كاتب صحفي: داعش كالماء الذي يتسرب في الشقوق والخلافة مشروطة بالتمكن من الأرض
النبأ للأخبار
اكد علي الطالقاني الخبير في شؤون الجماعات الارهابية، انه فيما يتنافس تنظيم القاعدة مع تنظيم داعش حول شن الهجمات والسيطرة على بعض المدن في افغانستان ودول افريقية تبرز حركة طالبان بدور اخر تفاوضي مع واشنطن لتنتهي صفحة من الحروب طالت 18 عاما، في وقت بدأ تنظيم داعش اعماله الارهابية في خراسان منذ عام 2015.
واوضح الطالقاني في حديث لوكالة النبأ للأخبار، ان "التنظيم لديه طموحات للسيطرة على الأرض وحسب الأرقام الصادرة فان عدد المقاتلين كان نحو 2500 يقدر الان نحو 4000 مقاتل"، مضيفا انه "صحيح ان التنظيم لايزال الأضعف من بين الجماعات المتصارعة مثل القاعدة وطالبان لكن داعش له مرونة في اللعب والسيطرة".
وتابع الخبير الامني، "من خلال بث اعلامي يحث على الحماسة التي تشجع على سفك الدماء والدعوة الى عدم التثاقل، فعلى مستوى العالم قامت القاعدة بقتل أكثر من 1400 شخص خلال عام 2018".
وقال الطالقاني، "يعمل تنظيم داعش على جذب لمقاتلين من دول اسيوية وافريقية وكذلك تصدير ايديولوجية وتكتيك من أجل انشاء حركة تمرد عالمية مستغلا التفاوضات بين طالبان وواشنطن".
"تتمكن في الأرض يُعترف بخلافتك" هكذا تفكر قيادات داعش، هذا ما بينه الخبير بشؤون الجماعات المتطرفة، مشيرا "فأن التنظيم ليس من أولوياته الكبرى في كسب ولاء الناس العاديين بقدر التركيز على استراتيجية الحكم بالقوة والخوف".
ونوه الطالقاني الى، ان "هذا التطور ليس من فراغ، فهناك تركيز على التقاليد والتراث في مناطق مختلفة من العالم كافغانستان وباكستان وغرب افريقيا يركز عليها التنظيم لتوسيع امتداده بعد الهزيمة التي لاقاها في العراق وسوريا، لقد تأثر قادة داعش بشدة بنصيحة الذين نظروا لمفهوم "الجهاد" والذين يحثون على تأجيج الفتن والحروب الطائفية واشاعة الفوضى التي يحصل التنظيم على الدعم والقوة من خلال ذلك".
"الماء الذي يتسرب الى الشقوق" وصف يمكن اطلاقه على تنظيم داعش بعد الهزيمة التي لاقاها في العراق وسوريا، يقول الخبير الامني، لتبدأ هجرة التنظيم الجديدة الى مناطق في افريقيا بعد ان وجه ضربات ارهابية عنيفة في دول اوروبا التي نجحت بدورها من الحد والسطيرة على هذه الهجمات".
وايضا قال، ان "سريلاكا ونيجيريا دول اصبحت اليوم تشهد موجات قوية من العنف يحاول تنظيم داعش ان يجد موطئ قدم هناك وينفق ملايين الدولارات من أجل التوسع، الأمر الذي يتطلب ايجاد طرق فاعلة في تعطيل هذا العمل".
ولفت الطالقاني الى، انه "اصبح تنظيم داعش كالماء الذي يتسرب نحو الشقوق ويقوض الأمن وانشاء قواعد جديدة وخصوصا في افريقيا وهناك مؤشرات كثيرة تدل على ذلك".
ويختم الخبير في شؤون الجماعات الارهابية قوله، "لقد أثبت التنظيم فعاليته في استغلال الظروف الجيوسياسية سواء كانت سياسية أو دينية او طائفية وحتى عسكرية فان التنظيم لديه فرص في استغلال النزاعات المحلية، اضافة الى ان التنظيم عمل من خلال الايديولوجيا الخاصة به ونقلها من خلال نشر المعلومات".