اخبار العراق الان

تدني نسب النجاح.. مخرجات مدارس الطين أم “شرود” الطلبة إلى عالم “بوبجي”؟

تدني نسب النجاح.. مخرجات مدارس الطين أم “شرود” الطلبة إلى عالم “بوبجي”؟
تدني نسب النجاح.. مخرجات مدارس الطين أم “شرود” الطلبة إلى عالم “بوبجي”؟

2019-08-19 00:00:00 - المصدر: النور نيوز


النور نيوز/ بغداد

 تفاعلت قضية تدني نسب النجاح للدراستين المتوسطة والاعدادية في وقت تؤكد فيه وزارة التربية تباين مستويات الطلبة، ومنعها حالات الغش، وعدم تقديم أسئلة من خارج المنهج الوزاري، فيما يؤكد طلبة أن الأسئلة في مختلف المواد كانت تقدم بصياغة “معقدة” والتفاف على طريقة الحل المعتمدة، حسب تعبيرهم.

وبحسب وزارة التربية فإن، “النسبة الحقيقية للنجاح تقاس بعد إجراء امتحان الدور الثاني، فهناك الكثير من الطلبة أجّلوا بعض المواد في امتحانات الدور الاول، وبالتالي فان نسبة النجاح حاليا 34.7% وهذه النسبة تعد أفضل من السنوات السابقة.

وقال المتحدث باسم وزارة التربية فراس محمد عبر بيان تلقى “النور نيوز” نسخة منه إن “جميع الأسئلة التي أعدت سواء لامتحانات الثالث متوسط والسادس الاعدادي كانت من ضمن المنهاج الدراسي، وليس هناك أي سؤال من خارج المنهج”، لافتًا إلى أن “تدني نسبة النجاح لمرحلة الثالث متوسط يعود إلى مستوى الطالب، حيث هناك مستويات مختلفة للطلبة”.

ماذا عن المدارس الأهلية؟

وأضاف أن “المدارس الاهلية أغلبها مجازة من قبل وزارة التربية، وجميع طلاب الصف الثالث والسادس للمدارس الأهلية هم يمتحنون بشكل طبيعي أسوة بطلبة المدارس الحكومية” نافيًا “الأنباء التي تحدثت عن حالات لتسرب بعض الأسئلة الامتحانية” مؤكداً أن “الامتحانات في هذا العام قد تمت السيطرة عليها بشكل تام، حيث تم كشف الكثير من حالات الغش الالكتروني وغيره، بعد استخدام أجهزة متطورة لكشف الغش”.

في تفاصيل العام الدراسي تبرز جملة من المشكلات التي طفت على الساحة التربوية خلال السنة الحالية، والسنوات الأخيرة، إذ يعاني العراق نقصًا حادًا في المدارس، والبنية التحتية التربوية، إذ ورث قطاع التعليم في العراق تركةً ثقيلةً بعدم توفير الأبنية المدرسية في جميع محافظات البلاد.

وبحسب احصائيات رسمية فإن حاجة البلاد من المدارس تبلغ 6000.

نتائج الكرفانات ومدارس الطين

وبدأت الحكومة العمل بمشروع المدارس الكرفانية في العام (2011)، وتبنته أولاً وزارة التربية، ثم أكملت محافظة بغداد المشروع بخط ثانٍ، ففي قواطع المديرية العامة للتربية في بغداد / الرصافة الثانية افتتحت في العام الدراسي 2012-2013 (17) مدرسة ابتدائية كرفانية في أطراف بغداد بمناطق: (المدائن، والنهروان، والفضيلية، والمعامل)، وارتفع العدد في العام الدراسي الذي يليه 2013-2014 إلى (33) مدرسة ابتدائية، منها (20) مدرسة تكفلت ببنائها وزارة التربية ضمن خطتها بتخفيف الاختناقات الحاصلة في المدارس التي تعاني من الاكتظاظ، وفك الازدواج في المدارس ثنائية الدوام والثلاثية، وبأبعاد (6 ضرب 4 متر)، والمتبقي منها قدمتها محافظة بغداد بأبعاد (7 ضرب 4 متر) أكبر بقليل عن كرفانات الوزارة.

وبحسب مشرفين تربويين فإن الاكتظاظ الحاصل وتغيير المناهج بشكل مستمر أدى إلى تدني نسب النجاح للدراستين المتوسطة والاعدادية.

وقال المشرف التربوي يوسف نعمان إن “المناهج الحالية الجديد لا ننكر أنها رفعت من مستوى الطلاب، وفهمهم وإدراكهم، ووسعت من مداركهم، لكن كانت التغييرات التي تجري بين الحين والآخر أثرت على مستوياتهم العلمية، إذ أن المناهج كما هو معلوم السنة الحالية تهيئ إلى السنة المقبلة، وتكون المواد التي يدرسها الطلاب مقاربة لما هو عليه في العام التالي”.

