اخبار العراق الان

قاعة الصداقة... من خطابات البشير إلى توقيع «الإعلان الدستوري»

قاعة الصداقة... من خطابات البشير إلى توقيع «الإعلان الدستوري»
قاعة الصداقة... من خطابات البشير إلى توقيع «الإعلان الدستوري»

2019-08-04 00:00:00 - المصدر: الشرق الاوسط


حظيت قاعة الصداقة التي شهدت، اليوم (الأحد)، توقيع الاتفاقية على وثيقة الإعلان الدستوري في السودان، بحضور لافت على مر تاريخ البلاد السياسي، بعدما احتضنت أبرز المؤتمرات السياسية المهمة منذ عهد الرئيس جعفر النميري، وصولاً للرئيس المعزول عُمر البشير ورموز نظامه.

وتضُم القاعة التي تُطل على ضفاف نهر النيل، قاعات للمؤتمرات والاجتماعات وصالات معارض ومسرحاً وسينما مغلقة ومرافق أخرى ملحقة بها، وفقاً للموقع الرسمي لها.

واستضافت القاعة أبرز خُطب البشير على مدار سنوات حُكمه، والتي كان أبرزها مؤتمر «الوثبة»، في 27 يناير (كانون الثاني) 2014 للحوار الوطني بين مكونات الشعب السوداني السياسية المدنية والعسكرية المختلفة، فضلاً عن اختياره دوماً لمخاطبة شعبه في المناسبات الوطنية كعيد استقلال البلاد.

وتحولت القاعة، التي تأسست في نهاية حقبة السبعينيات، لحاضنة لكافة الفعاليات السياسية الترويجية لحزب المؤتمر الوطني الحاكم ورموز نظامه، وفقاً لسيبويه محمد، وهو صحافي سوداني، مُقيم في مصر.

على رأس هؤلاء الرموز كانت زوجته الثانية وداد بابكر، التي نشط ظهورها، في السنوات الأخيرة، من خلال اختيار قاعة الصداقة لكافة المؤتمرات الداعمة لحقوق المرأة، ومرافقة البشير في الاحتفالات الوطنية والزيارات الخارجية، فضلاً عن إطلاقها من القاعة عشرات الحملات التي تنوعت أهدافها بين تقديم الدعم لمنكوبي حرب دارفور، وحماية الآثار السودانية.

وكان آخر ظهور إعلامي لبابكر في التاسع من مارس (آذار)، خلال حضورها الاحتفال باليوم العالمي للمرأة داخل قاعة الصداقة في الخرطوم، إذ أكدت في الكلمة الرئيسية لها على دور البشير في مكافحة مرض الإيدز عبر إطلاقه حملات متنوعة، ورعايته المستمرة لكافة الجهود المبذولة لمواجهة هذا المرض، عبر تقديم المساعدة للمرضى.

ويُضيف محمد في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن القاعة تكتسب عدة مميزات أبرزها موقعها الجغرافي في وسط العاصمة، بالجهة المُقابلة لجزيرة توتي، وسعتها الكبيرة التي تستوعب آلاف الحضور، فضلاً عن أن اسمها ليس مرتبطاً بنظام البشير أو بقادة الحركة الإسلامية.

ويوضح محمد أن هناك رمزية أخرى للقاعة ترتبط بكونها مُهداة من الصين للسودان، خلال حُكم الرئيس الراحل جعفر النميري، لتصير رمزاً للعلاقات السودانية الآسيوية، فضلاً عن أن اسمها ليس له علاقة بحُكم الحركة الإسلامية، كحال قاعات أخرى تمتعت بنفس المميزات من حيث استيعاب الأعداد، وأطلق عليها البشير أسماء رموز قادة الحركة الإسلامية مثل قاعة «الشهيد الزبير محمد صالح».

وتعود وقائع تأسيس قاعة الصداقة، لعام 1977. حين زار الرئيس جعفر النميري بكين في أول زيارة رسمية لها، لتثير تصميم إحدى القاعات المُسماة «بالصداقة» إعجابه، ويكون ذلك دافعاً للحكومة الصينية للتكفل ببناء قاعة مشابهة بنفس التسمية في الخرطوم «كهدية من حكومة وشعب الصين إلى حكومة وشعب السودان»، وفقاً للموقع الرسمي للقاعة.

وحول أسباب اختيارها لاستضافة توقيع الوثيقة الدستورية وأغلب جلسات التفاوض بين قادة المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير، يقول محمد: «اختيارها عودة للجذور، فهي تمثل الوجدان السوداني، بعدما حضرت في كُل الأحداث السياسية المهمة، والمؤتمرات التي كانت ضد رغبة الشعب السوداني».

ويعتبر أن اختيارها، اليوم، لتوقيع اتفاقية للحكم المدني في السودان هو بمثابة «تحرير» لها من سطوة أنظمة الحكم السابقة عليها، واستخدامها سياسياً لصالح أهداف شخصية.