اخبار العراق الان

عاجل

حديث الخميس: النهاية

حديث الخميس: النهاية
حديث الخميس: النهاية

2019-08-29 00:00:00 - المصدر: وكالة الحدث الاخبارية


حسان الحديثي

كانت رحلةً ممتعةً وتجربةً رائعةً تلك التي عشتها لثلاثة أعوام مع اصدقائي ممن جمعني بهم هذا العالم الازرق، اصدقاء لم ارَ الكثير منهم ولكنهم حقيقيون يبحثون عن الفائدة ذات المتعة ويقتصّون المتعة ذات الفائدة.

رحلةً تعلمت منها الكثير والكثير حيث قرأت فيها كتباً وراجعت كتباً كنت قرأتها من قبل واعدت حفظ قصائد كنت نسيتها او جزءاً منها، واطّلعت وحفظت قصائد جديدة لشعراء بين قديم غابر وحديث معاصر فكنت المستفيد الاول.

كما أجاءني البحثُ في اللغة والبلاغة والبيان الى شروح وتفاسير القرآن فازددت حباً لكلام الله ثم فائدةً وتنويراً وآمنت انه -اي كتاب الله- هو القول الاسمى والمرجع الاعلى والمنهل الاصفى لمن اراد اللغة وبيانها وبلاغتها ولم اجد قولاً قبله الا آل اليه، ولا قولا بعده الا اتكأ عليه فيا من احببتم اللغة ردّوا الى منهله ومعينه وفتشوا عن نفيس الدر وثمينه تلقون من القول الكمال والجمال ومخبأ الفلسفات والحكم والامثال.
ولا اخاطب مَنْ آمن بهذا الكتاب حسب، بل أخاطب كل من نطق بالضاد وأحب العربية سواء ممن تبع القرآن ديناً او لم يتبعه.

لقد كنت وانا اكتب - اكثر من مئة وستين خميساً- ادرك ان للرحلة نهايةً وكلما انهيت حديثاً قلت لنفسي: ان يوماً اكتب فيه الحديث الاخير لا بد آت، وها قد جاء اليوم الذي أُلقي فيه عصا حديث الخميس واحط رحله، ليس لملل او تعب ولا لسأم أو نَصَب، ولكن من أجل التجديد في الفكرة والتحديث في القول، فقد رأيت اني أوصلت الرسالة وبلغت هدفي في حديث الخميس وهي أن أعيد شيئاً من أدبنا العربي الى الواجهة وأحفّز الجيل الجديد لقراءته وأقربه وأحببه اليهم باسلوب سهل مفيد وممتع بما قدمته من دراسة وتحليل لما تيسر لي من نصوص وأفكار في الشعر والنثر وبما كتبته من قصص قصيرة وشروحات لآراء برؤية تناسب الفكر وتلائم العصر.

لست اقول ما قلته لاضع النهاية ولا لأسدل الستار ولكن لاستعد للتحضير ثم الانطلاق برؤية جديدة من خلال هذا العالم الجميل، ربما تكون الرؤية الجديدة مختلفة من حيث الاتجاه والتوقيت ولكني لن اتوقف فأنا بين حلِّ وارتحال في عالم التعلّم وما أن احلّ من ظهرٍ حتى ارتحل على ظهر غيره.

وسننطلق سوية في رحاب عالم جديد في رحلة جديدة ربما تكون مختلفة ولكنها ستكون مفيدة وممتعة..... هذا وعد

حديث الخميس: النهاية