البرلمان العربي للطفل يناقش موضوعه الرئيسي حول التقنية خيارنا للمستقبل
المستقلة – القاهرة – وليد الرمالي
الأمانة العامة للبرلمان العربي للطفل تعتمد التوصيات وترسلها إلى جامعة الدول العربية
ناقش أعضاء البرلمان العربي للطفل الموضوع الرئيسي في الجلسة الثانية التي شهدت انتخاب الرئيس نائبيه وتشكيل اللجان يوم الأربعاء الماضي، في أول تجربة شورى وديمقراطية يمارسها الأطفال العرب على مستوى المنظمةالأحدث التابعة لجامعة الدول العربية، وكان موضوع الجلسة يحمل عنوان التقنية خيارنا للمستقبل، وهي أول جلسة يقودها الرئيس المنتخب، وتميزت النقاشات بالجدية والحيوية والتفاعل من قبل الجميع، وفي نهاية الجلسة تطرقوا إلى التوصيات، وتم اعتمادها ورفعها إلى الأمانة العامة للبرلمان العربي للطفل، كي تقوم بدورها برفعها إلى جامعة الدول العربية.
ومن بين توصيات البرلمان العربي للطفل، يمكن الإشارة إلى:
التأكيد على أهمية وضرورة العمل المستمر من أجل خلق وعي شامل بالتحديات التقنية التي تواجه الطفل العربي، وضرورة وضع خطة استراتيجية للمعالجة بالتعاون مع الجهات المختصة في كل دولة.
العمل على تطوير التعليم واستبدال الأساليب النمطية في التدريس، باستخدام برامج التقنية الحديثة، واستثمار ولع الطفل بالألعاب الإلكترونية لتنمية مواهبه وتدريبه، واستيعاب الموهوبين منهم، للانخراط في برامج تدريبية متخصصة في صنع البرمجيات.
إنشاء مراكز تقنية تابعة لجامعة الدول العربية، لتشجيع الأطفال وتدربهم على مواكبة العصر.
تدريب علمي مكثف وفق برنامج معد مسبقا بالتعاون مع بيوت الخبرة في مؤسسات
التركيز على أوقات التعارف بين الأعضاء لزيادة الألفة والتقارب والتعاون، عبر أوقات وورش العمل المطولة،وجلسات اللعب والترفيه والرحلات العلمية الجماعية.
إلى ذلك، قال سعادة أيمن عثمان الباروت، الأمين العام للبرلمان العربي للطفل، نحن سعداء جداً بهذه التجربة الأولى لأطفالنا، فأن يقوم أطفال العرب بانتخاب رئيسهم يعني الكثير، ويطرح حزمة لا تنتهي من الأسئلة المفتوحة على آفاق بلا حدود، تعكس مدى جدية الأطفال في التفاعل والنقاش والجدل، وطرح الأفكار والمقترحات والمبادرات التي تبدأ ولا تتوقف. وها هو العمل البرلماني مع الطفل يؤسس اليوم، ويحصد النتائج غداً في المستقبل، فأطفال اليوم هم قادة المجتمع في المستقبل، خصوصاً أن المرحلة الحالية هي مرحلة مهمة في مسيرة حقوق الطفل عالمياً في ظل تحديات عالمية عديدة تؤثر في الطفل مباشرة، وقد ركزت الأهداف الأساسية للبرلمان على أهمية وضرورة بناء شخصية قوية قادرة على التعامل والتفاعل مع مختلف الظروف والأحوال، والمساهمة الفعالة في تأهيل الأطفال على ممارسة ثقافة الحوار وتقبل الآخر والتسامح في ظل تنوع ثقافي عربي مميز.
وتابع: حرصنا على توظيف موضوع الجلسة (التقنية خيارنا للمستقبل) في الورش والدورات التدريبية المكثفة التي خُصصت للأعضاء العرب من الأطفال لتطبيق مناقشة الموضوع بشكل علمي لينعكس ذلك على شكل توصيات قوية. واعتمدنا على مجموعة من الإجراءات كي يمارسها الأعضاء للتصويت على الرئيس ونائبيه، بحيث يمارس الأطفال ويشاهدون العملية الانتخابية بشكل مباشر وشفاف وفرز نتيجة التصويت أمام جميع الأعضاء.
ولفت إلى أن ما يميز أعضاء البرلمان أن التشكيل يعتبر مناصفة بين الجنسين، ويمثل كل وفد للدول التنوع الجغرافي لهذه الدول، وقد تميزت انتخابات رئاسة برلمان الاطفال بالتنافس الشديد وكثرة عدد البنات المترشحات للرئاسة، وعدم حصول الأغلبية المطلقة، ما جعل كل عملية انتخابية للرئاسة والنائبين تعاد لأكثر من جولة، للحصول على الأغلبية المطلوبة، في جو ساده
التنافس الشريف، وكشفت الفرصة التي أعطيت للمترشحين لمناصب الرئيس والنائبين عن ظهور مجموعة من المهارات العربية الواعدة في المستقبل، في الإلقاء والخطابة والاستناد إلى الحجج العلمية نتيجة الصقل والتدريب المكثف الذي نظمه البرلمان، بالإضافة إلى خبراتهم ومهاراتهم التي اكتسبوها في دولهم.
وأشار إلى أن كل قطر عربي كان يمثل مزيجاً من الخبرة والثقافة التي حرص البرلمان على الاستفادة منها،وتطويرها للوصول إلى الأهداف التي وضعت في نظامه الأساسي.
وأكد الباروت: من خلال البرلمان العربي للطفل وجلساته وفعالياته، نحمي فكر الطفل، ونساعده فيما يمكن أن يشعره بالطمأنينة، ونخرج ما في جعبته من أفكار وملاحظات ومقترحات ونقد أيضاً، من خلال الجلسات والنقاشات، وكذلك من خلال الورش، وعليه يكون لنا دور إشرافي ومتابعة وتوجيه بشكل صحيح وسليم.
ولفت إلى أن البرلمان العربي للطفل وفقاً للائحته الداخليةخصص ٤ أعضاء لكل دولة عربية، بغض النظر عن حجم الدولة وإمكانياتها وظروفها وأحوالها، فالدولة عضو في الجامعة العربية، وعليه من حقها، بل من واجبها أن تكون ممثلة وحاضرة في البرلمان، الذي يعتبر أحدث مؤسسة تابعة للجامعة العربية، حيث ترشح كل دولة عربية أربعة من أطفالها من خلال البرلمان الموجود “في حالة وجوده”، أو من خلال مؤسسات أخرى معنية بالطفل، كوزارة التربية والتعليم، وغيرها من المؤسسات والجهات الرسمية المعنية، والتواصل رسمياً مع تلك الجهات والمؤسسات يكون من خلال جامعة الدول العربية.
وقال: إن صلاحيات البرلمان تصل إلى حد التوصيات ورفعها من خلال الأمانة العامة إلى الجامعة العربية، سنوياً سنرفع تقريراً للجامعة، وسنوياً هناك تقرير من كل دولة عن الطفولة.
مشيراً إلى أن البرلمان العربي للطفل جاء ليعمل على ترسيخ وتثبيت ثقافة جديدة تبدأ مع الطفولة، فالطفل هو عماد المستقبل والقائد الذي سيبني ما يليق به، وهو الحاضر في مشهد الغد في كل مفاصل وعناوين المجتمع والدولة، هو الوزير والنائب والمشرع والمسؤول الميداني والاجتماعي في كل مواقع العمل والإنتاج، وهو الذي نعول عليه اليوم، ليكون غداً حيث يجب أن يكون.