منظور القراءة و هويتها للانسانية
2019-07-14 00:00:00 - المصدر: وكالة الحدث الاخبارية
أ د.منى فتحى حامد للانسانية أحقية فى التعايش تحت راية السلام و الأمان ، لها الشمولية بأن تصان كرامة الشعور و الوجدان ، احترام الذات لرغبات العقل و التواصل و التعلم من أولى الألباب . ففى عصرنا الحالى نتطلع يومياً إلى كل جديد من ابتكار و ابداع و تنوع ثقافات و خبرات . نرتقى بالفضليات و المثاليات فى شتى الميادين و المجالات ، نستمد الروح الإيجابية للحلول و علاج مشكلاتنا عن طريق النقاش و النقض نحو الأصلح و الآسمى تحت ظل لغة الحوار و المشاركة و تقبل الآراء . لكن أحيانا لن يتواكب مع آراءنا و شخصياتنا بعض الأفراد ، فمنهم من يصاب بالغرور و الكبرياء و ينظر إلينا بقلة الروح و الكيان و سخرية أو استعباد ، أو التمرد على همساتنا و الانكار ، و منهم من يهمل و يتجنب الإنصات إلينا أو حتى الاستماع ، و آخرين يشعروا بتواجدهم معنا بإهدار أوقاتهم الثمينة فى حد الهلاك و الضياع ، و آراء عديدة أخرى متنوعة لا حصر لها . عن تلك الأقاويل و الأفعال ينمو حس العزلة و الاكتئاب نحو هؤلاء الأشخاص الأوفياء ، القادرين على النجاح و التعايش بولاء و نبوغ و ازدهار ، النابع من عقولهم و أفئدتهم الإصلاح و الخير و التقدم لكل انسان على كوكبنا ، ليصبح خيراً للبشرية و لكل انسان . نجد أن هؤلاء أكثر حساسية و شعوراً من الانسان العادى ، يصيبهم الخجل من أقل شئ ، مع ازدياد الفطنة و الاحساس بالمحتاجين و الرحمة و الرأفة مع كل كائن حي . لذلك اتجهوا إلى القراءة ، على أساس أنها الحل لحفظ كرامة الانسان ، نعم فهى خير العلاج للخروج من الوحدة أو العزلة ، و تجنب الأفكار المسيئة للمرأة ، على انها كيان سلبى لا أحقية لها بالتواجد بالرأى أو الحوار . أو لاختلاف العقائد و الثقافات من دولة لأخرى ، و من مجتمع لآخر . بل الابداع و الثقافة بالتطلع على ثقافات و حضارات الغير ، فالقراءة و الاطلاع عن طريق الكتب و المجلات و الجرائد و عن طريق البحث بمواقع السوشيال ميديا و الوسائل المتعددة المرئية و السمعية . حقاً الكتاب خير جليس ، والكتاب هو المخلص العطاء بدون مقابل و أفضل ونيس ، و القراءة نعمة من نعم الدنيا ، بها نتعلم و نرتوى من أنهار جماليات كلماتها ، و تجارب مبدعيها و أدبائها . فالقراءة جميلة ، متنوعة شاملة لجميع الأعمار و بتنوع اللهجات و بمختلف الشعوب و الأوطان ،تعمل على انفتاح العقل و اتساع مدارك الذهن ، مما يؤدى للقابلية و اتساع الصدر و قدرة الفهم و الاستيعاب و الحب و السكينة ، عند تلقى و تبادل الأفكار بين جميع المشتركين فى الحوار على موضوع ما . فيجب علينا احترام آراء الغير و الاستماع إليها ، مع أخذ ما يتناسب معنا منها و يتوافق مع مبادئنا و صفاتنا و مداركنا . و نتساءل ما أهمية القراءة إلينا ؟ 1 - التعلم و التعليم و الارتقاء و إفادة و اتساع مدارك الذات و مفاهيم و رؤى الغير . 2 - اكتساب الروح و النفس البشرية الهدوء و الاطمئنان لخلق مجتمع سوى قوى البنية و البنيان . 3 - الترابط و الوحدة و النجاح و التقدم للأمام . 4 - الاعتماد على الذات و القدرة على اتخاذات القرارات . 5 - خلق أجيال واعية مثقفة جيدة للبحث و للاطلاع دون تواكل أو خمول ، بل نشاط و حركة و اتزان . 6 - التكيف و التعايش مع مصاعب الحياة بهدوء و محاولة تحديد الطرق الايجابية و اتباعها للتغلب على تلك المشكلات . 7 - الحفاظ على مشاعر التعامل مع الانسان ، حتى يتجنب الشعور بالتطفل أو بالإثراء على التواجد للانصات إليه و الاستماع ، خاصة بين الأجيال المختلفة ، مما يجتمع بها الكبار مع الصغار ، فكل منهم له وجهة نظر مختلفة عن الطرف الآخر . 8 - القراءة تعمل على تهذيب و تحسين سلوك الفرد ، و خلق مجتمع سوى قادراً على النجاح بالعزيمة و الصبر و الإصلاح . 9 - بالقراءة أحيانا نهرب من واقعنا و نتعايش مع الخيال ، مما يثرى علينا البهجة و الهناء و تواجد الابتسامة و الحنان و الانتماء . *فالعلم بجانب الثقافة و الاطلاع الدائم ، يكسبنا التكيف و التعامل مع كل ما هو جديد فى ظل عصر العولمة و الانفتاحية ، و التطور الذهنى و الوجدانى و الاستفادة بأكثر نجاح فى أقل وقت ممكن ، لخلق مجتمعات متقدمة ،خالية من أى مشكلات تعليمية آو اقتصادية أو اجتماعية ، أوطان تدرك حقاً قيمة الانسان ، و كيف تحتوى الانسانية و تخطو بها نحو أسمى مسميات الشعور بالانسان .