اخبار العراق الان

الاصابع الزرقاء --- يجب ان تصبح حمراء

الاصابع الزرقاء --- يجب ان تصبح حمراء
الاصابع الزرقاء --- يجب ان تصبح حمراء

2019-08-07 00:00:00 - المصدر: وكالة الحدث الاخبارية


كريم كتاب

اذا كان امر تولّي الشرفاء زمام الامور والسلطة والمسؤولية مرهونا بالاصابع الرزقاء فلماذا يتولى السراق والخونة والعملاء هذا الزمام ويحكمون القبضة عليه منذ 16 عاماً ولا يُترك مجالا ولو بسيطا للشرفاء من تحقيق معادلة صغيرة او توازن في حيز بسيط ؟
اعتقد ان استبدال الاصابع الزرقاء بالــ(حمراء ) الحل الامثل لسقوط العملاء والخونة وطردهم من هذا الزمام المرعب ,,
لا يمكننا بأي حال التغاضي عن ارادة بعض الناخبين المقادين والمنتفعين والموالين والفاقدي الارادة الحقيقية في اختيار ممثليهم في استمرار عجلة الفساد تدور وبكل منهجية دون عوائق او ايقاف على الاقل , لكن هذه الارادة المغيبة لم تشكل الا نسبة ضئيلة من الارادة الوسط التي اختارها قسم كبير من الناخبين بمقاطعة الانتخابات في محاولة منها لاسقاطها ودحض شرعيتها وحجر العملية السياسية في الزاوية الحرجة التي لا تنجو منها اي عملية سياسية في العالم اجمع الا العراق , ناهيك عن عملية التزوير والمصادرة لاصوات الارادة الاخرى الناهضة والتي اشتركت بالانتخابات محاولة منها في سحب البساط من الفاسدين والخونة والمنتفعين وبنسبة لا باس بها واستطاعت على علاتها ومحاولات الالتفاف عليها واوصلت بعض الممثلين عنها الى محفل التشريعات لكنهم بلا حول ولا تاثير , وبنفس الوقت لا يمكن انكار او استبعاد التدخلات الخارجية المباشرة في نتائج الانتخابات لما يضمن مصالحها واستمرار عملائها في الحكم ومركز القرار والتاثير فيه , ان مقاطعة الانتخابات بهذه الكثرة الكثيرة والنسبة المثيرة والمؤثرة انما جاءت عكس ما كان يتوقع المقاطعون حيث اكتملت العملية الانتخابية واكتسبت شرعيتها واعتمدت نتائجها وتشكلت الحكومة بموجب مخرجاتها رغم ما حصل من كوارث وخروقات وحرق صناديق وتزوير اصوات ونسبة مشاركة متدنية جدا تجعل من شرعية الانتخابات مستحيلة لو حصلت في بلد غير العراق , ان نجاح التدخلات الخارجية هذه المرة فاق كل نجاح عن كل مرة وسقط المقاطعون في الفخ الذي نصبته لهم ذلك ان الدعوة للمقاطعة جاءت اولا من اصوات وطنية سليمة النية والقصد فيما لو كانت هذه المقاطعة ستأتي بثمارها لكن التدخلات الخارجية اغتنمت هذه الدعوة البريئة ورسختها وكرستها ودفعت الاموال لمروجيها من المغرضين المنفذين لمخطط المقاطعة على اطلال واساسات الدعاة الوطنيين واخذت هذه الدعوة صداها ومداها الكافيين وبقيت مراكز الانتخابات (تايهة) دون تواصل حضور الجماهير وحققت فرصة لاستغلال الفتور في الحضور والضعف وتم تزوير قوائم كبيرة وعريضة من اسماء الناخبين لصالح قوائم وكتل بعينها وكذلك تم شراء مراكز انتخابية باكملها باموال سياسية مسروقة من المال العام بالاضافة الى التلاعب باجهزة العد والفرز الالكترونية وربطها بكلمات (سر) يحتفظ بها اشخاص بعينهم تحكموا في نتائجها ولصالح من لم يفز ولا يستحق حتى الذكر ,ودفعت الاموال الطائلة لبقاء المقاطعة في توسعها وازديادها حتى آخر لحظة مما تسبب في عزوف الشرائح الاكبر من الناس عن المشاركة في الانتخابات وفوز القوائم التي ايقنت تماما انها لن تبقى في مناصبها ومنافعها اذا ما تركت الحبل على الغارب وسمحت باسقاط استمارات المقاطعين , وستجري نفس الاجراءات في الانتخابات القادمة كما هو معتاد وباساليب مختلفة او مشابهة طالما نجحت الاساليب القديمة في ترجيح كفة ميزان الخراب لصالح المفسدين والعملاء ,
شئنا أم أبينا , الانتخابات معتمدة ومصادق على نتائجها والانتخابات القادمة ايضا ستكون على غرار سابقاتها , وهكذا , الفاسدون باقون في مناصبهم ومنافعهم , الخونة والعملاء تغولوا اكثر فاكثر , الوزارات صارت اقطاعيات للاحزاب المتنفذة , المواطن سحق والحقوق سرقت والوطن يتهاوى نحو منحدر مخيف ومجهول والسبب ,(الاصابع الزرقاء) فقد آن اوان استبدالها باصابع حمراء ,وذلك آخر ما نملك رغم اننا لا نملك شيئا من احوالنا وامورنا,,