بـــسُتْرةٍ صفْراء فاقعٍ لونها
2019-07-10 00:00:00 - المصدر: وكالة الحدث الاخبارية
عبدالناصر الجوهري - مصر لو ثار شعْبٌ ضدَّ حاكمٍ طَغَى سـيخرُج الآن علينا صارخًا في إعلامه يُخْبرنا بأنَّها مكيدةٌ لحاضره يُخْبرنا بأنَّها خيانةٌ ، ودُبِّرتْ مُؤامرةْ مُهدِّدًا بلادهُ من بعدهِ بالفقْر ، والفوضى ؛ إذا يومًا خلعناهُ ؛ اشترى حرَّاسه وربَّما عساكره بل واشترى ضمائرَ الأعوان، والقياصرةْ وجاعلاً بطانةً له مِنَ الجبابرةْ لاتَّهم الثُّوَّارَ لو خرجوا عليه أنَّهمْ خوارجٌ بغتْ، وأنهمْ جحيمٌ ، أو حشودٌ كافرةْ لأغْلق الحوارَ بينه وبينهم، بلا نقاشٍ ، أو تنازلٍ لـــسُلطةٍ تهاوتْ من دِمَا أظافره لو مال حتى عرْشه ؛ لأنكر الخروجَ في مسيرةٍ سلميَّةٍ ولاعنًا زحف الحشود ضدَّه ويقْمعُ التَّظاهرةْ لأنكر احتجاج شعْبه الذليل ، لو هوتْ حناجره والشَّعبُ لو ضاقتْ صدوره بحاكمٍ له حتْمًا عيونٌ ثائرةْ له علاماتُ انتقامٍ ظاهرةْ وما درى بحالنا ، لقد هرمْنا واختلى جوْعٌ بـأمعائي كذئبٍ فاتكٍ ، وأجْرمتْ بـمحنتي سماسرةْ والبْردُ قارسٌ ، جُمِّدتْ دموعنا المسافرةْ كَفَى بأنَّ الأرضَ ضُيِّعتْ هباءً، والسَّما طيورها مُهاجرةْ كالناطحاتِ قد علتْ مخافره فما طغى بالعْرش أىُّ حاكمٍ أو يمتطي دستوره مثل البغال؛ إنِّما ذاق العَمَى ، وكُفِّنتْ بصائره إذا وجدْتهُ علينا فارضًا حظرًا لتجوالي المُعنَّى ، أو طوارئَ الأحكام فينا الجائرةْ فقد دنتْ بشائره مصيرهُ الموتُ المؤجِّلُ الذي قد فرَّ منْهُ هاربًا في باخرةْ أو علَّه يختارُ متْنَ الطائرةْ.