاحب المشروع الذي يدعو العشرات الى إيوان العلاوي ويتفق معهم ليكونوا جزءاً من المبادرة من غير خطوط واضحة؟ وما هي مصادر الاموال المخصصة لتمويل هذه المبادرة وما مقدارها؟ ومن هي الجهة المانحة ولأي سبب؟ وما هي آليات التعاقد هل من خلال الحكومة ام طرف آخر؟ ومن خول وأباح وسمح وسهل للقادم بعد طول غياب ليؤدي هذا الدور وهو لايمتلك منصباً رسمياً او تخويلاً؟
اسئلة تحتاج الى اجوبة ، واجوبة يجب ان تكون مقنعة وموضوعية لاننا لن نسمح ان نسرق هذه المرة.