اخبار العراق الان

عاجل

انفجار سكايفول الغامض في روسيا يعيد النظر الى مخاطر الاشعاع النووي

انفجار سكايفول الغامض في روسيا يعيد النظر الى مخاطر الاشعاع النووي
انفجار سكايفول الغامض في روسيا يعيد النظر الى مخاطر الاشعاع النووي

2019-08-14 00:00:00 - المصدر: النبأ


سادت حالة من القلق بعد حادث "نووي" غامض يتعلق بتجربة صاروخية وقعت شمال روسيا الأسبوع الماضي وأسفرت عن ارتفاع مؤقت بمستويات الإشعاع، في وقت الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الانفجار "أثار قلق الناس بشأن الهواء المحيط بالمنشأة وما بعد ذلك، وهذا ليس أمرا جيدا".

وذكرت وكالة الطقس الروسية الثلاثاء أنها تعتقد أن مستويات الإشعاع ارتفعت من أربع مرات إلى 16 مرة، في حين رفعت منظمة السلام الأخضر (غرين بيس) تقديراتها إلى نحو عشرين مرة.

وكانت وزارة الدفاع قالت بادئ الأمر إن الإشعاع ظل عند مستويات طبيعية بعد الحادث، لكن سلطات مدينة سيفيرودفينسك بشمال البلاد قالت إن ارتفاعا في مستويات الإشعاع طرأ لفترة وجيزة.

وتبعد مدينة سيفيرودفينسك حوالي ثلاثين كيلومترا عن قاعدة نيونوسكا التي وقع فيها الانفجار.

ولكن ماذا عن الإشعاعات النووية وما هي مخاطرها؟

الإشعاع النووي

الإشعاع النووي ظاهرة فيزيائية ونشاط ذري طبيعي قوي يحدث داخل ذرات العناصر الثقيلة ذريا، وفيه تفقد النواة الذرية بعض جسيماتها وتتحول ذرة العنصر إلى عنصر آخر أو إلى نظير آخر من العنصر نفسه.

الآثار الكارثية

يرجع تاريخ التلوث النووي إلى أواخر الحرب العالمية الثانية عندما ألقيت أول قنبلة ذرية على مدينة هيروشيما سنة 1945 فقتلت وشوهت معظم سكانها، وحتى من نجوا منهم ظلوا يعانون من آثار الإشعاع النووي طيلة حياتهم.

ولا تقتصر عوامل التلوث النووي على ما تسببه التفجيرات النووية المتعمدة، بل إن هذا التلوث يحدث أحيانا بصورة غير مقصودة نتيجة لتسرب الإشعاعات من مفاعلات الطاقة النووية عند حدوث حرائق أو انفجارات بها.

وتتوقف الأضرار الناتجة عن مثل هذه الحوادث على قرب المنطقة المتضررة من مركز الانفجار أو التسرب النووي، ويصاب المتعرضون لها بحالات مرضية خطيرة، من أعراضها حدوث تمزقات في الجلد وقيء وغثيان ونزيف داخلي وخارجي، وهي أعراض تنتهي غالبا بالموت خلال فترة قصيرة.

وفي المناطق البعيدة نسبيا من مركز التسرب قد تؤدي زيادة الإشعاعات عن معدلاتها إلى حدوث تسمم نووي بطيء لا تظهر أعراضه إلا بعد عدة سنوات، ويؤدي هذا التسمم غالبا إلى الإصابة ببعض أنواع السرطان.

المواد المشعة

وأهم المواد المشعة التي تنتج عن الانفجار أو الانشطار النووي هي:

1- غاز الكريبتون: وهو يؤثر على كل جسم الإنسان ويسبب الإصابة بسرطان الدم، وقد يستمر تأثيره حوالي عشرين سنة بعد حدوث الانفجار أو الانشطار النووي.

2- عنصر اليود الذي يتصاعد من الانفجار النووي بصورة غازية، وهو يمتص غالبا من الغدة الدرقية. ومن الممكن التخلص منه بواسطة بعض العقاقير.

3- عنصر السترتشيوم: وهو شبيه بعنصري الكالسيوم والباريوم، ويتركز تأثيره غالبا على العظام فيصيبها بالسرطان، وقد يستمر تأثيره حوالي 56 سنة.

4- السيزيوم: وهو يؤثر على كل الجسم، وخصوصا العضلات والكبد والطحال، وقد يستمر تأثيره ستين سنة.

ولا تقتصر أضرار التلوث النووي على آثاره المباشرة على حياة الإنسان وصحته، بل تمتد إلى تلويث أو تسميم كل جوانب البيئة التي يعيش فيها من ماء وغذاء وتربة وصخور وملابس وأدوات وغيرها.

وتعرُض الكائن الحي للإشعاعات النووية يؤثر على الذرات المكونة لجزيئات الجسم البشري، مما يؤدي إلى دمار هذه الأنسجة بما يهدد حياة الكائن.

وتعتمد درجة الخطورة الناتجة من هذه الإشعاعات على عدة عوامل، منها نوعها وكمية الطاقة الناتجة منها وزمن التعرض لها.

التأثيرات البيولوجية

ولهذه الإشعاعات نوعان من التأثيرات البيولوجية، أولهما يكون جسديا ويظهر غالبا على الإنسان حيث يصاب ببعض الأمراض الخطيرة، مثل سرطان الجلد والدم وإصابة العيون بالمياه البيضاء ونقص القدرة على الإخصاب.

ثانيهما الأثر الوراثي ويظهر على الأجيال المتعاقبة، وتبين ذلك بوضوح على اليابانيين بعد إلقاء القنبلتين النوويتين على هيروشيما ونغازاكي في سبتمبر/أيلول 1945 مما أدى إلى وفاة الآلاف من السكان وإصابتهم بحروق وتشوهات، وإصابة أحفادهم بالأمراض الخطيرة القاتلة.

التخلص من النفايات النووية

يتم التخلص من النفايات النووية بعدة طرق تختلف وفقا لقوة الإشعاعات الصادرة منها، فالضعيفة والمتوسطة توضع بعد تبريدها في باطن الأرض حيث تحاط بطبقة من الإسمنت أو الصخور، وأحيانا تقوم بعض الدول بإلقائها في مياه البحار والمحيطات.

أما النفايات ذات الإشعاعات القوية فتوضع في الماء لتبريدها ثم تدفن على أعماق كبيرة في باطن الأرض، وفي أماكن بعيدة عن العمران.

وهناك طريقة حديثة للتخلص من النفايات النووية القوية، حيث تحفظ في مواد عازلة من الخزف أو الزجاج من نوع البوروسيلكات، ويتم ذلك بخلط النفايات مع مادة مكلسة، ثم تصهر عند درجة حرارة عالية، ويصب الخليط في أوعية من الصلب غير قابل للصدأ وتدفن على أعماق كبيرة تحت سطح الأرض مع أخذ الحيطة، حيث تظل مصدر خطر فترات طويلة.