اخبار العراق الان

عاجل

مَن يُنقذ العراق ؟

مَن يُنقذ العراق ؟
مَن يُنقذ العراق ؟

2019-07-08 00:00:00 - المصدر: وكالة الحدث الاخبارية


خالد محفوظ   تهديم وتدمير العراق وأيرنته سائرة على قدم وساق فبعد ألغاء الحياة السياسية واستبدالها بكشوانيات مذهبية ترتدي ثوباً دينياً مهلهلاً يكشف العورات أكثر مما يسترها تحت مسمى الحزب الفلاني والمجلس العلاني ، سارت كرة ثلج الأيرنة لتلتهم الجيش العراقي الذي تم أضعافه وضرب هيبته تدريجياً حتى أعلن عن موته سريرياً قبل خمسة أعوام بعد هزيمته الأخلاقية قبل العسكرية في معركة الموصل لصالح مولود جديد يدين بالولاء المطلق لطهران وذلك أمعاناً في ألغاء مقومات الدولة وأساسياتها ولم تتوقف كرة الثلج هذه عن أفتراس كل مايقع في طريقها فعرجت على الثقافة والأدب وقطاع الأعلام عبر خلق جيل من كُتاب وشُعراء وأعلاميي مابعد 2003 تحدد الطائفية لوحدها دون أي معيار أخر مستوى كفائته وتميزه وتقام أحتفاليات وهمية لتكريم هذه النماذج وفرضها ضمن آلية مرسومة مسبقاً كنجوم ومبدعين في مجال عملهم وبالتالي أخذ مكان المبدعين الحقيقيين ممن أجبرتهم ظروف الاحتلال وتداعياته على ترك بلادهم أولاً وعدم الأنغماس في مزبلة الطائفية التي تتحكم بالمشهد العام في العراق ثانياً ، وضرورة النفاق والتدليس والسير في الفتنة والولاء لأيران من أجل الحصول على تكريم تافه لاقيمة مادية أو معنوية له هنا أو فرصة أتفه هناك ، والحقيقة أن هؤلاء يسهمون في بلورة اتجاهات شعبية لدى العموم من ذوي العقول البسيطة والتعليم المتواضع والبيئة المغيبة فكرياً وأدلجتها بأتجاه احتواء وابتلاع إيران للعراق وسلخه عن عمقه العربي وتحويله لحديقة خلفية تتلاعب بها طهران كيفما تشاء . لم تتوقف جهود الايرنة عند حدود او قطاعات معينة فتم ألتهام القطاع الأقتصادي والمالي العراقي بشكل شبه كامل وتم تعطيل النهوض وتحسين واقع البنى التحتية وخصوصاً قطاعات الصحة والكهرباء والتعليم لتصبح ايران هي الملاذ لتوفير البديل . في ظل هذه الأجواء يبقى السؤال الأكبر كيف سيستعيد العراق عراقيته وهل من المعقول أن أمريكا التي سلمته على طبق من ذهب لأيران امس هي من ستنقذه اليوم ؟ مثل هذا النوع من الاسئلة رغم بساطته يحتاج لأجابات معقدة وعميقة وربما لدراسات كاملة وبحوث غير تقليدية لأن حجم الأزمة العراقية اكبر بكثير مما يعتقد البعض ، بلد كان قلعة من قلاع الثقافة والفكر والأدب يوماً ما ، تحول في غفلة من الزمن الى مرتع للجهل والخزعبلات والقصخونيات والقصص والاحداث الخيالية الغير القابلة للتصديق ، هذا الأمر سيستمر حتى تبلغ كرة الثلج الإيرانية مبتغاها أو تتحطم على يد من ستتعارض مصالحه معها عاجلاً أم أجلاً وحتى ذلك الحين سنبقى نتحسر متألمين على الثقافة والأدب والفكر في عراق أختلط فيه الحابل بالنابل .

مَن يُنقذ العراق ؟