اخبار العراق الان

هدوء حذر في إدلب مع بدء وقف إطلاق النار

هدوء حذر في إدلب مع بدء وقف إطلاق النار
هدوء حذر في إدلب مع بدء وقف إطلاق النار

2019-08-02 00:00:00 - المصدر: الشرق الاوسط


الجمعة - 30 ذو القعدة 1440 هـ - 02 أغسطس 2019 مـ

فريق من الدفاع المدني السوري المعروف أعضاؤه بذوي الخوذ البيضاء يبحث عن ضحايا في بلدة أريحا جنوب إدلب (أرشيف أ.ف.ب)

إدلب (شمال غربي سوريا): «الشرق الأوسط أونلاين»

تشهد محافظة إدلب ومحيطها شمال غربي سوريا هدوءاً «حذراً» مع توقف الغارات منذ دخول الهدنة التي أعلنت دمشق الموافقة عليها ورحّبت بها موسكو، عند منتصف ليل الخميس - الجمعة، بعد ثلاثة أشهر من التصعيد.
ولم تحل الهدنة التي تزامنت مع جولة جديدة من محادثات آستانة، من دون خروقات «محدودة» مع قصف متقطع بالقذائف من طرفي النزاع، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، «ما تسبب بمقتل مدني على الأقل في محافظة اللاذقية (غرب) بنيران الفصائل»، وفق ما نقل الإعلام السوري الرسمي.
وشكّك محللون في جديّة هذه الهدنة وقابليتها للاستمرار، مع تكرار دمشق عزمها استعادة جميع الأراضي الخارجة عن سيطرتها.
وأفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة «الصحافة الفرنسية» اليوم (الجمعة) عن «هدوء حذر في اليوم الأول من وقف إطلاق النار، بعد غياب الطائرات الحربية السورية والروسية عن الأجواء منذ قبيل منتصف ليل الخميس - الجمعة وتوقف الاشتباكات والقصف البري على جميع المحاور حتى ساعات الصباح».
ولاحقاً، أفاد «المرصد» عن «إطلاق قوات النظام عشرات القذائف على ريف حماة الشمالي، مقابل إطلاق الفصائل قذائف على ريف محافظة اللاذقية الساحلية المجاورة لإدلب».
وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مقتل شخص وإصابة ثلاثة آخرين بجروح جراء سقوط خمسة صواريخ على بلدة قريبة من مدينة القرداحة، مسقط رأس عائلة رئيس النظام السوري بشار الأسد.
وسجّلت مراصد الطيران في إدلب، التي تعاين حركة الطائرات من أجل تنبيه المدنيين، آخر قصف جوي لقوات النظام على جنوب مدينة خان شيخون قبل دقيقتين من دخول الاتفاق حيّز التنفيذ ليلاً، وفق مراسل وكالة «الصحافة الفرنسية».
وقال مدير «مركز الخوذ البيضاء» (الدفاع المدني في مناطق سيطرة الفصائل) في بلدة مورك في ريف حماة الشمالي لـ«الصحافة الفرنسية»: «منذ منتصف الليل، لم يُسجل أي قصف حربي أو مروحي أو مدفعي» على البلدة.
وتعرضت محافظة إدلب ومناطق مجاورة، حيث يعيش نحو ثلاثة ملايين نسمة، لقصف شبه يومي من طائرات سورية، وأخرى روسية، منذ نهاية أبريل (نيسان)، لم يستثنِ المستشفيات والمدارس والأسواق، وترافق مع معارك عنيفة في ريف حماة الشمالي.
وتسيطر «هيئة تحرير الشام» («جبهة النصرة» سابقاً) على محافظة إدلب ومحيطها. كما تنتشر في المنطقة فصائل معارضة أقل نفوذاً.
وبدأت الهدنة بعد إعلان مصدر عسكري سوري، أمس (الخميس): «الموافقة على وقف إطلاق النار في إدلب بشرط أن يتم تطبيق (اتفاق سوتشي) الذي يقضي بتراجع الإرهابيين بحدود 20 كيلومتراً بالعمق من خط منطقة خفض التصعيد بإدلب وسحب الأسلحة الثقيلة والمتوسطة»، وفق ما نقلت وكالة «سانا».
ولم يصدر حتى الآن أي تعليق رسمي من فصائل إدلب حول الهدنة.
وينص «اتفاق سوتشي» الذي توصلت إليه روسيا وتركيا في سبتمبر (أيلول) ، على «إقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل بين مناطق سيطرة قوات النظام والفصائل، على أن تسحب الأخيرة أسلحتها الثقيلة والمتوسطة وتنسحب المجموعات المتطرّفة منها».
ولم يُستكمل تنفيذ الاتفاق، رغم أنه نجح في إرساء هدوء نسبي في المنطقة لأشهر عدة. وتتهم دمشق تركيا بالتلكؤ في تطبيقه.
وتسبب التصعيد الذي طال منشآت مدنية بمقتل نحو 790 مدنياً منذ نهاية أبريل، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان».
وأعلنت الأمم المتحدة، أمس (الخميس)، أنها «ستحقق في عمليات التدمير والأضرار التي لحقت بالمنشآت الواقعة في المنطقة المنزوعة السلاح والمواقع التي تدعمها الأمم المتحدة بعد استهداف عشرات المدارس والمستشفيات».
وتزامنت موافقة دمشق على الهدنة مع انعقاد الجولة الـ13 من المحادثات حول سوريا في عاصمة كازاخستان، برعاية روسيا وإيران وتركيا.
ولم توضح دمشق ما إذا كانت هذه الموافقة مرتبطة بتقدم في المحادثات الجارية، التي تنتهي اليوم (الجمعة).
ورأى الباحث المتابع للشأن السوري سامويل راماني لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أن «وقف إطلاق النار سيكون دائماً، ذلك أن الأسد لن يتساهل إطلاقاً مع بقاء إدلب خارج دائرة نفوذه»، معرباً عن اعتقاده بأنها «حيلة ذكية بإيعاز روسي بهدف تعزيز مصداقية وفعالية (محادثات آستانة)، في وقت كان بدأ فيه التشكيك جدياً بفعاليتها».
وكان الموفد الروسي الخاص إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف شكّك أمس (الخميس) بـ«مدى قدرة الفصائل الجهادية على الالتزام بالاتفاق». وقال: «من المرجح ألا يتوقفوا عن بعض الاستفزازات ضد القوات الحكومية»، وفق ما نقلت «وكالة إنترفاكس للأنباء».
أما الباحث في مركز «عمران للدراسات» ومقره إسطنبول نوار أوليفر فرأى في تصريح لـ«الصحافة الفرنسية» أن الفصائل «بين مطرقتين». وقال: «إذا لم توافق (على اتفاق الهدنة)، فهذا يعني استمرار روسيا في قصف المناطق المدنية وارتكاب المجازر في ظل صمت دولي، وإذا وافقت فهي غير قادرة على الثقة بروسيا التي يحفل سجلها بعدم الالتزام بالاتفاقات».

سوريا أخبار سوريا