اخبار العراق الان

عاجل
مسؤولان أمريكيان: هجومان بمسيرات وصواريخ استهدفا قوات أمريكية بالعراق‭ ‬وسوريا

سرقة ثروات البلاد والعباد باسم " الديمقراطية"

سرقة ثروات البلاد والعباد باسم
سرقة ثروات البلاد والعباد باسم " الديمقراطية"

2019-07-15 00:00:00 - المصدر: وكالة الحدث الاخبارية


د. شاكر كريم

بين ان ترى اللص سرق منك بعض ما هو عائد اليك وبين عدم رؤيتك له فرق عظيم فعدم رؤيتك للص يثير فيك بعض الانفعالات المختلفة من بينها امنيتك في انك لو كنت رايته وهو يسرق لتفعل به كذا .. وكذا.. اما اذا رأيت اللص قد يصل بك الانفعال الى حد قتله لأنه متجاوز عليك من دون وجه حق وان القانون معك وهكذا.
ومن اجل الوصول الى اصل هذا التساؤل فأقول: كيف بنا اذا نحن نرى ( اللصوص) يسرقون امام اعيننا نهارا جهارا ولم نحرك ساكنا، قد يستغرب بعضهم هذا السؤال لكن هو ذا الواقع وهذا ما يحصل امامنا يوميا.
كم نسمع ونشاهد من على وسائل الاعلام المرئية والمقروءة والمسموعة من يظهر وهو يتشدق ويتمنطق " بالديمقراطية والنزاهة وخدمة الشعب" وبالتالي يتضح انه لص خطير فاسد منافق كذاب، ما الفرق بين من يمد السارق يده الى جيبك الخاوي ليسرق محفظتك وما فيها من نقود وغير نقود وبين ان يسرق من يتشدق بالديمقراطية قوت الشعب من خلال مسؤوليته الوظيفية او الحزبية ومن خلال العقود الوهمية وصفقات النسب المؤية من هذه الصفقات سواء مع الشركات الاجنبية العاملة في العراق او الشركات والمقاولين العراقيين انا اعتقد بانه ليس هناك أي فرق بين السارق الاول وسراق العقود من صحاب الالسن السليطة المتاجرون باسم" الديمقراطية وخدمة الشعب"، ان المشكلة التي نعيشها اليوم هي اننا ( ندري) هذا المسؤول وهذا المقاول يسرقاننا علانية بلا حياء ولاخجل لا من الله ولا من البشر ومع هذا لانفعل شيئا وحتى اذا فعلنا فانه لا يتعدى طرح الاسئلة عليهما بزفرات عالية وهز الرأس والحديث مع النفس احيانا ونستعين بالله ونمشي، لأننا على ثقة بأن هذا اللص مرتبط بهذه الكتلة او تلك او بهذا الحزب او ذاك فهو محمي من " الحيتان"

وهنا نقول هل هو هذا الحل المطلوب والى متى واني لا اجد الجواب كاملا جاهزا عند الجميع فالجواب( لا) والف (لا) فليس هذا هو الحل فكيف الحل اذا. ومن هو الذي ينهض بهذه المهمة الصعبة ولكن نجيب بكل دقة ونقول: صحيح ان للدولة اجهزتها واجراءاتها الخاصة التي من واجبها متابعة ومحاسبة المخالفين ولكن اغلب هذه الاجهزة هي متورطة بالفساد واللصوصية والمحسوبية والمنسوبية والتغطية على هؤلاء( اللصوص) لان اغلب هذه الاجهزة هي ايضا منضوية تحت ولاءات سياسية وكتلوية من هذا فإنها لا تستطيع ان تحد او توقف مثل هذه الحالات والاساليب بالشكل الذي يرضي طموح الناس ومن هنا يأتي دور المواطن نعم ( المواطن) سياسيا كان ام غير سياسي فلهذا الدور جانب مهم في الحد والقضاء على هذه الظاهره( اللصوصية)لنوقف هؤلاء السراق عند حدهم ولنخلص الناس والمجتمع من شرورهم وجشعهم الذي لا يرحم احدا.

نعم ان المواطنين بشكل عام مدعوون الى ( تأديب) مثل هؤلاء المجرمين اللصوص المتشدقين بالديمقراطية وتقديم الخدمات للناس من خلال كشفهم وتعريتهم وعدم انتخابهم ومن يتستر عليهم ثانية سواء في انتخابات مجالس المحافظات او بالانتخابات النيابية المقبلة ليس على الورق وانما على ارض الواقع وليس على شكل (هبة) وانما بشكل مستمر وليس على (فلان) من دون (علان) من اجل ان نشيع الطمأنينة للجميع وينعم الجميع بالخير والاستقرار فالمطلوب من ابناء الشعب الغيارى ان يكونوا حالة واحدة لكل المهمات ولكل الحالات ومن دون توقف او سكوت من هنا فان وجود اجهزة رصد واستطلاع من الناس جيدة وكفء لها القدرة على نقل وايصال خفايا الامور والمعلومات الدقيقة شيء مهم وملح وان واجبنا اليوم كجماهير كما هو شأننا دائما ان نقف بكل حزم ضد هذه (العصابات) التي افرغت خزينة الدولة وتعودت على اكل المال الحرام بعد ان استمرت من دون وازع من ضمير في سرقة قوت الشعب يوما بعد اخر واسهمت في تجويعهم وعوزهم دون ان يتذكروا ان في هذه الاموال حق للسائل والمحروم.