وأضاف لـ”النور نيوز” أن “تغيير المناهج لم يكن هو السبب الوحيد لتدني نسب التعليم، فهناك طلاب بمستويات مختلفة، وهناك حتى الأهالي بنسب متفاوتة من المتابعة للطلبة، وهذا بالتأكيد ما يوضح النسبة الحالية للنجاح، فلا يمكن مقارنة تلميذ يقرأ عشر ساعات يوميًا أو أكثر، مع متابعة من قبل أهله، بتلميذ يقرأ ساعتين وقضاء باقي الوقت على مواقع التواصل، والالعاب الالكترونية”.

وطالب نعمان الجهات المختصة بمنع دخول الطلبة أو المراهقين إلى صالات الألعاب الحديثة، لما ينعكس ذلك على تربيتهم، فضلًا عن مستواهم الدراسي بالنسبة للطلبة منهم”.

هل المناهج صعبة؟

بدورها عزت عضو مجلس النواب اقبال عبد الحسين تدني نسب النجاح في الصف الثالث المتوسط على مستوى العراق إلى صعوبة المناهج، مطالبة وزير التربية وكالة الدكتور قصي السهيل بتشكيل لجان تحقيقية للوقوف على أسباب تحقيق هذه النسب.

وقالت عبد الحسين، في بيان تلقى “النور نيوز” إن “استمرار وزارة التربية بسياساتها السلبية والخاطئة وعدم الاهتمام برصانة العملية التعليمية ولتغطية فشلها المستمر أدى إلى منحها دوراً ثالثاً للطلبة، وبالتالي خروج العراق سنوياً من التصنيف العالمي للعملية التربية بدلاً من التقدم فيه”.

وبينت أن “المناهج التي سعت وزارة التربية إلى تغييرها أدت إلى تحطيم العملية التربوية بشكل كامل، وأثرت في طريقة تفكير الطلبة، وزادت من نسب التسرب لديهم” مؤكدةً “أنها سبق وأن حذرت المسؤولين في وزارة التربية بأن نتائج النجاح في امتحانات نصف السنة ستكون مخيبة للآمال”.

وكان وزير التربية العراقي، محمد إقبال، قد صرّح في أغسطس/ آب من العام الماضي، أنّ العراق يعاني من نقص حاد في عدد المدارس بسبب تراكم الأزمات، ونحتاج إلى أكثر من 20 ألف مدرسة بحلول عام 2022 نتيجة النمو السكاني السنوي.

جوانب مضيئة ولافتة؟

على الجانب الآخر تبرز جوانب مضيئة في تحقيق نسب ومستويات عالية سواءً في امتحانات الدراسة المتوسطة أو الإعدادية.

وتمكن الطالب حسن محسن معيوف من محافظة ذي قار وهو يسكن قرية (الحوس) النائية إحدى قرى قضاء قلعة سكر، من تحقيق نجاح بنسبة 99,86 والذي يمنحه المرتبة الأولى من بين المتفوقين في عموم العراق للعام الدراسي 2018 ــ 2019.

قصة حسن الذي حصل على درجات 100% للمواد الدراسية ما عدا مادة اللغة العربية التي حصل فيها على 99% وهو يفتخر بما حققه بعد أعوام من الدراسة مرة مشيا على الاقدام ومرة أخرى على الدراجة الهوائية قاطعا مسافة 20 كم من اجل الوصول الى مدرسته.

يقول حسن في حديثه لوسائل إعلام محلية إنه أخ لأربعة آخرين، هو ما قبل الأخير في ترتيب العائلة ويسكن مع والديه في قرية مترامية الأطراف تبعد 25 كم عن مركز القضاء، ويستذكر حسن رحلته الصعبة بين البيت والمدرسة في أيام المطر كان يمضي مشيا على الأقدام وعندما تتحسن الظروف يستقل دراجته الهوائية للتخفيف من معاناة المشي ذهابا وإياباً إلا أنه كان يتمتع بالإصرار والتحدي والمواظبة على الدراسة من أجل تحقيق هذا النجاح”.

الطالب حسن محسن

من جهتها تقول المعلمة في إحدى مدارس العاصمة بغداد منال العبيدي إن “نسب النجاح هذا العام طبيعية، وبالتأكيد هناك مستويات متباينة، فكما معلوم أن ثورة التكنولوجيا التي يعيشها أبناؤنا وتغافل الأهل عنهم أدى إلى انخفاض مستوى الاهتمام بالدراسة، وعدم إدراك نتائجها”.

وأضافت خلال حديث لـ”النور نيوز” أن “الجو العام في العراق يعطي رسالة سلبية عن أهمية الدراسة، فمثلاً الحديث الدائر بشأن عدم الجدوى من الدراسة، وانعدام الوظائف يعطي رسالة سلبية، ويخفض من عزيمة الطلبة، خاصة مع رؤيتهم أقرانهم وهم يعانون البطالة، وغياب فرص العمل”.

انشر على مواقع التواصل !

Post Views: 12