فاطمة فيصل..أول فتاة تدخل عالم الإنشاد
كلام الناس مكالمة لم يرد عليها
حاورتها: هدى الشمري
"نجمة لا تموت في سماء هذا الكون".. هذه المقولة ليست أغنية, ولكنها شعار فتاة كربلائية تحدت أعرافاً وتقاليد, فعلى الرغم من صغر سِنِّها فإنها استطاعت خوض مجالٍ خاص جداً بالرجال, متجاهلة الأصوات المُنادية بأن هذا ليس للفتاة, ما دامت تؤمن بما تفعله, ووالديها لم يمنعاها من تحقيق حلمها..إنها فاطمة فيصل أول مُنشدة إسلامية في كربلاء والعراق.. "الحدث" حاورتها لتكشف عن كل ما هو جديد في حياتها وتتحدث بقلب مفتوح عن لحظات النجاح وكيف تجاوزت اللحظات الصعبة لتمضي نحو طريق النجاح حتى وصلت إلى عالم الإنشاد وأصبحت أحد نجماته.
• لو أعطينا للمنشدة فاطمة فيصل بطاقة لتكتب فوقها هويتها فأي مضمون كانت ستكتب؟
- الاسم: فاطمة فيصل, من مواليد 1998م.
القاعدة الأبدية: أما أنجح أو أنجح, لا أريد أن أكون إنسانة عادية, تعمل وتأكل وتصلي وتنام, أريد أن أضع بصمة على جبين هذا الكوكب, أريد أن أكون نجمة لا تموت في سماء هذا الكون, أريد أن أكون مميزة, مختلفة فقط, لذا أنا طموحة جداً, محبة للحياة, متفائلة, إيجابية, أطمح للأفضل دائماً.
• كيف كانت بدايتكِ مع الإنشاد الإسلامي؟
- عند دخولي في فرقة الإنشاد,كنتُ حينها في الصف الثاني الابتدائي, طلبوا سماع صوتي, كان الخوف والخجل ظاهران على وجهي, قرأتُ "أنشودة ياطيبة" بقيتُ فترة من الزمن أنشد كورال, كانت بداية صعبة, لكن بالتشجيع تجاوزتُ هذه المرحلة, دخلتُ في أكثر من فرقة إنشاد ليس فقط إنشاد إسلامي, وإنما وطني, إجتماعي هادف, شاركتُ في النشاط المدرسي, والكثير من المسابقات التي تخص الأناشيد والموشحات, كنتُ أحصل على المركز الأول في كل مشاركة, وتم تكريمي من عدة جهات مختلفة.
• لو لم تكن فاطمة منشدة ماذا كانت تتمنى أن تكون؟
- بعيداً عن الفن والإنشاد, كنتُ أتمنى أن أصبح طبيبة, لكن المعدل والقبول فرض عليَّ الهندسة.
• بمن تأثرتِ من المنشدين ولمن تدينين بالفضل؟
- تأثرتُ بـ حمود الخضر والمعتصم بالله العسلي وسامي يوسف.
أدين لوالديَّ وعائلتي بالفضل الكبير, بتشجيعهم لي, ولمديرة المدرسة والمدّرسات وصديقاتي, وأساتذتي دون ذكر الأسماء لأنهم كثيرون فكل الشكر والحب والتقدير لهم.
• موقف أثرَ فيكِ وبقيّ راسخاً في ذاكرتكِ؟
- وقفات مديرة المدرسة "ست شيماء قاسم" مساعدتها وحبها وتشجيعها في كل نواحي حياتي, ليس فقط في الدراسة, كل شيء قدمتهُ لي لن أنساه.
• هل كونكِ فتاة تُنشد تسببَ لكِ في مشاكل؟ وماهي؟
- المشاكل هي كلام الناس فقط, "رضا الناس غاية لاتدرك ورضا الله غاية لاتترك فأترك مالايدرك وأدرك مالايترك" في مجتمعنا الكل يُحارب, ليس فقط أنا, واجهتُ الكثير من الإنتقادات كوني مُنشدة وأول منشدة تظهر في العراق, وكوني من محافظة كربلاء, مجتمع منغلق ومحدود ومتحفظ ولهُ عاداته وتقاليده, لكن أنا كسرت هذا النمط لأنها موهبة ولا أجد فيها عيب أو سخرية, لا أحب أن أدفن موهبتي, الانتقادات لا تهمني, ولن توقفني,أنا مستمرة حتى أحقق وأشق طريق النجاح, كلام الناس مكالمة لم يرد عليها.
• من وجهة نظركِ.. ماذا يحتاج الإنشاد الإسلامي في العراق؟
- يحتاج إلى قصائد توحي للحياة بكل أنواعها بسبب مايمر به العراق الآن.
• العراق, كربلاء, الأم, ماذا تمثل لكِ هذه الأسماء؟
- العراق: هو وطني أحيا وأموت فيه.
كربلاء: هي مستقري وأستقراري.
الأم: لا توصف.
فكل هذه الأسماء هي وطن سواء كانت مدمجة أو متفرقة..فالعراق وطن, وكربلاء وطن, والأم وطن, العراق وطننا ونحن من ننتمي إليه وينتمي لنا, وكربلاء وطن الإنشاد الأصيل ومنهل العشاق لأهل البيت (عليهم السلام), كربلاء هي فيض الكلمات, والأم هي الوطن هي من تضحي لأجلنا وهي من تشد ساعدي وتدفعني نحو الأفضل دائماً وأبداً.
• ما هو جديد المُنشدة فاطمة فيصل خلال الفترة القادمة؟
- ألبوم إنشاد بعنوان "كُن حضارياً" يحتوي على سبع قصائد متنوعة منها دينية, إجتماعية, وطنية, القادم أفضل بكثير وإن شاء الله يعجب الجميع.
• كلمة أخيرة..
- إلى كل من دفنوا مواهبهم أحب أن أقول لهم أظهروا مواهبكم, قدسوها أتعبوا عليها, سيأتيكم حلمكم من حيث لا تدرون كـ دعوة دعوتموها ونسيتموها.